أردوغان يزعم تحسن الاقتصاد.. والمعارضة تكذبه بالأرقام
المعارضة التركية تؤكد أن "الاقتصاد بلغ ذروته في السوء بعد أن وصل التضخم إلى 15%، والبطالة إلى 30%، واقتراب الدولار من 8 ليرات".
زعم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن اقتصاد بلاده سيواصل تحطيم الأرقام القياسية، كلما تلاشى تأثير فيروس كورونا المستجد، وهي المزاعم التي اعتبرتها المعارضة "أكاذيب" بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية للبلاد بشكل كبير.
وجاءت تصريحات أردوغان، السبت، خلال مشاركته في إحدى الفعاليات بولاية، غازي عينتاب (جنوب)، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وكعادته دائمًا، رفض أردوغان الاعتراف بوجود أزمة اقتصادية في بلاد، وشدد على أن الأوضاع في البلاد تسير بشكل جيد، في تنافٍ واضح مع كل المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد كل يوم كارثية الأوضاع في البلاد.
- أرهب شعبه ورهن اقتصاده وقامر بالدين.. أردوغان من وراء ستار
- ثلاثية تدمير أردوغان لتركيا.. اعتقالات وكورونا وفشل اقتصادي
وردًا على تلك التصريحات انتقد أحمد داود أوغلو، زعيم حزب "المستقبل" المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق درب أردوغان السابق، حكومة الأخير، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
وفي تصريحات أدلى بها، السبت، خلال مشاركته بمؤتمر لحزبه في مدينة "آديامان" شدد داود أوغلو على أن "الاقتصاد يمر بأزمة حادة للغاية، والسيد أردوغان يقول كذبًا إن اقتصادنا بلغ ذروته".
وأضاف: "لكن من جانب آخر هو يقول الحقيقة بشأن الأرقام القياسية، إذ بلغ التضخم ذروته في عهده أعلى مستوى له على مدار الـ20 عامًا الماضية".
وتابع: "وكذلك معدلات البطالة وسعر الفائدة وعجز الميزانية والانكماش الاقتصادي والديون وسعر الدولار، كل هذه المؤشرات بلغت ذروتها بشكل لم يحدث على مدار 20 عامًا مضت".
وأردف قائلا: "وبالتالي فإن ما تقوله الحكومة بخصوص بلوغ الاقتصاد ذروته، صحيح ولكنه بلغ ذروته في السوء بعد أن وصل التضخم إلى 15%، والبطالة إلى 30%، واقتراب الدولار من 8 ليرات".
"العدالة والتنمية".. يأس لتدني الشعبية
في سياق متصل، انتقد نائب مدينة إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، أردوغان طوبراق، الرئيس، أردوغان، على خلفية حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنتها قواته ضد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وشملت نوابا برلمانيين ورؤساء بلديات تابعين له.
وأوضح طوبراق في هذا الصدد أن "حكومة العدالة والتنمية، أصابها اليأس بسبب استطلاعات الرأي الأخيرة، وتسعى لترهيب المعارضة وتعتقل المنتخبين لدواعي حدثت منذ 6 سنوات وتحاول إنهاء حياتهم السياسية، اعتداء بشع على الحقوق والحريات الديمقراطية والحق في الانتخاب".
على نفس الشاكلة قالت سَلين سايك بوكا، أمين عام حزب الشعب الجمهوري، في تغريدة مماثلة: "الكل يعلم أن الاعتقالات اليوم جزء من سياسة القصر لقمع المعارضة".
وأضافت: "إن تجريم وعزل رؤساء البلديات والنواب والسياسيين المنتخبين لحزب الشعوب الديمقراطي هو انقلاب سياسي. لقد انتصرت الديمقراطية دائمًا على الانقلابات، وستظل كذلك".
وكشف استطلاع جديد للرأي أجرته إحدى شركات الأبحاث التركية، كشفت عن نتائجه السبت، عن تقدم تحالف أحزاب المعارضة، على تحالف النظام الحاكم بـ3 نقاط، في تأكيد جديد على تهاوي شعبية نظام أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية.
وأظهرت النتائج تقدم تحالف "الأمّة" المكون من حزبي المعارضة، الشعب الجمهوري، والخير، مقابل تراجع شعبية تحالف "الجمهور" المكون من حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية المعارض.
وبلغت نسبة من يؤيدون تحالف الأمة 45%، في حين ظل تحالف الجمهور عند 42%، فيما بلغت نسبة الذين يريدون تحالفًا جديدًا 8%، أما المترددون فبلغت نسبتهم 5%.
ولقد أظهرت العديد من استطلاعات الرأي التي جرت مؤخرًا انهيارًا بشعبية أردوغان، وحزبه الحاكم، ما دفع كل المراقبين إلى توقع نهاية الحزب مع أول استحقاق انتخابي تشهده البلاد.
والخميس الماضي، بلغ متوسط الأصوات التي حصل عليها الرئيس، أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية، الحاكم، في 57 استطلاعا أجريت خلال 15 شهرًا مضت، أقل من 50% في تدن مستمر لشعبيتهما.
جاء ذلك بحسب ما ذكره، آنذاك، كمال أوزقيراز، رئيس شركة "أوراسيا" التركية للأبحاث، حول نتائج 57 استطلاع رأي أجرتها 19 شركة أبحاث على مدار الـ15 شهرًا الأخيرة.
ويأتي هذا التراجع بسبب السياسات الخاطئة التي يتبناها أردوغان وحزبه لا سيما خلال العامين الماضيين، بعد الانتقال لنظام الحكم الرئاسي بدلًا من البرلماني، ما أدى لتردي الأوضاع في كل المجالات، ولا سيما الاقتصادية منها.