مخاوف فرنسية من ظلم أردوغان أكاديميا تركيا
إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية وصفت المناخ العام في تركيا بـ"المسموم".
أعرب حقوقيون فرنسيون عن قلقهم من تعنت السلطات التركية في تنفيذ حكم إطلاق سراح أستاذ الرياضيات بجامعة "ليون 1" الفرنسية، تونا ألتينيل.
كما حذروا من سحب جواز سفره ومنعه من مغادرة أنقرة في مزاعم "دعاية إرهابية"، فضلاً عن تلفيق اتهامات له، مطالبين بسرعة عودته إلى فرنسا.
- إذاعة فرنسية: 2000 عالم وأكاديمي تركي يواجهون السجن
- موقع فرنسي: القتيل الفلسطيني بتركيا تعرض للتعذيب حتى الموت
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن محكمة تركية بمدينة "بالكسير" قضت، الثلاثاء، بالإفراج المشروط على ذمة القضية للمدرس بجامعة "ليون 1" في مزاعم اتهامات "الانتماء لمنظمة إرهابية"، مع منعه مغادرة البلاد وسحب جواز سفره.
وأوضحت الصحيفة على الرغم من أن داعمي ألتينيل استقبلوا قرار المحكمة بسعادة لكنهم أعربوا عن قلقهم من التعنت في الإجراءات لإطلاق سراحه أو إعادة سجنه مرة أخرى في الاتهامات الوهمية الملفقة إليه.
ووفقاً للصحيفة، فإن عالم الرياضيات، الذي يقيم في مدينة ليون الفرنسية منذ عام 199، مسجون ظلماً منذ 81 يوماً، بسبب مشاركته في مؤتمر بفرنسا، بدعوة من صديق كردي.
وتزعم السلطات التركية أن لألتينيل صلة بحزب العمال الكردستاني، ولكن في حقيقة الأمر فإن سبب اعتقاله لكونه بين أحد الموقعين على وثيقة السلام جمعها الأكاديميون الأتراك لرفض عدوان أردوغان على الأكراد عام 2016.
وأضافت الصحيفة أن الاتهام الذي اعتقل بسببه ألتينل من المطار هو "الدعاية الإرهابية"، ولكن بعد تلفيق الاتهامات الباطلة إليه أصبح متهماً في قضية الانتماء إلى منظمة إرهابية.
بدورها، قالت محامية عالم الرياضيات ميريتش أيوب أوغلو إن "هناك مخاوف من تعنت النظام التركي في إطلاق سراحه، خاصة أن الجلسة المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
وطرحت محامية ألتينيل سؤالاً على السلطات التركية، لماذا تم احتجازه أكثر من 81 يوماً بشكل تعسفي ومنعه من لقاء أسرته؟"، مضيفة: "لقد سرق من عمره 81 يوماً".
واعتقل ألتينيل في مايو/أيار الماضي، بينما كان يزور تركيا قبل مغادرته البلاد، وعقب اعتقاله أعربت الحكومة الفرنسية عن قلقها من احتجاز المدرس بجامعة ليون.
وخلال جلسة الاستماع كان أستاذ الرياضيات (53 عاماً) يبتسم ابتسامة خفيفة خلف نظارته، رافضاً جميع الاتهامات الباطلة الموجهة إليه مطالباً بتبرئته.
وقال ألتينيل خلال الجلسة: "سيدي القاضي، لست عضواً في أي منظمة إرهابية، السبب الوحيد الذي جاء بي إلى هنا واعتقالي لمدة 3 أشهر، هو أني ساعدت في تنظيم مؤتمر مشروع لجمعية قانونية".
من جانبها، أشارت إذاعة "إر.إف.إي" إلى أن "السلطات التركية تلاحق ألينيل بمزاعم الدعاية الإرهابية بتوقيعه على التماس عام 2016 من بين ألفي أكاديمي تركي طالبوا بوقف العمليات الأمنية للقوات التركية في الجنوب الشرقي للبلاد ضد الأكراد".
وأشارت إلى أنه "على الرغم من إقامته في فرنسا فإنه بمجرد زيارته تركيا تم اعتقاله، وينتظر محاكمته في هذه القضية 26 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
من جهتها، وصفت الإذاعة الفرنسية المناخ العام في تركيا بالمسموم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016، موضحة أن النظام التركي يستهدف الأكاديميين والعلماء، ويضغط عليهم بالقمع في حملات اعتقالات واسعة وفصلهم من جامعتهم.