بالفيديو.. أردوغان يضحك على دماء جنوده رغم المأساة
كأي مستبد، ظهر الرئيس رجب طيب أردوغان "غير مكترث" و"ضاحكا" في مؤتمر حزبي رغم مقتل 13 جنديا تركيا شمالي العراق، ما أثار انتقادات.
ورصدت عدسات الكاميرات، أردوغان، وهو يتحدث عن مقتل 13 جنديًا تركيا شمالي العراق، والفرحة تعتلي وجهه، في مؤتمر نظمه حزبه؛ العدالة والتنمية، اليوم الإثنين، غداة الإعلان عن مقتل هؤلاء الجنود.
ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، مقطع فيديو وصورة يظهر فيهما الرئيس التركي منتشيا وسعيدا أثناء حديثه عن قتلى الجيش التركي في العراق.
وخلال المؤتمر، قال أردوغان تعليقا على مقتل جنوده إن "قواته ظلت تفكر طوال 6 أشهر في كيفية إنقاذ الجنود، لكن لم يحالفها الحظ".
وأوضح أن عددًا من هؤلاء الجنود كان قيد الاحتجاز منذ 5 أشهر، بينما اٌحتجز البعض الآخر منذ 6 أشهر، مضيفا أن وزارة الدفاع "تفكر منذ ذلك الوقت في كيفية إنقاذ هؤلاء الجنود، لكن لم يحالفها الحظ".
معلومات غير صحيحة
لكن المدة التي ذكرها أردوغان فيما يتعلق باختطاف هؤلاء الجنود والتي تتراوح بين 5 و6 أشهر، غير صحيحة، وتهدف لاخفاء تقاعس النظام عن إنقاذ أبنائه لسنوات طويلة.
وفي هذا الإطار، قال نائبً برلماني عن حزب الشعب الجمهوري "معارض"، إنه "قدم منذ عام 2016، 6 استجوابات برلمانية، حول الجنود الأتراك المحتجزين شمالي العراق"، ما يعني أن النظام التركي ترك جنوده في أزمة لمدة 4 سنوات دون أن يتحرك لانقاذهم.
وأوضح النائب مراد باقان، أنه قدم في ديسمبر/كانون أول 2016 ويوليو/تموز 2017، استجوابين لرئيس الوزراء حينها، بن علي يلدريم، تسائل فيهما «ماذا تفعل لإنقاذ جنودنا ورجال الشرطة المختطفين في شمال العراق؟».
النائب نفسه قدم في سبتمبر/أيلول 2017، استجوابًا ثالثًا لوزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير الدفاع آنذاك نور الدين جانكيلي، ندد فيه بتجاهل الحكومة التركية الجنود المختطفين.
وفي فبراير/شباط 2018، قدم النائب استجوابًا رابعا لرئيس الوزراء حينها، يلدريم، فيما قدم استجوابا خامسا لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار في أكتوبر/تشرين أول 2018، تسائل فيه عن سبب التقاعس عن مساعدة الجنود المختطفين.
أما الاستجواب الأخير، فكان في بداية هذا الأسبوع، ووجهه لنائب الرئيس فؤاد أقطاي، وقال فيه "لماذا لم يتمكن جنودنا من النجاة؟!".
أردوغان قاتل
بداية القصة كانت يوم الأربعاء الماضي، حين أعلنت وزارة الدفاع التركية إطلاق عملية "مخلب النسر 2" في منطقة "قاره" شمالي العراق، استكمالاً للعمليات التي بدأها نظام أردوغان في يونيو/حزيران 2020، في عدوان أثار غضب بغداد وقتها، ودفعها لاستدعاء السفير التركي وتسليمه رسالة احتجاجية.
ورغم احتجاج بغداد المستمر، لم يكترث أردوغان واستمر في توسيع نطاق عملياته العسكرية بعمق يصل لأكثر من 150 كليومترا داخل الأراضي العراقية، ما أسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار مادية في الممتلكات.
وأمس الأحد، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان رسمي، العثور على 13 من جنودها مقتولين في أحد المغارات بمنطقة قاره العراقية، وحملت حزب العمال الكردستاني المسؤولية عن مقتل هؤلاء الجنود، وهي الرواية التي شككت فيها أحزاب المعارضة، لا سيما أن وزارة الدفاع وصفت القتلى في البداية بأنهم "مدنيين" قبل أن تتراجع وتصفهم بـ"الجنود".
وأثارت انتقادات المعارضة حفيظة النظام الحاكم الذي رد باعتقال مئات الأكراد، والتحقيق مع نائبين بالبرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، جراء كشفهما تقاعس النظام عن إنقاذ الجنود، إثر رفضه التفاوض، وترجيحه التدخل العسكري لحل القضية الكردية.
كما أن الحزب الحاكم سرعان ما بادر ببيانات حمل فيها كذلك حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المسؤولية، معتبرًا أنه "دميه سياسية" في يد حزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية.
وأمس الأحد، كشف مركز الدفاع الشعبي، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، تورط الحكومة التركية في حادث مقتل الجنود الأتراك.
وأوضح المركز أن الجيش التركي ضرب جنوده الأسرى جوًا وبرًا، في العملية العسكرية التي بدأها في شمال العراق الأربعاء الماضي، مضيفا "تعرض الجنود الأتراك لأول ضربة جوية فجر 10 فبراير، رغم علم القيادة العسكرية التركية بوجود جنود أتراك أسرى في تلك المنطقة.
وتشن تركيا هجمات متكررة على شمال العراق بزعم استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن عملياتها غالبا ما تسقط ضحايا مدنيين.