جدار تركيا الحدودي مع إيران.. سور ضد هجرة الأفغان
أعلنت الحكومة التركية قبل 4 سنوات أنها ستبني جدارًا بطول 114 كيلومترًا على الحدود مع إيران لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتسلل المسلحين.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، أعلن وزير الداخلية التركي الانتهاء من بناء الجدار الحدودي بطول 81 كيلومترًا مع إيران. ونشر سليمان صويلو الصور مدعيا أن المشروع قد اكتمل.
وفي السنوات القليلة الماضية، أصبح الوضع الاقتصادي في إيران حرجًا للغاية، ومن ناحية أخرى، مع هيمنة طالبان، وتدهور الوضع في أفغانستان في الأشهر الأخيرة.
وكل هذا يعني زيادة الهروب والرغبة في الهجرة، وهي رغبة مخيفة وخطيرة ربما تكون نافذة الأمل الأخيرة.
جدار مغلق
وفي الأيام الأخيرة بالنظر إلى الظروف السائدة في أفغانستان وموجة المهاجرين الجدد ورفض إيران بعدم قبول مهاجرين جدد، فإن تطوير الجدار الحدودي مع إيران سيوضع على جدول الأعمال على الفور.
وأشار تقرير نشره موقع صحيفة "أندبندت" بالنسخة الفارسية، وطالعته مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، فإن "النقطة المهمة في بناء جدار حدودي بين إيران وتركيا هي الفقر المتزايد في إيران، ورغبة الأفغان باستخدام الأراضي الإيرانية نقطة عبور باتجاه تركيا ومن ثم إلى أوروبا".
وأضاف التقرير "بهذه الطريقة (بناء الجدار وإغلاق إيران حدودها)، أصبح المواطنون الأفغان والإيرانيون محاطين عمليا بالدولة المجاورة في وضع كان فيه طريق الهجرة بين البلدين قبل أربعة عقود هو عكس ذلك اليوم".
ويتناول التقرير بناء هذا الجدار من قبل حكومة رجب طيب أردوغان بوصفه، "جدار لانتهاكات الأمن وحقوق الإنسان"، مبيناً "ليس فقط على حدودها مع إيران، ولكن أيضًا مع الحرب الأهلية في سوريا، قامت تركيا ببناء جدار خرساني من الأسلاك الشائكة وزيادة الحواجز على حدودها مع سوريا، وفي ذلك الوقت، أعلنت تركيا أنها تفعل ذلك للسيطرة على أزمة المهاجرين".
وأقامت تركيا جدارًا على حدودها مع سوريا يعتبر ثالث أطول جدار في العالم، وهو جدار تم بناؤه بجوار سور الصين العظيم منذ قرون لمواجهة نفوذ العدو، ويمكن الآن اعتبار الجدار الحدودي الأمريكي مع المكسيك ووصف حقوق الإنسان في الشرق الأوسط بأنها أزمة، حيث يبلغ طول السد 832 كيلومتراً ويتم تشغيله بأحدث الكاميرات الحرارية وأنظمة الأسلحة التي يتم التحكم فيها عن بعد.
تطوير الجدار الحدودي
وفي يوليو/تموز الماضي، عقب تصعيد هجمات طالبان في أفغانستان، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤولين أتراك قولهم إن بناء الجدار على الحدود مع إيران سيتم متابعته بشكل أسرع، وهو جدار أعلن عنه حاكم تشلدوران قبل ذلك بأربع سنوات بذريعة منع التهريب والهجرة غير الشرعية وضمان سلام وأمن المواطنين الأتراك.
وشدد المسؤول التركي حينها على أن بلاده لا تريد السماح للقادمين إلى تركيا عبر الحدود الإيرانية بسبب الحرب الأفغانية والمشاكل الاقتصادية، وتحديدا في إشارة إلى المواطنين الإيرانيين والأفغان.
والآن، بينما قامت طالبان، بدعم من حلفاء تركيا في الشرق الأوسط والعالم، بتحويل أفغانستان إلى دولة غير آمنة لمواطنيها، كثفت تركيا جهودها لاحتواء القيود من خلال بناء الجدران، و110 كيلومترات من الحفر و76 من أبراج المراقبة.
ونقل موقع صحيفة "اندبندنت" باللغة الفارسية عن مصادر مطلعة قولها "لقد ازداد العنف ضد المهاجرين على الحدود البرية لتركيا بشكل كبير".
موجة هجرة جديدة
وأفادت وكالة فرانس برس منذ بعض الوقت أنه منذ عام العام ماضي، ازدادت بشكل ملحوظ موجة إعادة هجرة الأفغان الذين يعيشون في إيران مع مواطنين إيرانيين للبقاء في تركيا أو دخول أوروبا، وهو الأمر الذي يقلق المسؤولين الأتراك.
كما أدى التوترات في الاقتصاد المحلي وتراجع النمو الاقتصادي في تركيا، خاصة في العامين الماضيين بسبب الأضرار التي لحقت بصناعة السياحة في البلاد، جعلتها ثاني أكبر وجهة للمهاجرين.
وترى تركيا نفسها إن مثل هذه القضايا تؤثر على التطورات في بعض أجزاء البلاد حيث الحكومة في صراع دائم مع دول العالم والجماعات الانفصالية الكردية.
وفي هذا الصدد، فإن قلق المسؤولين السياسيين الأتراك رفيعي المستوى بشأن الوصول اليومي لما يقرب من 2000 مهاجر جديد من أفغانستان وباكستان وإيران وبنغلاديش ومناطق جنوب آسيا قد خلق ظروفًا للأحزاب القومية في هذا البلد للاحتجاج بشكل جدي على استمرار هذه العملية.
ويختم التقرير إن "الجدار الحدودي التركي ليس الجدار الوحيد الذي أقيم لتطويق الشعب الأفغاني، فقد شيدت باكستان جدارًا بطول 2400 كيلومتر على حدودها مع أفغانستان قبل 15 عامًا".