بعد إسقاط 5 منها.. انتهاك سافر من "الدرون التركية" لأجواء ليبيا
تقارير صادرة عن موقع Flight Radar المعني برصد الحركة الجوية قبالة الساحل الليبي أظهرت وجودا دائما لطائرات إنذار مبكر تابعة لتركيا.
استهدف سلاح الجو الليبي، الخميس، طائرة تركية مسيرة جديدة "درون" أثناء محاولتها الهبوط في مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس.
وقال مصدر بغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن عملية الاستهداف جاءت بعد محاولة الطائرة التركية العدوان على مناطق تابعة للقيادة العامة.
وتعد الطائرة التركية الخامسة التي يسقطها الجيش خلال عمليات طوفان الكرامة، ما يطرح قضية انتهاك نظام أردوغان للسيادة الليبية، كما يجدد التأكيد على دعم أنقرة المباشر لمليشيات السراج.
فتركيا حاضرة بقوة في المشهد الجوي الليبي، وهو ما أكده مراراً المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة.
وأظهر تقرير لموقع "Flight Radar" حول الحركة الجوية قبالة الساحل الليبي وجودا دائما لطائرة الإنذار المبكر Boeing 737 Peace Eagle التابعة لسلاح الجو التركي قبالة الساحل الليبي انطلاقاً من قاعدة قونيا الجوية.
وحسب موقع شركة "بوينج" الأمريكية المصنعة لهذا النوع من الطائرات، فإنها مزودة برادار يبلغ مداه 850 كيلومترا، وهي تجمع بشكل شبه يومي معلومات عن مواقع تمركز الجيش الوطني الليبي.
كما كشف الموقع أن تدخل نظام أردوغان لا يقتصر على الدعم الجوي المقدم لمليشيات السراج، بل رصد طلعات شبه منتظمة لنقل الأسلحة والذخائر من أوكرانيا عن طريق طائرات شحن تتبع شركة Sky Viatrans الأوكرانية.
فحسب البيانات المتوفرة، فإن هذه الطائرات تقلع دورياً انطلاقاً من العاصمة الأوكرانية كييف إلى مطار أيسنبوغا بالعاصمة التركية وصولاً إلى مطار معيتيقة الليبي.
وسبق أن كشف اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، أن إسطنبول هي الوجهة الأساسية والوحيدة تقريباً للطائرات المدنية التابعة لشركتي طيران البراق والأجنحة الليبية.
وباتت الرحلات إلى تركيا مكثفة بشكل ملحوظ وبمعدل يصل في بعض الأحيان إلى رحلتين كاملتين ذهاب وعودة خلال ساعات الليل يومياً تقريباً.
وهو ما أثار مخاوف متزايدة أعرب عن بعضها الرئيس الروسي مؤخراً حين تحدث عن تخوفه من نقل عناصر المليشيات الإرهابية من إدلب السورية إلى ليبيا، خاصة أن الرحلات إلى أنقرة يصاحبها أيضا تحركات جوية مشبوهة لمروحيات تابعة لشركة النفط القطرية "الخليج" من نوع Agusta Westland AW129 من مالطا إلى طرابلس بشكل يومي.
وما يجعل هذه الطلعات مشبوهة أنها لو كانت مخصصة لنقل الأطقم الخاصة بعمليات النفط، فإنها لن تكون بمعدل يصل إلى 40 طلعة في اليوم الواحد.
بالعودة إلى الطائرات التركية دون طيار، فإنه بحسب ما أفاد به المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، فإن تزويد تركيا مليشيات السراج بالطائرات الهجومية دون طيار Bayraktar TB2 يأتي في إطار محاولة تعويض الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة المتوفرة لديها.
ووفقا للمصدر ذاته، فإن الموقف الحرج الحالي لمليشيات السراج على مستوى الأرض والجو في معركة طرابلس كان وراء كشف تركيا عن وجهها الحقيقي ودورها في تغذية الصراع الليبي، وأدخلت أحدث ما تمتلك من طائرات دون طيار إلى الميدان الليبي.
وحسب تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، يعود اهتمام تركيا بإنتاج الطائرات القتالية دون طيار إلى عام 1996، حين تعاقدت أنقرة مع شركة "جنرال أتوميكس" الأمريكية على شراء طائرات GNAT دون طيار، والتي استخدمتها بشكل مكثف لمراقبة المناطق التي ينشط فيها حزب العمال الكردستاني، خاصة في المناطق الحدودية مع العراق.
تلا ذلك صفقة مماثلة لكن هذه المرة مع إسرائيل، حيث تعاقد سلاح الجو التركي على شراء عشر طائرات دون طيار من نوع "هيرون"، لكن وعقب تدهور العلاقات بين البلدين بعد أحداث سفينة "مرمرة" بدأت تركيا اعتماداً على تصاميم طائرات "هيرون" في إنتاج طائرتها الأولى دون طيار ANKA عام 2006.
واستمرت مساعي أنقرة لإنتاج طائرة دون طيار مسلحة إلى أن تمكنت أخيراً من إنتاج طائرات Bayraktar TB2 وإدخالها إلى الخدمة أوائل عام 2015.
وتشكل هذه الطائرات حالياً العمود الفقري للقوة الهجومية الجوية التركية دون طيار، وتم تصديرها لدول أخرى مثل أوكرانيا وقطر.
وبحسب ما هو معلن من جانب شركة "بايكار" المصنعة لهذه الطائرة، فإن قدرة محركها تصل إلى 100 حصان بسرعة قصوى تبلغ 220 كيلومترا في الساعة، ويصل مداها الأقصى إلى 150 كيلومترا بارتفاع تحليق يصل إلى 8 كيلومترات.
وتمتلك القدرة على التحليق بشكل متواصل لمدة تصل إلى يوم كامل، تتسلح هذه الطائرة بحمولة تصل زنتها إلى 55 كيلوجراما، ووزنها الأقصى عند الإقلاع يصل إلى 630 كيلوجراما.
ويتكون تسليحها الأساسي من صواريخ تركية الصنع مضادة للدروع من نوع "UMTAS" من تصنيع شركة "روكيستان"، وهي صواريخ موجهة بالليزر يصل مداها الأقصى إلى 8 كيلومترات.
كما كشفت بيانات المتحدث باسم القيادة العامة تزويد تركيا مليشيات السراج بالطائرات الهجومية دون طيار Bayraktar TB2، في محاولة لتعويض الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة المتوفرة لديها.
فمنذ بداية معركة طرابلس خسرت مليشيات السراج -بحسب ما أعلنت عنه القيادة العامة للجيش الوطني الليبي- ثلاث طائرات؛ منها طائرتا ميراج إف 1 في أجواء الجفرة وفي أجواء الهيرة جنوبي العاصمة، بجانب طائرة هجوم أرضي خفيفة من نوع إل-39 الباتروس، أسقطتها الدفاعات الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي فوق ترهونة.
و لم يعد متوفراً لمليشيا السراج أي طائرات مقاتلة في حالة فنية تسمح بالتحليق، كما أن المطار العسكري الوحيد المتوفر لها حالياً وهو القسم العسكري في مطار معيتيقة تعرض للقصف عدة مرات من جانب القوات الجوية الوطنية الليبية، التي تمكنت في عدد منها بحسب ما أعلن عنه المسماري من تدمير غرفة التحكم بالطائرات التركية المسيرة بجانب طائرتين على الأقل من نوع Bayraktar TB2.
وهي الهزيمة دفعت مليشيات السراج إلى محاولة تأمين مهبط جوي آخر لعملياتها الجوية.
وحسب مصادر رفيعة قد يكون مطار القرضابية في سرت هو البديل الوحيد، وهو ما تيقنت منه القيادة العامة للجيش الليبي فكثفت من تمركز قواتها على بعد أقل من 40 كيلومترا شرقي سرت، حسب مصدر عسكري رفض ذكر اسمه.
يقول خبير الإلكترونيات السابق في مجموعة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية للصناعات الدفاعية جورج صامويل "أعتقد أن الطريقة التي تستخدم بها مليشيا السراج هذه الطائرات عشوائية".
ويدلل على فرضيته باستهداف الطائرات التركية المستخدمة من قبل المليشيات للمناطق المدنية للضغط على الجيش الوطني الليبي وإعاقة تقدمه، في محاولةلتجنب المواجهات المباشرة قدر الإمكان.
ويتابع "الطائرة التي يعتمدون عليها في عملياتهم الحالية هي الطائرة Bayraktar TB2،".
وأضاف صامويل أن هذه الطائرة تستخدم للاستطلاع بدون طيار وتحمل خصائص هجومية عن طريق ذخائر مضادة للدروع من إنتاج شركة روكتسان.
ويبدو جليا أن تركيا تريد أن تصبح دولة كبرى فيما يتعلق بتقنيات الطائرات دون طيار، لكن في الوقت نفسه يرى خبير الإلكترونيات البريطاني، أن الغرض الحقيقي من إرسالهم الطائرات بدون طيار إلى ليبيا هو دعائي نفسي أكبر منه ميداني أو تكتيكي، لأنه من الواضح ميدانياً أن تأثير هذه الطائرات على المجريات الميدانية محدود جدا.
واستخدمت مليشيا السراج هذه الطائرات بشكل مكثف، سواء في هجماتها المستمرة على مطار طرابلس الدولي أو في ضرب خطوط إمداد الجيش الوطني في غريان وترهونة أو مناطق تقدم قوات الجيش الوطني في عين زارة وقصر بن غشير ووادي الربيع.
لكن بعد أن تمكنت القوات الجوية الليبية من تدمير غرفة التحكم الخاصة بهذه الطائرات تجمد نشاطها الجوي بشكل واضح، وأصبح التفوق الجوي حصراً بيد الطائرات التابعة للجيش الوطني، والتي نفذت خلال الأيام الماضية غارات مكثفة على غريان وعين زارة، استعداداً لبدء المرحلة الثانية من عملية طرابلس.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز