ألمانيا تسعى لإقناع تركيا بضم فنلندا والسويد إلى الناتو
قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، إنها ستعمل على إقناع تركيا بشأن عضوية السويد وفنلندا المحتملة في الناتو.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها لامبرخت، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي عقدته من العاصمة البلجيكية، بروكسل، على هامش اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، نقلها الموقع الإخباري الرسمي التركي "تي آر تي خبر".
وقالت الوزيرة الألمانية، في تصريحاتها، إنه "من المهم أن تُؤخذ مخاوف تركيا وذرائعها بشأن عضوية الناتو المحتملة لفنلندا والسويد على محمل الجد".
وأضافت في الوقت نفسه قائلة إنها "سعيدة بمساعي فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو، فهذا من شأنه أن يكون مفيدا لكلا البلدين ولحلف شمال الأطلسي".
وزادت مشددة على أنه "يجب اتخاذ جميع القرارات المتعلقة بانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو بالإجماع. ولهذا السبب، من المهم أن نلتقي بتركيا بشكل مكثف للغاية، وأن يتم أخذ المخاوف أو الحجج المقدمة على محمل الجد".
واستطردت لامبرخت قائلة "ولكن في النهاية، من المهم أن انضمام دولتين قويتين في الاتحاد الأوروبي، فنلندا والسويد، إلى حلف الناتو ثراء لحلف شمال الأطلسي. وأعتقد أن تركيا ستقتنع بذلك أيضًا".
وأمس الإثنين، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفه رسميا من انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي "لن نوافق على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي".
وأضاف الرئيس التركي قائلا: "ينبغي ألا يتجشم الوفدان السويدي والفنلندي عناء القدوم إلى أنقرة لإقناعها بالموافقة على ملف الانضمام لحلف شمال الأطلسي".
وأشار أردوغان إلى أن تركيا لن توافق على مساعي البلدين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، واصفا السويد بأنها "مفرخة" للمنظمات الإرهابية.
ونوه الرئيس التركي إلى أن السويد لديها إرهابيون في برلمانها.
في المقابل، أعلنت الرئاسة الفرنسية، مساء الإثنين، أن فرنسا "ستقف إلى جانب فنلندا والسويد" في حال تعرضتا لعدوان، وذلك بعدما أعلن البلدان أنهما قدما رسميا ترشحهما لعضوية حلف شمال الأطلسي.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "أي دولة تسعى إلى اختبار التضامن الأوروبي، عبر تهديد أو عدوان على سيادتهما وبأي وسيلة كانت، ينبغي أن تتأكد أن فرنسا ستقف إلى جانب فنلندا والسويد".
موقف أنقرة
وتقول أنقرة إن السويد وفنلندا تؤويان أشخاصا تقول إنهم مرتبطون بجماعات تعتبرها إرهابية، مثل جماعة حزب العمال الكردستاني وأتباع فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب عام 2016.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أوضح مؤخرا موقف بلاده المعارض لانضمام السويد وفنلندا، إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال أردوغان في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه من غير الممكن أن تؤيد تركيا خطط السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف، نظرا لأن الدولتين الواقعتين في شمال أوروبا "توجد بهما منظمات إرهابية كثيرة".
والأحد، قال تشاووش أوغلو إن أنقرة لا تعارض توسع حلف الناتو، لكنها تعارض الدول الداعمة للإرهاب، في إشارة إلى رغبة السويد وفنلندا، الانضمام إلى الحلف الذي تعد تركيا أحد أبرز أعضائه.
وأضاف تشاووش أوغلو متحدثا لصحفيين أتراك بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في برلين أن بلاده لا توجه التهديدات لأحد ولا تسعى للضغط، لكنها تتطرق تحديدا لدعم السويد لحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة جماعة إرهابية.
تشاووش أوغلو أوضح، أنه لا يمكن قبول فرض دول تريد الانضمام للناتو قيودا على صادراتها إلى تركيا، مؤكدا أن أنقرة أطلعت أعضاء الناتو على كيفية دعم السويد وفنلندا لتنظيمات تعتبرها بلاده "إرهابية".
وشدد الوزير التركي على ضرورة وجود ضمانات أمنية بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، ووقف دعمهما للتنظيمات الإرهابية
وكان نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أكد في وقت سابق اليوم الأحد أنه واثق من إمكانية معالجة مخاوف تركيا بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف.
وصرح ميرتشا جوانا للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع وزراء خارجية دول التحالف في برلين بأن "تركيا حليف مهم وأبدت مخاوفها التي يتم تناولها بين الأصدقاء والحلفاء... أنا على ثقة من أنه إذا قررت هاتان الدولتان السعي للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي فيمكننا الترحيب بهما والتوصل لجميع شروط التوافق في الآراء".
واعتبرت السويد أن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" "حقبة جديدة" لهذا البلد الاسكندنافي.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسن، الإثنين، إن بلادها ستطلب الانضمام إلى الحلف.
وأضافت أندرسن، خلال مؤتمر صحفي، أن "الحكومة قررت إبلاغ حلف شمال الأطلسي برغبة السويد في أن تصبح عضوا في الحلف".
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز