بعد تسجيلات مزلزلة.. أردوغان يعتقل شقيق زعيم المافيا
ما زالت تتواصل تداعيات الفضائح التي كشفها زعيم المافيا التركية سادات بكر، وعرى فيها نظام أردوغان وتورطه في عدة جرائم بحق الأتراك.
وفي هذا الصدد، اعتقلت الشرطة التركية، الأحد، أتيلا بكر، شقيق زعيم المافيا التركية سادات بكر، في عملية أمنية بقضاء "فتحية" التابع لولاية موغلا، غرب تركيا.
ووفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، طلبت إدارة مكافحة التهريب والجريمة بمديرية أمن الولاية المذكورة، من مكتب المدعي العام في منطقة فتحية إصدار تصريح تفتيش قضائي ضد أتيلا.
وبناءً على القرار داهمت الشرطة التركية فيلا أتيلا بكر، وصادرت مسدسا غير مرخص في سيارته، وقامت باعتقاله.
وصدر قرار الاعتقال مباشرةً بعد الفيديو السابع الذي نشره زعيم المافيا، اليوم الأحد، الذي كشف فيه عن فضائح جديدة طالت نجل بن علي يلدريم، آخر رئيس وزراء تركي قبل انتقال البلاد لنظام الحكم الرئاسي عام 2018.
زعيم المافيا يستنكر
بدوره استنكر زعيم المافيا سادات بكر، اعتقال الشرطة لشقيقه، وذلك في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال بكر في تغريدته إنه "لمن المؤسف، أن أقول التالي بنفسي، لأنني مؤمن بقدسية الدولة، لكن لماذا لا تعتقلون بعض البيروقراطيين الذي يساوي شرفهم رواتبهم، كوزير الداخلية التركي الأسبق محمد آغار.. والعقيد السابق كوركوت أركان؟ لماذا تعتقلون أخي؟!"، وفق قوله.
كما استنكر، طرد وكالة الأناضول التركية للأنباء، لمراسلها مصعب توران، بزعم انتمائه لحركة الخدمة لمؤسسها الداعية فتح الله غولن، لمجرد طرحه سؤالًا على وزراء بإحدى الفعاليات استفسر من خلاله عن سبب الإبقاء على وزير الداخلية الحالي، رغم الفضائح المتعلقة به التي كشف عنها زعيم المافيا مؤخرًا.
زعيم المافيا أكد أن بعض أشقاء بعض الوزراء الحاليين ينتمون لجماعة غولن التي تصنفها تركيا كمنظمة إرهابية.
وتابع سادات بكر قائلا: "لأن مراسل الأناضول سأل الوزير اتهموا شقيقه بالانتماء لمنظمة غولن، أليست وسائل إعلام الدولة بين أيديكم! لكنكم لا تعرفون من قبل أن أخاه عضو بمنظمة غولن! إذا كان شقيق المراسل عضوا في منظمة غولن، فهناك وزيران أيضًا أشقاؤهما أعضاء في الحركة".
كشف المستور
وبدأ زعيم المافيا بكر منذ عدة أيام نشر فيديوهات له عبر قناته بموقع "يوتيوب"، وجه فيها اتهامات لأسماء سياسية وقيادات حزبية معروفة في تركيا بالوقوف وراء أعمال غير قانونية، وأخرى تتعلق بانتهاكات وممارسات غير مشروعة.
وقبل عام غادر بكر الأراضي التركية لكنه أطلق تصريحات حول العلاقات المثيرة بين كل من السلطة والسياسة والمافيا والصراع الذي يدور حول مراكز القوى في البلاد، وذلك عقب عملية أمنية استهدفت 48 من رجاله في تركيا خلال أبريل/نيسان الماضي.
وفضح زعيم المافيا التركي هذا الصراع بالتأكيد على أنه من أجل الحصول على حصة الأسد من الأموال التي تأتي من تجارة النفط والغاز بل المخدرات والكوكايين.
وفي مقطع فيديو جديد هو السابع من نوعه نشره على قناته بموقع "يوتيوب"، الأحد، زعم بكر، تورط أركان يلدريم، نجل بن علي يلدريم، في تجارة الكوكايين بمساعدة وزير الداخلية الحالي، سليمان صويلو.
وخلال سلسلة فيديوهات سابقة، أكد أن وزير الداخلية التركي الأسبق، محمد آغار، طلب منه قتل رجل مهم في قبرص، ثم أوكل سادات هذه المهمة لشقيقه أتيلا بكر، واصفا الوزير الأسبق بـ”رئيس الدولة العميقة المزور”.
كما تعهد زعيم المافيا التركية في تلك الفيديوهات بأنه سيزيح الستار عن “الأعمال القذرة” التي أقدم عليها مجموعة “البجع” الإعلامية التابعة لعائلة أردوغان، مثل تجارة الأسلحة في مناطق الصراع، وعلى رأسها سوريا.
اتهامات بكر طالت كذلك وزير الداخلية الحالي، صويلو، بعد أن عجز الأخير عن تحقيق وعوده للأول بحمايته وتأمين طريق عودته إلى تركيا وإيقاف القضايا المرفوعة ضده.
وقال إن سليمان صويلو هو من أبلغه بالعملية الأمنية المعدة ضده وضد رجاله في تركيا ليتمكن من الهروب إلى تركيا عبر المطار رغم محاولات وزير الخزانة والمالية السابق، براءت ألبيرق، صهر أردوغان، منع انطلاق طائرته في 2020.
ولفت إلى تناقضاته فيما يتعلق بوصفه “زعيم تنظيم إجرامي” رغم الامتيازات التي حصل عليها بفضله، منها تخصيص حرس رسمي له في رحلاته الخارجية.
كما ذكر بكر أن صويلو يراقب ويتنصت على المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، ومدير مكتب الرئيس، حسن دوغان.
بل وقال كذلك إن أنغين صويلو، نجل وزير الداخلية متورط في تجارة المخدرات.
سيدفع الثمن
على الصعيد نفسه، وفي سياق هجومه عليه المستمر منذ أيام، توعد بكر، وزير الداخلية، الأحد، بأنه "سيدفع ثمن الحزن الذي تسبب فيه لكل العائلات التركية وأطفالها".
وقال زعيم المافيا في هذا الصدد: "وعد مني لك، أنني سأواجهك عندما تغادر منصبك، وذلك من أجل كل العائلات والأطفال الذين تسببت في حزنهم"، وفق قوله.
أردوغان يتبرأ
في المقابل تبرأ أردوغان ونظامه من "المنظمات الإجرامية"، رغم العلاقات العلنية بين حزب العدالة والتنمية ومنظمات من هذا النوع، حيث سبق أن نظم سادات بكر العديد من المسيرات واللقاءات الجماهيرية لجمع الأصوات لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
بل سبق أن هدد زعيم المافيا باسم أردوغان المعارضين قائلًا: "سنسيل دماءهم مثل الأنهار ونعلق أجسادهم على أعمدة الإنارة في الشوارع".
وسادات بكر، مطلوب أمنيًا وفق نشرة حمراء عممتها السلطات التركية، منذ أكثر من عام، بتهم تتعلق بـ"الجريمة المنظمة" وتجارة وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى استهداف شخصيات أكاديمية ومدنية.
وعرف سادات بكر بقربه من الأوساط الحاكمة، سواء حزب العدالة والتنمية أو حليفه حزب الحركة القومية. وتوجد صور له تبرز تأييده لكلا الحزبين، إضافة إلى وجود صور له يرفع شعاري "الذئاب الرمادية" و"رابعة".