من التلاعب والرشاوي إلى المراهنات.. تاريخ الفساد التحكيمي في كرة القدم
ربما مثلت فضيحة الفساد التحكيمي في الملاعب التركية التي أعلن عنها مؤخراً تحولاً جديداً في مسار قضايا الفساد التي تخص قضاة الملاعب.
إلا أنها تبقى تلك الحوادث حلقة في مسلسل فساد مستمر، لا سيما أن الحكام قد يصيبون أو يخطئون.
وأعلن إبراهيم حجي عثمان أوغلو، رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم عن فتح تحقيق داخلي يشمل 571 حكماً بتهمة المراهنة عبر امتلاك 371 منهم حسابات للمراهنات ونشاط البقية وعددهم 152 في النشاط ذاته.
وشدد عثمان أوغلو على رغبة إدارة الاتحاد التركي لكرة القدم تطهير المنظومة من الفساد المستشري مع التوعد بإصدار عقوبات.
وتلقي "العين الرياضية" الضوء من خلال التقرير التالي على مجموعة من أبرز حالات الفساد التحكيمي في تاريخ الساحرة المستديرة قبل الأزمة التركية.
قضية نيغريرا وبرشلونة
على مستوى السنوات الأخيرة، برزت قضية خوسيه ماريا نيغريرا نائب الرئيس السابق للجنة الفنية للحكام التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم ونادي برشلونة كأحد أبرز قضايا الفساد التحكيمي عبر التاريخ.
وتم فتح تحقيق في تقديم نادي برشلونة مبالغ وصلت إلى أكثر من 7 ملايين يورو إلى نيغريرا عبر شركات يمتلكها هو ما بين عامي 2000 و2018.
وجاء ذلك في خلال فترة عمل نيغريرا كمسؤول كبير في لجنة الحكام الإسباني، بحجة عمله كمسؤول خارجي للنادي بشأن التحكيم.

ولم يصدر حتى الآن الحكم النهائي في تلك القضية إذ لا تزال التحقيقات مستمرة وسط نفي قاطع من الحكم السابق والنادي الكتالوني بشأن تلقي وتقديم رشاوي.
فضيحة الكالشيو بولي
بعيداً عن نيغريرا، فإن فضيحة الكالشيوبولي الإيطالية تبقى الأبرز والأشهر والتي جاءت بالتزامن مع كأس العالم 2006 الذي توج به الآتزوري.
وبدأت القصة في مايو/ أيار 2006 قبل شهر على انطلاقة مونديال ألمانيا، حيث كشفت تحقيقات وتحريات الشرطة عن تورط أندية يوفنتوس وميلان وفيورنتينا ولاتسيو ريجينا في تسجيل مكالمات هاتفية عن علاقاتهم بحكام في الدوري الإيطالي.
وتسبب ذلك في تجريد يوفنتوس من لقب الدوري الذي حققه آنذاك بسبب التلاعب بنتائج المباريات عبر اختيار حكام يدعمونهم.
وفي الرابع من يوليو/ تموز 2006 قبل 5 أيام من خوض إيطاليا لنهائي كأس العالم ضد فرنسا أعلن الاتحاد الوطني لكرة القدم تهبيط يوفنتوس للقسم الثالث.
ولكن بعد ذلك أسقط اليوفي للقسم الثاني وجرد من لقبي 2005 و2006 وحرم من المشاركة في دوري أبطال أوروبا وخصم منه 9 نقاط.

فساد الأندية الإيطالية
وإذا كانت هذه الفضائح التحكيمية هي الأشهر فإن هناك حالات أخرى على مدار تاريخ الساحرة المستديرة لا يمكن إغفالها.
على مستوى الدوري الإيطالي أيضاً توجد فضيحة تعود لتسعينيات القرن الماضي حيث وجهت لنادي تورينو تهمة فساد أخلاقي، تورط بها حكام المباريات لمساعدة النادي الإيطالي بالتتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي.
كما زُعم أن النادي اختلس أموالاً غير مشروعة من صفقات انتقالات، بما في ذلك ٤٦٥ ألف جنيه إسترليني لـ"صفقة انتقال وهمية" لأليساندرو باليسترو، نجل سكرتير النادي، رغم عدم تسجيله في سجلات النادي.
وفي عام 1986 حظر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" روما الإيطالي من المشاركة في بطولاته لمدة موسم مع منع رئيسه دينو فيولا من ممارسة أنشطته في الاتحاد الأوروبي لمدة أربع سنوات بعد محاولته رشوة حكم كأس أوروبا في مباراة نصف النهائي ضد دندي يونايتد في عام 1982.
ولا يتوقف الفساد الإيطالي في كرة القدم عند هذا الحد، حيث تم إيقاف الحكم الاسكتلندي جون جوردون من قبل الاتحاد الوطني في بلده وكذلك مساعديه رولو كايل وديفيد مكارتني، بعد الاعتراف بتلقي هدايا بقيمة 1000 جنيه إسترليني قبل لقاء الروسونيري مع ليفسكي سبارتاك البلغاري.

وتم تغريم ميلان حينها 8 آلاف جنيه إسترليني من قبل اليويفا، حيث فوق الأحمر والأسود 4-1 في مجموع المباراتين.
الدوري الإنجليزي والألماني
الدوري الإنجليزي حضر بفضيحة أخرى في 1965 تخص التلاعب بنتائج المباريات حيث أدين 10 لاعبين محترفين بسبب التعاون مع حكام.
وحُكم على جيمي غولد، مهاجم تشارلتون وإيفرتون وبليموث وسويندون ومانسفيلد بين عامي ١٩٥٥ و١٩٦٠، بالسجن 4 سنوات، بينما حُكم على الآخرين بالسجن ما بين 4 أشهر و15 شهرًا. ومن بين اللاعبين الإنجليزيين بيتر سوان (شيفيلد وينزداي) وتوني كاي (إيفرتون، ولكنه كان يلعب سابقًا مع وينزداي) وزميلهما ديفيد لاين في شيفيلد وينزداي.
فيما يخص الدوري الألماني "بوندسليغا" سُجن الحكم روبرت هويزر سنة 2005 لمدة عامين و5 أشهر (ثم أُفرج عنه بكفالة) بتهمة التلاعب بنتائج مباريات في دوري الدرجة الثانية وكأس ألمانيا.