«فوران الفاشر» يصل ذروته.. أنباء عن مقتل «رأس حربة» الدعم السريع
بلغ القتال ذروته بمدينة الفاشر غربي السودان، إثر مقتل قائد رفيع بقوات "الدعم السريع" في اشتباكات عنيفة، ونزوح آلاف المدنيين.
وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية" بأن قائد عمليات قوات "الدعم السريع" بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اللواء علي يعقوب جبريل قتل الجمعة، خلال مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني والقوات المشتركة جنوب المدينة.
ووفقا للمصادر العسكرية، فإن المعارك الدامية في محيط مدينة الفاشر أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتسببت في نزوح الآلاف إلى خارج المدينة.
المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث عن التطورات الميدانية، قالت إن عناصر الجيش السوداني والقوات المشتركة "نقلت جثمان الجنرال يعقوب إلى رئاسة الفرقة السادسة مشاة داخل مدينة الفاشر".
كما أفاد شهود عيان "العين الإخبارية" بأن "المدينة (الفاشر) شهدت احتفالات بعد صد هجوم قوات الدعم السريع الذي استهدف الأحياء الجنوبية".
وتعليقا على مقتل حبريل، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "وداعا قائد محرقة الفاشر".
ولم يتسن لـ"العين الإخبارية" الحصول على تعليق فوري من قوات "الدعم السريع"، حول مزاعم مقتل الجنرال علي يعقوب في معركة الفاشر.
من هو الجنرال جبريل؟
لعب الجنرال جبريل دورا حاسما في عمليات قوات "الدعم السريع" في دارفور، إذ تمكنت قواته من السيطرة على كامل ولاية وسط دارفور وإبعاد قوات الجيش السوداني عن قيادة الفرقة 21 مشاة قبل عدة أشهر.
وفي 15 مايو/أيار الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بحق يعقوب جبريل على خلفية الهجمات العسكرية الواسعة التي تقودها قوات "الدعم السريع" في شمال دارفور، إذ قالت إنه قائد عملية السيطرة على الفاشر منذ أبريل/نيسان الماضي.
وتمكن علي يعقوب قبل عدة أسابيع من وضع يده على مدينة "مليط" الاستراتيجية في شمال دارفور.
قرار أممي
ومع تصاعد وتيرة العنف، طالب مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بإنهاء "حصار" الفاشر ووضع حد للمعارك حول المدينة الواقعة في إقليم دارفور، إذ يُحتجز مئات الآلاف من المدنيين.
والقرار الذي أعدته المملكة المتحدة وحظي بتأييد 14 عضوا، مع امتناع روسيا عن التصويت "يطالب بأن تنهي قوات الدعم السريع حصار الفاشر".
كما دعا القرار إلى "الوقف الفوري للمعارك ونزع فتيل التصعيد داخل الفاشر وحولها".
ودعا القرار أيضا إلى "انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون أمن المدنيين"، مع دعوة جميع الأطراف إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر".
كما طلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتقديم "توصيات" لتعزيز حماية المدنيين في السودان.
وكانت المدينة التي تستضيف العديد من اللاجئين بمثابة مركز إنساني للإقليم الشاسع في غرب السودان المهدد بالمجاعة.
لكن في 10 مايو/أيار الماضي، اندلع قتال عنيف، ما أثار مخاوف من حدوث تحول جديد "مثير للقلق" في النزاع، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي مارس/آذار الماضي، دعا مجلس الأمن إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، وهو قرار لم يتم الالتزام به.
لماذا الفاشر؟
تسعى قوات "الدعم السريع" للسيطرة على الفاشر لكونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ نهاية العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
ومؤخرا، حذرت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة من مخاطر تزايد أعداد النازحين في السودان إلى 10 ملايين، حيث تتعقد أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم مع تفاقم المجاعة والأمراض جراء الصراع المدمر.
وفي 21 مايو/أيار الماضي، قالت وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور إن عدد القتلى في الفاشر بلغ 345 قتيلا، بالإضافة إلى 2626 مصابا منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في أبريل/نيسان 2023.
وتقع مدينة الفاشر في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدما) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومترا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توافر الغذاء في مخيمات النزوح المقدرة بـ51 مخيما في ولايات دارفور الخمس.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز