تركيا التائهة.. الاقتصاد حائر بين الأزمات الداخلية وأطماع الرئيس

أسبوعا بعد آخر تتعزز الأزمات الاقتصادية التي تواجهها الأسواق التركية مع استمرار هبوط أسعار الصرف وتبعاتها على مختلف القطاعات.

وعاودت الليرة التركية تراجعها من جديد لتفقد 1% من سعرها مقابل الدولار في التعاملات المبكرة صباح أول أمس الأربعاء حتى تعاملات الجمعة.

ونسف الهبوط بعض الزيادات التي حققتها الليرة على مدار 3 أشهر، إذ ارتفعت العوائد على السندات الأمريكية، مما دفع المستثمرين نحو أمان الدولار.

ونزلت الليرة التركية لما يصل إلى 7 مقابل الدولار، بحلول الساعة 07:00 بتوقيت جرينتش. وأدى انهيار قيمة الليرة على مدى العامين الماضيين، إلى ارتفاع تكاليف إنتاج السلع داخل السوق التركية، ما أثر بشكل سلبي على القوة الشرائية للمواطنين وخلق حالة من الركود.

ولم يسفر اجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي التركي، الخميس، عن اتخاذ قرار بشأن مستقبل أسعار الفائدة في ظل تسجيل نسب تضخم مرتفعة.

وقال البنك المركزي التركي في بيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن لجنة السياسة النقدية قررت إبقاء أسعار الفائدة ثابتة عند 17% دون تغيير عن القراءة السابقة.

واعترف البنك المركزي أن النشاط في قطاعات الخدمات والقطاعات الإنتاجية، والشكوك المحيطة بالتوقعات على المدى القصير، يسيطر عليها السلبية والتباطؤ مقارنة مع الفترة التي سبقت تفشي جائحة كورونا.

زلزال في مبيعات العقار

وبسبب ضعف الليرة، تراجعت على نحو حاد مبيعات العقارات السكنية في السوق التركية خلال يناير/كانون الثاني الماضي، مع استمرار الصعود الكبير في تكاليف البناء.

وأظهرت بيانات رسمية حديثة صادرة عن معهد الإحصاء التركي، الإثنين، أن مبيعات العقارات السكنية في السوق التركية تراجعت بنسبة 37.9% في يناير 2021 مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.

وبلغ عدد العقارات السكنية المبيعة في السوق التركية الشهر الماضي، 70.58 ألف عقار سكني، نزولا من 113.6 ألف عقار سكني في يناير 2020، مقارنة مع 106 آلاف عقار في ديسمبر/ كانون الأول 2020.

قطاع السيارات يتراجع

وفي قطاع آخر، واصل قطاع السيارات في تركيا تراجعه، بيعا وتصنيعا، متأثرا بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، ما أدى إلى ركود حاد في السوق.

ووفق بيانات رسمية شهد قطاع تصنيع المركبات تراجعا بمعدل الإنتاج خلال يناير/كانون الثاني الماضي بلغ 3%، فيما هبطت الصادرات 14% على أساس سنوي.

وذكر تقرير "رابطة صناعة السيارات" التركية الصادر، الإثنين، بلغ إجمالي ما تم إنتاجه من المركبات في يناير بلغ 106 آلاف و176 وحدة بنسبة انخفاض بلغت 3% مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.

خارجيا، ضاعفت تركيا من أطماعها في ثروات الشعب الليبي، للخروج من الحصار الذي فرضته على نفسها، فأغرقت أسواق ليبيا بالبضائع الفاسدة.

وأعلن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية في ليبيا، عن ضبط شحنة عصير فاسدة في مصراتة غربي البلاد، قادمة من تركيا.

وقال مركز الرقابة، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الفرق الرقابية التابعة له، رفضت شحنة عصير "bravo" قادمة من تركيا، بسبب تغير في اللون والطعم والرائحة والقوام ووجود شوائب داخلها.