تقدير موقف ألماني.. تركيا لا تستطيع السيطرة على سرت
ودبلوماسي ليبي سابق يقدم مقترحا بفرض منطقة عازلة بين الشرق والغرب، وأبدت الأمم المتحدة استعدادها لنشر مراقبين دوليين.
في وقت تستعد فيه أنقرة للتصعيد في ليبيا عقب ضربة "الوطية"، رجحت تحليلات ألمانية فشل قوات حكومة الوفاق المدعومة تركيا في السيطرة على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية.
وقدم دبلوماسي ليبي سابق مقترحا بفرض منطقة عازلة بين الشرق والغرب، وأبدت الأمم المتحدة استعدادها لنشر مراقبين دوليين.
وفي تقرير تحليلي نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت صحيفة "دي فيلت" الألمانية "لعبة أنقرة للسيطرة على ليبيا ليست سهلة، فمدينة مثل سرت التي أعلنتها مصر مؤخرا خطا أحمر، مهمة ومحورية للقاهرة وفرنسا وروسيا".
وتابعت: "سرت مفتاح السيطرة على شرق ليبيا ومنطقة الهلال النفطي، لذلك تعتبرها القاهرة خطا أحمر وأي هجوم عليها يعد تهديدا واضحا لأمنها".
- "دي مايو" في طرابلس.. تحذيرات للسراج وتركيا من اختراق سرت
- الجيش الليبي: تدريبات غرب سرت وجاهزون لأي طارئ
وأضافت أن "سرت مهمة للغاية لروسيا، لأنها تدعم الجيش الوطني الليبي، ولن تسمح بخسارته هذه المدينة الاستراتيجية، وميناء سرت مهم جدا لحركة التجارة الفرنسية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "السيطرة على سرت لن تكون سهلة، بل عملية معقدة وصعبة الحدوث"، مضيفة: "لن تنجح أنقرة على الأرجح في مهمتها في المدينة التي شهدت نهاية الزعيم الراحل معمر القذافي".
ومنذ أشهر، تدعم تركيا بقوة حكومة الوفاق غير الدستورية، وتنقل الأسلحة والمدرعات والطائرات المسيرة بكثافة إلى طرابلس، فضلا عن آلاف المرتزقة السوريين.
أما صحيفة تاجس تسايتونج الألمانية فقالت نقلا عن مصادر لم تسمها: "لا تزال طائرات النقل التركية تجلب المعدات والأسلحة والمتخصصين إلى غرب ليبيا بشكل يومي".
وأضافت "جلبت تركيا مؤخرا مقاتلين من جماعة الإخوان في اليمن إلى ليبيا، بعد أن نقلت 15 ألف مرتزق سوري إلى هناك في الفترة الماضية".
وتابعت "ثمن كل هذه المساعدات أعلنه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال زيارة إلى طرابلس في 5 يوليو/تموز الجاري، عندما قال بوضوح إن "الوطية ستصبح قاعدة عسكرية تركية وسيتم بناء قاعدة للبحرية التركية في مدينة مصراتة الساحلية".
لكن قاعدة الوطية تعرضت لهجوم جوي قوي ومعد له جيدا قبل أيام، ما تسبب في تدمير منظومة دفاع جوي تركية.
وقالت "تاجس تسايتونج": "الهجوم كان ضربة قوية وتذكير لأنقرة بأن هناك أكثر من طرف قوي لن يسمح بسقوط سرت أو أي تقدم تركي إضافي في ليبيا".
وتابعت: "روسيا تدعم الجيش الليبي وخليفة حفتر بقوة، وتنشر 14 مقاتلة ميج 29 في مطار الجفرة، وهو واحد من أهم المطارات العسكرية الليبية، كما تملك فرنسا التي تعادي التواجد التركي في الأراضي الليبية، مقاتلات في النيجر القريبة".
ولتفادي التصعيد، أعلن الدبلوماسي الليبي المتقاعد علي مسعد كوتاني، عبر صحيفة تاجس تسايتونج، مبادرة للحل، حيث قال: "لا يمكن لأوروبا ترك ليبيا، وإلا سنصبح مستعمرة مرة أخرى".
وتابع: "أقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الشرق والغرب وفق الحدود الحالية، تمهيدا لإطلاق محادثات بين الأطراف الليبية".
بدوره، قال مسؤول في بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، التي تتخذ من تونس مقراً لها، للصحيفة ذاتها، إن "هناك خططاً لنشر مراقبين تابعين الأمم المتحدة في ليبيا".
كان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي قال، الأربعاء، إن "تركيا تحشد قوات للهجوم على سرت"، لافتا إلى أن "الجيش يرصد تحركاتها".
يأتي ذلك بعد أيام من غارات شنتها مقاتلات الجيش الليبي على قاعدة الوطية، وأدت لتدمير منظومة دفاع جوي تركية.