أردوغان و"القاعدة" في ليبيا.. دعم مفضوح لحماية الإخوان
المتتبع للخط الجغرافي لهجمات «القاعدة» وفرعها «أنصار الشريعة» في ليبيا سيتوصل بلا عناء إلى أن التنظيم يحرص على عدم استهداف طرابلس.
تفجيرات تستهدف مقبرة في بنغازي شرقي ليبيا خلال مراسم جنازة قائد سابق بالجيش الوطني، في هجوم إرهابي يشي بأن ماكينة الإخوان تستأنف حرب العصابات عقب فشلها العسكري على الأرض.
وفي تصريحات إعلامية، قال الناطق باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري إن ثلاثة انفجارات وقعت في مقبرة الهواري أثناء تشييع جنازة اللواء خليفة المسماري خلّفت 3 قتلى.
وأضاف المسماري أن التفجيرات كانت قريبة من القبر ونُفذت عبر عملية مدروسة، لافتا إلى أنها تحمل بصمات الإرهابيين، باعتبار أنها حقائب مفخخة.
«القاعدة» وأنقرة.. مجلس الأمن يؤكد العلاقة
لكن السؤال الذي ظل مخيما على الأذهان منذ 2011 هو "لماذا لا تستهدف الهجمات الإرهابية طرابلس وتقتصر بشكل كبير على الشرق؟".
الإجابة لطالما كانت معروفة، فالمتتبع للخط الجغرافي لهجمات «القاعدة في المغرب الإسلامي» وفرعه «أنصار الشريعة» في ليبيا سيتوصل بلا عناء إلى أن التنظيم الإرهابي يحرص على عدم استهداف المنطقة الغربية، وتحديدا طرابلس ومحيطها، مقر حكومة الوفاق الإخوانية.
خارطة جغرافية محدودة يتحرك فيها التنظيم تكشف عن خيوط اللعبة في بلد بات حلبة صراع، وكعكة ترنو مليشيات الإخوان تقاسمها مع تركيا وقطر، خصوصا أن التنظيم يتعاون مع سرايا الدفاع عن بنغازي التي يتزعمها عبدالرحمن الغرياني، والأخير إرهابي خطير مدعوم من قطر.
والأربعاء، كشف تقرير نشره موقع «نورديك مونيتور» السويدي الأوروبي أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توفر الحماية للشركات المحلية المتورطة في تهريب الأسلحة إلى ليبيا.
ولم يكتفِ التقرير الذي تناولته أيضا صحف ليبية بذلك، بل أشار إلى أن فريق خبراء مجلس الأمن أكد إرسال تركيا شحنة أسلحة إلى جماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في بنغازي عام 2017، ما يفسّر التوازنات على الأرض.
التقرير أشار أيضا إلى أن أنقرة رفضت في بعض الأحيان الرد على استفسارات وجهتها لها لجنة خبراء أممية كانت تجري تحقيقات حول الدول التي تنتهك القوانين الدولية الخاصة بليبيا، خصوصا ما يتعلق بتهريب الأسلحة.
واستعرض التقرير وثيقة صادرة عن مجلس الأمن الدولي، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، تضمّنت كشفا أظهر أن حكومة أردوغان لم ترد إلا على 4 من استفسارات الأمم المتحدة، رافضة تقديم أي معلومات تفصيلية حول عدد كبير من الأسئلة.
ووفق الوثيقة، فإن من بين الأسئلة المطروحة كان بشأن المتفجرات والصواعق التي وجدت على متن سفينة «أندروميدا» في يناير/كانون الثاني 2018.
والسفينة كانت حينها متوجهة إلى ميناء مصراتة (غرب)، قبل إيقافها من السلطات اليونانية، وجرى ضبط متفجرات على متنها من صنع شركة «أوريكا نيترو» التركية، والأخيرة تعاقدت بدورها مع شركة تركية ثانية من أجل شحن تلك الأسلحة إلى ليبيا.
وبالفعل، تم شحن 29 حاوية بالمتفجرات، وحملت على متن السفينة التي غادرت ميناء مرسين التركي باتجاه مصراتة.
دعم «القاعدة» في بنغازي
وعلاوة على ما تقدم، حقق الخبراء الأمميون أيضا في حادثة نقل أسلحة من مصراتة إلى ما سُمي «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وهو مليشيا إخوانية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
ففي مايو/أيار 2017، جرى إيقاف سفينة محملة بأسلحة وذخائر وعتاد حربي اتضح لاحقا أن جميعها مصنوع في تركيا.
وبمساءلتها حول الموضوع، تشير الوثيقة إلى أن أنقرة لم تجب عن الكثير من الأسئلة، فيما اكتفت بالنفي والإنكار أو تقديم أجوبة بعيدة تماما عن سياق الأسئلة.
وحذر التقرير من أن تهريب الأسلحة يفاقم حالة انعدام الأمن، ويمثل تهديدا مستمرا للسلم في ليبيا والدول المجاورة لها.
خبراء مختصون في الإرهاب الدولي ومحللون سياسيون ليبيون اعتبروا أن التفجير الإرهابي الذي استهدف جنازة اللواء خليفة المسماري في مدينة بنغازي تصعيد خطير بدعم استخباراتي تركي.
ورجح الخبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن يكون وراء التفجير عناصر تنظيم القاعدة الذين نقلتهم تركيا مؤخرا إلى ليبيا.
وشدد الخبراء على أن تركيا حاولت استهداف قيادات الجيش الليبي الذين حضروا الجنازة؛ انتقاما من تقدم الجيش الوطني وتضييقه الحصار على المليشيات.
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg جزيرة ام اند امز