"آيا صوفيا" ضد "أتاتورك".. صراع الأمتار الأخيرة نحو القصر
عاشت تركيا ليلة ساخنة عشية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها البلاد اليوم.
وبذل الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه الأبرز كمال كليجدار أوغلو مرشح المعارضة، جهودا كبيرة للفوز بأصوات نحو 60.6 مليون ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات اليوم.
آخر تلك الجهود كانت مساء السبت قبل ساعات من بدء التصويت، حين توجه أردوغان إلى مسجد "آيا صوفيا" لأداء صلاة العشاء وسط مؤيديه وأنصاره، فيما اختار كليجدار أوغلو ضريح مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة ليختتم منه حملته الانتخابية.
مشهدان حاسمان سلطا الضوء على الرؤى المتناقضة لدى الرجلين تجاه دولتهما المستقطبة بشكل متزايد والتي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة.
أردوغان في آيا صوفيا
"آيا صوفيا" كنت كاتدرائية بيزنطية يعود تاريخها إلى القرن الرابع، وحولها أردوغان إلى مسجد في يوليو/ تموز 2020، وهو ما تفاخر به أردوغان أمام مؤيديه الليلة الماضية قائلا "الغرب كله أصيب بالجنون.. لكنني فعلت ذلك".
وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أردوغان وهو يدخل المسجد وسط تكبيرات المصلين، ثم جلس في الصف الأول وقرأ فواتح سورة البقرة.
وعبّر أردوغان أمام أنصاره عن ثقته في الفوز أمام أنصاره.
وقال أردوغان "سنخرج أقوى من صندوق الاقتراع"، قبل أن ينضم إلى الجمهور بأغنية حملته الانتخابية: "مساء الغد سننتصر".
وفي طريقه إلى آيا صوفيا، توقف أردوغان في حي الفاتح حيث زار حسن أفندي شيخ جماعة إسماعيل آغا الصوفية النقشبندية التي يقدر أتباعها في تركيا بالملايين.
كليجدار أوغلو يستعين بأتاتورك
وفي المقابل، اختار كليجدار أوغلو ضريح مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية في أنقرة ليكون محطته الأخيرة ليلة الانتخابات.
وسار كليجدار أوغلو إلى الضريح وسط جمع من مؤيديه من الشباب، ثم وضع الزهور على قبر أتاتورك.
وخاطب كليجدار أوغلو أنصاره قائلا "ركزوا طاقتكم على بناء المستقبل وليس القتال من أجل الماضي".
وأضاف: "أتاتورك كان منفتحا على الابتكار.. لقد تبنى التغيير بشجاعة".
ويحاول كليجدار أوغلو كسر عتبة الخمسين في المائة وتجنب جولة الإعادة المقررة في 28 مايو/أيار الجاري التي قد تمنح أردوغان فرصة لإعادة تجميع صفوفه وإعادة تأطير النقاش.
وفي آخر أنشطته عبر منصات التواصل الاجتماعي، نشر كليجدار أوغلو مقطع فيديو، قال فيه إن أكثر المشروعات "جنونا" التي أعدها لتركيا هي الديمقراطية والحرية.
وبدأ الناخبون الأتراك صباح الأحد في التوجه لصناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها البلاد.
ويحق لنحو 60 مليون ناخب التصويت في 191 ألف صندوق اقتراع في عموم البلاد لانتخاب رئيس جديد لتركيا لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان بدورته الثامنة والعشرين والبالغ عددهم 600 عضو.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية، مع أردوغان وكمال كليجدار أوغلو، سنان أوغان رئيس "تحالف الأجداد"، بعد انسحاب محرم إنجه مؤسس حزب "البلد".
وفي حال لم يحصد أي مرشح أكثر من نصف أصوات الناخبين في الجولة الأولى، سيتم إجراء جولة إعادة بين أعلى مرشحين حصدا للأصوات، يوم 28 مايو/ أيار الجاري.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA=
جزيرة ام اند امز