تركيا تغرق في دوامة فوضى اقتصادية وتستغيث بالمركزي الأمريكي
سياسات أردوغان جعلت من تركيا "الأكثر ضعفا في الأسواق الناشئة" واحتياطيات المركزي التركي هوت بمقدار 11 مليار دولار منذ بداية العام
دخلت تركيا في سلسلة من الاضطرابات الاقتصادية جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد التي نالت بشدة من الاقتصاد "غير المستعد"، وتعالت صرخات قطاعات مختلفة من الشعب جراء قسوة الظروف الحالية، فيما كشفت وسائل إعلام عن استغاثة من نظام الرئيس رجب أدروغان بالبنك المركزي الأمريكي.
وبحسب وكالة "بلومبرج" تقدم البنك المركزي التركي بطلب إلى الاحتياطي الفيدرالي "المركزي الأمريكي" لتغطية احتياجات البلاد من الدولار الأمريكي؛ للتصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
- كورونا يكشف فشل أردوغان.. سياساته دمرت اقتصاد تركيا
- تداعيات كورونا.. عمال تركيا يهاجمون "أردوغان المتقاعس"
وقالت الوكالة الأمريكية إن المركزي التركي تقدم بالطلب في مارس/آذار الماضي، لتغطية حاجته من الدولار على خلفية تصاعد الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أنقرة، مع تزايد تفشي معدلات الإصابة بالفيروس.
ولفتت الوكالة إلى أن صافي احتياطيات البنك المركزي التركي انخفض بمقدار 11 مليار دولار منذ بداية العام وحتى اليوم، مضيفة: "هذا ما جعل تركيا بحاجة إلى تغطية احتياجاتها من الدولار".
وتسبب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وضع بلاده في موقف الدول الأكثر ضعفاً في جميع الأسواق الناشئة، وذلك من خلال سنوات حكمه الطويلة التي اتسمت بسوء الإدارة السياسية والاقتصادية.
وكشف تقرير ميداني أعدته صحيفة "جمهورييت" أن كل أطياف المجتمع التركي، تتوجس خوفا من مستقبل مجهول في ظل سياسات النظام الحاكم، وتعامله مع التداعيات الاقتصادية لتفشي الفيروس.
وأشار التقرير إلى أن الحرفيين يعانون في هذه الأيام ظروفا اقتصادية صعبة، إذ يغلقون أماكن عملهم منذ أسابيع، وكذلك عمال اليومية الذين فقدوا بين ليلة وضحاها مصادر أرزاقهم، وباتوا دون دخل.
وأورد التقرير شكاوى مختلفة من أصحاب مطاعم قال أحدهم: "لقد قتلنا الفيروس ونحن أحياء، الأوضاع صعبة للغاية لدرجة أنني عجزت عن دفع ديون الفواتير، كما أن صاحب المنزل، وكذلك محل عملي يريدان الإيجار".
وشدد الشخص المتحدث على "ضرورة أن تبذل الحكومة قصارى جهودها لإيجاد حل لهذه الأزمة الكبيرة".
وقال آخر: "ننتظر التدخل العاجل من الدولة لوقف تدهور الأوضاع، ولقد تقدمنا بطلبات للحصول على دعم من الحكومة، لكن لم يرد علينا أحد، لقد بتنا عاجزين عن تلبية احتياجات أسرنا".
فيما أعرب صاحب أحد المطاعم عن استيائه الشديد من الأوضاع الراهنة، وطريقة تعامل الحكومة مع الأزمة المتعلقة بتفشي فيروس كورونا.
وتابع: "لقد صوت في الانتخابات الأخيرة لحزب العدالة والتنمية، لكنني نادم الآن على ما فعلت، هذه الأزمة غيرت من قناعاتي السياسية بشكل كبير".
وفي سياق متصل قال أحد العمّال: "حقيقة ليس لدي ما أقوله، إلا أن الدولة تخلت عنا في مثل هذه الظروف، لقد تقدمت من قبل بطلب لمؤسسة التوظيف للحصول على إعانات العمل قصير المدة، لكن لم يرجع إلينا أحد ليخبرنا بما حدث".
وتابع: "لذلك فكرت في ترك العمل للحصول على إعانة بطالة، لكن من تركوا أعمالهم في مارس/آذار لم يحصلوا على تلك الإعانة في أبريل/نيسان الجاري، فبت في حيرة من أمري".
الحرفيون والعمال الذين التقتهم الصحيفة، اتفقوا على عدة مطالب تتمثل في ضرورة وقف تحصيل الدولة للضرائب، وأقساط التأمينات، وتأجيل تحصيل رسوم الفواتير لعدة أشهر، ودعم الحرفيين حتى يصمدوا في وجه الأزمة.
وفي وقت سابق، توقع تقرير للمعارضة التركية أن تكون لهذا الفيروس تداعيات سلبية كبيرة على الاقتصاد التركي، التي تضمنت زيادة عدد العاطلين عن العمل ليصل إلى 11 مليون شخص، وارتفاع سعر الدولار أمام العملة المحلية الليرة إلى حدود 8 ليرات مقابل الدولار الواحد.
كما أشار التقرير إلى توقعه انكماش القطاعات الزراعية والصناعية، فضلا عن قطاع الخدمات، وانكماش النمو الاقتصادي بشكل عام، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم.
ويشير الخبراء كذلك إلى التداعيات المدمّرة المحتملة للوباء على قطاع السياحة الذي يؤمّن وظائف لمئات الآلاف.
وأكد تقرير سابق لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن إصرار أردوغان على مضاعفة أخطائه السابقة، سوف يجلب مزيدا من الدمار الاقتصادي لتركيا، مع عواقب مالية وجيوسياسية تستمر إلى ما بعد انتهاء وباء انتشار كورونا.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز