مأساة عائلة عراقية رفضتها تركيا.. محنة اللجوء وكورونا
فارّون من الموت، يبحثون عن ملجأ آمن لكنهم يواجهون الرفض حتى من دول تزعم مساندتها للاجئين، في مأساة تفاقمها جائحة كورونا.
وكما تسبب الوباء في إغلاق الاقتصادات والحدود، لم يترك أيضا للهاربين من الاضطهاد والموت مكانًا يلجؤون إليه، تماما مثلما يحصل مع عائلة علي وادا، العراقي الذي يحاول رعاية شقيقته نظيرة وعائلتها التي وقعت بمأزق بيروقراطي في تركيا.
وطبقًا لشبكة "سي بي سي" الكندية، فإن علي لاجئ سابق، جاء إلى كندا من العراق عام 1991، ويعمل الآن بمنصب مدير بأحد منشآت التصنيع في مقاطعة أونتاريو.
وتحاول عائلة شقيقته القيام بنفس الرحلة الآن، لكنها غير قادرة على القدوم إلى كندا، وغير مرغوب بها في تركيا، كما أنها غير مستعدة لمواجهة مخاطر العودة إلى الوطن.
وقال علي لشبكة "سي بي سي"، إنه: "لا يشعرون (عائلة شقيقته) بالترحاب في تركيا؛ لأنهم يريدون ترحيلهم. ينتظرون في خوف لأنهم ليسوا متأكدين ما إن كانوا سيغادرون تركيا أو سيأتون إلى هنا (كندا). لا شيء معلوم، ويعيشون قلقا مستمرا ومخاوف من العودة إلى العراق."
وأضاف علي أن عائلة شقيقته هربت إلى تركيا من العراق بعد مقتل أحد أبنائها في تفجير سيارة عام 2011، وتعرض آخر للاستهداف في هجوم منفصل بوقت لاحق من نفس العام.
وصنفت الأمم المتحدة عائلتها باعتبارهم لاجئين، وتم قبول طلب رعايتهم وضمانهم عام 2019، لكن المقابلة المقررة مع مسؤولي السفارة الكندية في تركيا ألغيت في مارس/آذار الماضي مع بداية الجائحة.
وبعد عشرة أشهر، لازالت العائلة تنتظر قبل أن تفاجئهم السلطات التركية، قبل أسبوعين، بإمهالهم 30 يومًا لمغادرة البلاد.
وقال علي إنه يحاول تعيين محامي للاستئناف على القرار، على أمل أن يمنحهم هذا بعض الوقت حتى تحدد لهم السفارة الكندية موعدًا من أجل المقابلة.
وتظل كندا في مقدمة قائمة الدول التي تستقبل اللاجئين، غير أنها استقبلت عددا ضئيلا منهم في عام 2020، وتحديدا نحو 9 آلاف مقارنة بحوالي 30 ألفًا العام السابق.