أردوغان خلق وضعا مأساويا في مدن على الحدود العراقية
تركيا تستغل وجود عناصر حزب العمال الكردستاني للقضاء على مظاهر الحياة في قرى ومدن على حدود العراق.
كشف البرلمان المحلي بإقليم كردستان العراق، عن أوضاع مأساوية حلت بمئات القرى الحدودية القريبة من الأراضي التركية نتيجة العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي بذريعة ملاحقة المعارضة المسلحة داخل العراق.
وقالت كبرى كتل البرلمان بإقليم كردستان، وهي كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود برزاني، إن تجربة السنوات الماضية أكدت أن "حزب العمال المعارض لتركيا إينما يوجد سيمنع الإعمار فيها وسيشوّه المنطقة ويخرب حياة السكان ويوفر الذريعة للجيش التركي لشن عمليات عسكرية؛ لذا عليه أن ينسحب بأسرع وقت من إقليم كردستان العراق".
- غضب إزاء فضيحة احتفال سفارة تركيا في إسرائيل بعيد يهودي
- قطر وتركيا.. دلائل شراكة في دعم أيدولوجيا التطرف والإرهاب
وأوضحت، في بيان لها، أن العمليات العسكرية للجيش التركي ردا على وجود المسلحين المعارضين لتركيا تسببت في إخلاء أكثر من 515 قرية على امتداد الشريط الحدودي بين كردستان العراق وتركيا، مبينة أن المسلحين المعارضين لتركيا فرضوا سيطرتهم على 304 قرى بمحافظة دهوك، وعلى 171 قرية بمحافظة أربيل، وعلى 34 قرية بمحافظة السليمانية؛ ما تسبب في دمار تلك القرى سواء بواسطة أفعال المسلحين أو إقامة مقرات ونقاط دفعت الطيران التركي لاستهدافها وبالتالي تدمير القرى وممتلكات السكان.
ويقوم الطيران الحربي التركي بطلعات وعمليات قصف في مناطق بعمق إقليم كردستان بحجة وجود مواقع لمعارضتها، كما تقصف مدفعيتها المناطق المتاخمة للأراضي التركية داخل العراق.
وقد وصلت عمليات القصف الجوي التركي خلال شهر ديسمبر الحالي إلى مناطق بعيدة عن الأراضي التركية بينها منطقة تدعى ماوات وتبعد نحو 400 كلم عن الأراضي التركية.
وقال مدير ناحية دركار الواقعة بالقرب من الحدود العراقية التركية بمحافظة دهوك، زيرفان موسى، إن العمليات العسكرية للجيش التركي وحزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة تسببت في تهجير سكان أكثر من 30 قرية من أصل 63 قرية تقع ضمن حدود الناحية، وإن القرى باتت خالية ومناطق محرمة لا يتمكن السكان من العودة إليها واستغلال أراضيهم ومزارعهم وبساتينهم فيها.
وأضاف موسى، في تصريح صحفي، أن العمليات العسكرية للجيش التركي ومعارضتها ألحقت خسائر اقتصادية فادحة بالمنطقة، لأن الأراضي الزراعية لم تعد تستغل ومحاصيل المزارع والبساتين تدمر دون استفادة، في المقابل الآلاف من سكان القرى المتضررة مهجرون ويعيشون في مجمعات وقتية بعيدا عن قراهم.
وفي محافظة أربيل، اشتكى مدير ناحية سيدكان، إحسان الجلبي، من تأثير العمليات العسكرية التركية ومعارضيها ضمن حدود الناحية، مبينا أن تأثير ذلك واضح وأدى إلى تهجير سكان وإخلاء 115 قرية ضمن حدود الناحية.
وأضاف في تصريح صحفي، أن "الطائرات الحربية التركية تقصف منطقتنا لضرب مواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لها.. طلبنا مرارا من المعارضين للحكومة التركية الخروج من منطقتنا لكن بلا استجابة تسببوا في إخلاء 115 قرية من السكان وأخذوا يقيمون مواقعهم فيها، وتقوم تركيا بقصف المنطقة".
وأوضح أن المسلحين المعارضين لتركيا يوفرون لها الذريعة لقصف المنطقة، ووسط هذا الصراع السكان المدنيون يدفعون الثمن.
ووصل تأثير العمليات العسكرية للجيش التركي ولمعارضيها داخل الأراضي العراقية إلى أصحاب المواشي الذي يستفيدون من المراعي الطبيعية في المناطق الجبلية القريبة من الحدود مع تركيا وإيران، حيث ترصدهم القوات التركية وحتى الإيرانية وتقوم بقصفهم جوا وبواسطة المدفعية لمنعهم من نقل مواشيهم للمراعي.
أحد الرعاة من سكان إحدى قرى شمال أربيل، يدعى "علي"، قال إنه اعتاد ومنذ نحو 40 سنة على نقل أغنامه إلى المراعي الطبيعية الجبلية في أوقات معينة وإبقائها لأسابيع هناك للرعي ثم العودة بها، لكن في السنوات الأخيرة أخذت تركيا ومعارضتها تحول دون انتقالنا لتلك المراعي.
وفي منطقة سيدكان التابعة لمحافظة أربيل وتقع على الحدود العراقية التركية ولحقت أضرار كبيرة بها وبالقرى الواقعة فيها وسكانها والمراعي، حيث إن هناك حاليا ما لا يقل عن 100 قرية باتت خالية من سكانها بسبب العمليات العسكرية للقوات التركية والمعارضين الأتراك.
ويبلغ طول الحدود بين تركيا والعراق 331 كيلومترا، وتستغل أنقرة اتفاقا أمنيا سابقا مع بغداد وقعته في عقد الثمانينيات من القرن الماضي ويتيح لها إدخال قواتها لمسافة 10 كيلومترات لملاحقة معارضيها، وقد زاد الجيش التركي من تلك المسافة ويصل ببعض المواقع إلى نحو 30 كيلومترا، فضلا عن التمسك بمواقع تتمركز فيها قواتها بمناطق بعمق إقليم كردستان العراق بذريعة مراقبة تحركات حزب العمال الكردستاني المعارض لها.