أكثر من نحو ألفي عالم وأكاديمي تركي يواجهون السجن المشدد لدعوتهم إلى السلام والتنديد ببطش أردوغان خلال شنه حملات تطهير عرقي ضد الأكراد.
سلطت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية الضوء على أزمة "أكاديميون من أجل السلام"، مشيرة إلى أن أكثر من نحو ألفي عالم وأكاديمي تركي يواجهون السجن المشدد لدعوتهم إلى السلام والتنديد ببطش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال شنه حملات تطهير عرقي ضد الأكراد.
وأوضحت الإذاعة أنه "في يناير/ كانون الثاني 2016، وقع أكثر من ألفي مدرس في الجامعات التركية على عريضة تدعو إلى إحلال السلام بوقف العمليات العسكرية في جنوب شرقي تركيا، المنطقة ذات الغالبية الكردية.
- زوج شقيقة الفلسطيني"زكي مبارك": قُتل غدرا.. وتركيا ارتكبت بحقه 3 جرائم
- موقع فرنسي: القتيل الفلسطيني بتركيا تعرض للتعذيب حتى الموت
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أنه "فيما يدعو هؤلاء الأكاديميون والعلماء إلى السلم، يراهن النظام التركي على مؤيدي الإرهاب واصفا إياهم بـ"الخونة والجهلاء".
وفي منتصف الشهر الماضي، أصدرت محكمة في إسطنبول أحكاماً بالسجن على أربعة علماء أتراك ممن وقعوا على العريضة، وطلب الادعاء عقوبات بالسجن على الأكاديميين بتهمة نشر الدعاية الإرهابية.
وبالفعل تم الحكم على الأكاديميين تايلان ساهان ترهان وتونا كويوكو وإيلكر بيربيل بالسجن لمدة 15 شهرًا، بينما حكم على نيفين زينب يلسي بالسجن لمدة عامين و6 أشهر.
كما رفضت محكمة الاستئناف، الخميس، الطعن على الحكم وأيدت أحكاما السجن.
ونقلت الإذاعة الفرنسية عن أحد الأكاديميين الموقعين على العريضة قوله: "إن الاتهامات واحدة في جميع القضايا، مزاعم الترويج للإرهاب"، مضيفة أن هذا النظام القمعي سينتهي يوماً ما، ونعلم جيداً أننا سنفوز في النهاية".
وحملت العريضة عنوان "لن نكون طرفًا في هذه الجريمة"، للإعراب عن احتجاجهم للعمليات العسكرية التي يشنها أردوغان في جنوب شرقي تركيا، عندما غزت القوات التركية منطقة بأكملها.
ووفقا للإذاعة الفرنسية، فإنه في يناير/كانون الثاني 2016، وسط مناخ سياسي متأجج شنت القوات التركية عملية تطهير عرقي لمنطقة الأكراد، وتوصلت مجموعة من الأكاديميين إلى مبادرة تسمى "أكاديميون من أجل السلام".
ولاقت هذه المبادرة التي حصلت على توقيع 2291 شخصا غضبا من قبل النظام التركي، الذي وصف هؤلاء العلماء الأجلاء بالـ"جهلاء" واتهمهم بدعم الإرهاب في أعقاب الانقلاب الفاشل في يوليو/ تموز 2016، وتم طرد مئات الأكاديميين، الذين وقعوا على العريضة، كما واجه غالبيتهم تحقيقات وعقوبات مختلفة بالسجن المشدد.
ولفتت الإذاعة الفرنسية، إلى ما قاله أردوغان خلال لقاء السفراء الأتراك بالخارج عام 2016 بعد نحو أسبوع من إعلان المبادرة، واصفاً الأكاديميين بأنهم مثقفون تافهون وجهلاء"، قائلاً: "تخرج علينا قلة من الرعاع الذين يصفون أنفسهم بالأكاديميين والباحثين ويتطاولون على دولتنا التي تدافع عن مواطنيها وأراضيها".
وتابع: "اليوم نواجه خيانة ممن يزعمون أنهم أكاديميون مع أن معظمهم يحصل على راتبه من الدولة".