فضيحة تعذيب وقتل زكي مبارك داخل السجون التركية أكدت أن تركيا لم تعد آمنة للسياح العرب
لقد تعرض الفلسطيني زكي مبارك للتعذيب الوحشي في سجون تركيا ليواجه بعدها الموت من قبل المسؤولين الأتراك، وهذه العملية الإجرامية البشعة هي أكبر دليل على أن أردوغان ونظامه يقتل الأفراد في سجون أشبه بسجون الاحتلال الإسرائيلي، بل ربما تتفوق السجون التركية عليها، من المثير للسخرية أن أردوغان الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية ويتباكى ويتوعد بين الآونة والأخرى يعمل فيه على قتل فلسطيني ظلماً وبهتاناً في سجونه.
فضيحة تعذيب وقتل زكي مبارك داخل السجون التركية أكدت أن تركيا لم تعد آمنة للسياح العرب؛ لأن مصير من يفكر بالسفر إلى تركيا قد يكون سيئاً، كما يجب على الحكومات العربية أن تقدم الدعم لأشقاء زكي مبارك وعائلته وتساندهم قانونيا برفع قضايا في المحكمة الجنائية الدولية
لقد زعمت تركيا أن الفلسطيني زكي مبارك انتحر شنقا داخل السجن، لكن ما أكده شقيق القتيل الدكتور زكريا مبارك يفيد بعكس ذلك، إذ كشف أن شقيقه تعرض للتعذيب داخل السجن في تركيا، وقد تبين أن هناك آثارا للتعذيب على جثة شقيقه، وذلك بعد وصولها إلى مستشفى فلسطين بالقاهرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تبين لهم أن أعضاء زكي مبارك سرقت بالكامل، فليس هناك قلب أو كبد أو لسان أو حتى بلعوم.
ما حدث مع زكي مبارك يؤكد أن تركيا دولة يحكمها ديكتاتور مجرم، وتحتوي على سجون تمارس أبشع أنواع التعذيب الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى القتل، فأين مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان التي تهاجم السعودية والدول العربية في أي فرصة، وتغض البصر عن الانتهاكات البشعة التي يمارسها أردوغان، بما فيها عدد المساجين الأبرياء الذين امتلأت بهم السجون؟ ومن المؤكد أن هناك الكثير من الحالات التي لم يتم الكشف عنها ولم تخرج للإعلام.
قضية الفلسطيني زكي مبارك فضحت أكاذيب الإعلام الغربي الذين هاجموا السعودية بسبب قضية خاشقجي، بينما لم يهاجموا تركيا بسبب قضية زكي مبارك، ربما لو كان زكي سعوديا لكانت هذه الصحف تعمل ليل نهار في مهاجمة السعودية، وربما اتهمت السعودية بقتله، كما أن الأصوات الغربية التي كانت تصرخ وتنادي بمقاطعة السعودية بعد حادثة خاشقجي تغيبت اليوم ولم تطالب بمقاطعة تركيا بسبب هذا الانتهاك البشع لحقوق الإنسان، ولم نرَ أي تحرك ضد تركيا التي يتم فيها انتهاك حقوق الإنسان وتعذيبهم وقتلهم وقمع حرياتهم، وفصل المعارضين لأردوغان من وظائفهم، ومع ذلك الصمت يخيم على العالم وكأن زكي مبارك كان من كوكب آخر وليس من فصيلة البشر.
فضيحة تعذيب وقتل زكي مبارك داخل السجون التركية أكدت أن تركيا لم تعد آمنة للسياح العرب؛ لأن مصير من يفكر بالسفر إلى تركيا قد يكون سيئاً، كما يجب على الحكومات العربية أن تقدم الدعم لأشقاء زكي مبارك وعائلته، وتساندهم قانونيا برفع قضايا في المحكمة الجنائية الدولية لكي يُفضح نظام أردوغان، ويُكشف عن المتورطين في قتله حتى يرتاح قلب عائلته، ويستطيع أن يرقد زكي مبارك في قبره بسلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة