الإندبندنت: عدوان تركيا حول جزءا آمنا في سوريا لمنطقة حرب
مراسل "الإندبندنت" في الشرق الأوسط يؤكد أن المنظمات الحقوقية وثقت هجمات عشوائية ارتكبتها القوات التركية والمليشيات المتحالفة معها.
انتقدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير نشرته، السبت، العدوان التركي على سوريا، مؤكدة أن الهجوم حول منطقة كانت ذات يوم هادئة نسبياً إلى منطقة حرب.
وقال مراسل "الإندبندنت" في الشرق الأوسط روبرت هول إن أكثر من 100 ألف شخص فروا من منازلهم في الأيام الثلاثة الأولى من العملية (العسكرية التركية)، وأن العديد منهم ليس لديهم أي فكرة عن المكان الذين سيذهبون إليه.
وأسفرت العمليات التركية في شمال سوريا عن مقتل 30 مدنياً، بينهم 3 أطفال. وقالت وكالات الإغاثة إن الخدمات الحيوية توقفت، بما في ذلك المرافق الطبية وإمدادات المياه، حسبما ذكرت هول في تقريره.
وأوضح هول أن الصراع الحالي كان في طور التكوين منذ سنوات، ولكن الحجم والسرعة اللذين شنت بهما تركيا هجومها بدا مفاجئاً لكثيرين، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلي عن حليف رئيسي للولايات المتحدة بشكل غير متوقع.
وأضاف هول أن قوات سوريا الديمقراطية عملت عن كثب مع الجيش الأمريكي في القتال الذي دام لسنوات ضد داعش في سوريا، وأنها كانت بمثابة القوة القتالية الرئيسية على الأرض، وكانت المقاتلات الأمريكية تدعمهم من الجو، لافتا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية فقدت 12 ألف مقاتل في معركة القضاء على داعش.
ورجح مراسل "الإندبندنت" في الشرق الأوسط أن التحالف الكردي-الأمريكي أغضب تركيا؛ لأنها تعد قوات سوريا الديمقراطية منظمة إرهابية بسبب صلاتها بحزب العمال الكردستاني، مشيرا إلى أن أنقرة تزعم أن عمليتها تهدف إلى إنشاء "منطقة آمنة" خالية من القوات الكردية بعمق 20 ميلاً (32 كيلومتراً) على الحدود التركية السورية.
وتابع هول أنه على عكس الهدف المعلن للعملية المتمثل في "تحقيق الاستقرار على الحدود التركية"، حول العدوان التركي جزءاً آمناً من سوريا إلى منطقة حرب مجدداً.
وقال هول إن المنظمات الحقوقية وثقت الهجمات العشوائية التي ارتكبتها القوات التركية والمليشيات المسلحة المتحالفة معها، في آخر هجوم تركي ضد قوات سوريا الديمقراطية في بلدتي عفرين وعزاز، شمالي حلب.
وتواصل القوات التركية عدوانها العسكري، الذي بدأته الأربعاء الماضي، على الشمال السوري، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل العدوان التركي الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات بتنديد عربي ودولي واسع، فيما لوحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على نظام رجب طيب أردوغان.
وأعلنت الإدارة الكردية في شمال سوريا، في وقت سابق السبت، نزوح ما يقرب من 200 ألف شخص بسبب الهجوم التركي الذي يستهدف قرى ومدن المنطقة.