"خائن للأمانة".. ممتلكات الأتراك بمزاد أردوغان
بلا تفاصيل واضحة، ولا معطيات معلنة، يعقد النظام التركي صفقات مريبة منح بمقتضاها قطر جزءا هاما من ممتلكات الشعب.
أسهم في بورصة إسطنبول، ومصنع صفائح الدبابات، وشركات وغيرها مما يعرض في مزاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبيعه إلى حليفته الدوحة، خزينته الإضافية لتمويل غزواته الخارجية، وهوسه بإحياء أمجاد الإمبراطورية البائدة.
صفقات تعقد بين الجدران المغلقة، فلا تتسرب منها سوى عناوين فضفاضة بلا أرقام وتفاصيل دقيقة، لإدراك النظام التركي الهنات والثغرات القانونية والأخلاقية التي تشوبها، وهو ما أشعل غضب المعارضة وقطاعا عريضا من الرأي العام.
بورصة أردوغان
صفقات أردوغان مع قطر وحدت ضده صفوف المعارضة، ومنحها أدلة كافية على فساد الرئيس في وقت يعيش فيه السواد الأعظم من الأتراك على وقع أزمة اقتصادية خانقة.
والخميس الماضي، وقّع صندوق الثروة السيادي التركي وجهاز قطر للاستثمار، اتفاقية لبيع حصة بنسبة 10 % من أسهم بورصة إسطنبول للدوحة.
خطوة فجرت الاستياء من جديد، وأثارت ردود فعل غاضبة خصوصا من المعارضة التي شنّ زعيمها، كمال قليجدار أوغلو، الجمعة، هجومًا لاذعا على نظام أردوغان، قبل أن يسري عدوى الغضب إلى بقية المعارضين.
أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي الأسبق وزعيم حزب "المستقبل" المعارض، فتح النار على أردوغان، واتهمه بـ"خيانة الأمانة"، بسبب بيع أسهم من بورصة إسطنبول لقطر، مطالبًا إياه بالعودة إلى صوابه.
وقال داوود أوغلو، في مقطع فيديو نشره عبر موقع تويتر، إن الصفقة جاءت لتغطية الأوضاع المتردية التي بات عليها الاقتصاد التركي، مشيرًا إلى أن "هذه الأوضاع وصلت إلى درجة لا يمكن معها إنقاذ الاقتصاد".
وتابع متوجها إلى الرئيس: "لا يمكنك العثور على غطاء لهذا الحطام يا سيد أردوغان. هذا البلد ليس البورصة الخاصة بك، ولا السوق الخاص بك، ولا متجرك، تركيا دولة يعيش بها أمة من الشرفاء".
وأكد أنه "لا أحد يستطيع أن ينجو من هذا الدمار الذي لحق بالبلاد من خلال طلب العفو والمغفرة. فأولئك الذين يضرون هذا البلد سيحاسبون"، لافتًا إلى أن "مهندس آلية الفساد في تركيا، هو حزب العدالة والتنمية".
بذخ النظام وجوع الشعب
بدوره، جدد نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، علي باباجان، انتقاداته لحكومة أردوغان.
وقال باباجان عبر تويتر: "يقولون إن خزينة الدولة فارغة لا توجد أموال لصرفها في أمور المواطنين في ظروف كورونا، ولكن عندما يتعلق الأمر بأنفسهم فإنهم لا يتجنبون أي تبذير دون مبالاة".
تضارب فضحه رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، بالحديث عن بذخ النظام، قائلا إنه لا يعرف كم عدد الطائرات التي يستخدمها أردوغان للقيام بجولاته.
وأشار إلى أن الحكومة تقدم المناقصات الرسمية لرجال أعمال موالين لها ويخرجون على معايير الحياد والمنافسة المطلوبة في هذا الصدد.
محاصصة باتت تثقل كاهل الأتراك ممن باتوا يكابدون من أجل تحصيل قوت يومهم، في ظل انهيار المؤشرات الاقتصادية بسبب السياسات الخاطئة والحروب الخارجية.
غموض
يحرص نظام أردوغان على إحاطة صفقاته بغموض مريب، ويقتصر على إعلان عناوين عريضة تغيب عنها الدقة.
إنغين أوزغوتش، نائب رئيس الكتلة البرلمانية في حزب الشعب الجمهوري المعارض، انتقد إدارة النظام لمصالح البلاد، انطلاقا من شراكة قطر الجديدة في بورصة إسطنبول.
وتساءل أوزغوتش، خلال مؤتمر صحفي عقده في البرلمان قبل أيام، عن الطريقة التي تمكنت بها قطر من الفوز بالمناقصة، وما إن كان شارك أحد آخر فيها؟
ونقل موقع "أحوال تركية" عن المعارض قوله: "هل فكرتم بمصلحة تركيا من هذه العملية؟ الجواب هو لا".
وأضاف "في علاقات المافيا والعصابات لا يوجد شيء كهذا، ستجدون أولويتهم المال والكتمان، إذا كانوا قد سيطروا على بلدنا، فإن المعارضة والشعب خارج هذه العملية".
ولفت أوزغوتش إلى أن "قطر قامت فجأة بإهداء رجب طيب أردوغان طائرة بقيمة 450 مليون دولار، واستقبلا بعضهما البعض في القصور، وعقدا الاتفاقيات".
من جانبها، كشفت تقارير تركية أن أمير قطر، تميم بن حمد، استحوذ على حصة البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير في بورصة إسطنبول، لإنقاذ أردوغان، بعد أن باع البنك الأوروبي حصته التي تقدر بـ10 بالمئة من قيمة البورصة إلى صندوق الثروة السيادي التركي.
الاتفاقيات الجديدة تضمنت أيضا مذكرة شراء حصة من "مجمع إستنيا بارك" التجاري، ومذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار و"شركة هاليك ألتون" للاستثمار المحتمل في "مشروع القرن الذهبي".