خبير عسكري لـ"بوابة العين": 5 أدلة تثبت دعم تركيا لـ"داعش"
تصريحات الإدارة التركية عن تنظيم داعش أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات عن طبيعة العلاقة بين الطرفين.
"تنظيم داعش حركة سياسية لا دينية" كانت هذه العبارة ضمن حديث للرئيس التركي السابق عبدالله جول عن التنظيم الإرهابي، نافياً أي تهديد قادم من داعش ضد بلاده.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2014 قال جول في تصريحاته "إن داعش لا يمثل خطراً أو تهديداً أيديولوجياً على تركيا"، مشيراً إلى أن التنظيم هو مجرد حركة سياسية لا دينية.
أثارت تصريحات الإدارة التركية وقتها الكثير من الجدل والتساؤلات بشأن العلاقة غير الواضحة بين تركيا وعناصر داعش، خاصة بعد أن حمّلت الحكومة العراقية القنصل التركي بمحافظة نينوي مسؤولية سقوط مدينة الموصل العراقية في يد التنظيم في يونيو/حزيران 2014.
يد تركيا بالمنطقة
يرى العميد خالد عكاشة، الخبير العسكري ومدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، أن تركيا هي الراعي الرسمي للتنظيم الإرهابي، مؤكداً أن الطرفين تجمعهما علاقة مصلحة متبادلة.
وفي تصريحاته خاصة لـ"بوابة العين" الإخبارية، أوضح عكاشة أن داعش هو الذراع التركية الإرهابية المسلحة بالمنطقة، قائلاً "تركيا تقدم الدعم الكامل لداعش منذ ظهورها في نهايات 2014، وقبل الإعلان الرسمي عن التنظيم بدأت أنقرة في الدعم المادي لعناصره المسلحة التي تدين بالولاء الكامل للإدارة التركية طوال السنوات الماضية".
الانفصال عن القاعدة
أشار العميد خالد عكاشة إلى أن المخابرات التركية هي من قامت بتوجيه داعش في بداية 2014 للانفصال عن تنظيم القاعدة وإنشاء معاقل رئيسية له بسوريا والعراق.
وتابع بقوله "داعش تنظيم تركي بامتياز، حيث أقنعت تركيا قادة التنظيم بضرورة تغيير اسمه من "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" إلى داعش والانفصال الكامل عن القاعدة، نظراً لأن الإدارة التركية كانت تريد خلق تنظيم مسلح لها بالمنطقة وبالتحديد في سوريا بعيداً عن تنظيم القاعدة المصنف إرهابياً".
5 أدلة ثبوتية
وطوال الـ3 سنوات الماضية، حرصت تركيا على إخفاء جميع الأدلة التي تدينها بدعم وتمويل التنظيم الإرهابي، زاعمة أن حكومتها تدعم الحرب الدولية ضد الإرهاب في سوريا والعراق.
ولكن في نهاية العام الماضي خرجت عدة تقارير دولية تشير إلى دعم تركيا لعناصر التنظيم، وقال عكاشة استطاعت المخابرات الألمانية كشف حقيقة تأسيس شركات ومكاتب تابعة لداعش داخل إسطنبول، ما يؤكد تورط أنقرة في دعم التطرف وتسليح مقاتلي التنظيم.
وأضاف "ومع مرور الوقت لم تستطع تركيا خداع العالم بممارساتها، وانكشف تواطؤ أنقرة مع داعش باستقبالها العناصر الإرهابية على أراضيها للتدريب على أحدث التقنيات التكنولوجية والوسائل القتالية الحديثة".
وتوطدت العلاقات بين الطرفين، حيث كانت تركيا هي المشتري الوحيد للنفط المنهوب من سوريا والعراق، وأكد عكاشة أن تركيا الدولة الوحيدة التي استطاعت شراء البترول القادم من آبار النفط في سوريا والعراق بعد سقوطهما تحت سيطرة داعش، موضحاً أن هذا النشاط يعد جريمة دولية.
وكشف بعض الخبراء الدوليين معسكرات تركية على الحدود مع سوريا والعراق مخصصة لاستقبال المسلحين وتقوم بإعدادهم عسكرياً. كما أنشأت ممرات على أطراف المدن السورية لدخول مقاتلي داعش لسوريا.
كما اعتبر عكاشة زيارات قادة التنظيم المتتالية لتركيا خامس دليل والأكثر تأكيداً على تعاون الطرفين معاً لتوطين الإرهاب. واصفاً داعش بـ "الأجندة التركية بالمنطقة.
أشكال الدعم
وتنوع الدعم التركي لداعش بين الدعم المادي من تسليح المقاتلين بأحدث الأسلحة والذخيرة، وإنشاء معسكرات تدريبة مزودة بأحدث الوسائل القتالية داخل الأراضي الليبية، حيت تم تأهيل مسلحي داعش على أعلى المستويات مقارنة بباقي التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا وليبيا.
ومع تهاوي مشروع داعش بسوريا والعراق وانحسار نفوذه، تلجأ أنقرة اليوم إلى توفير ملاذ آمن لعناصره المسلحة، حيث أكد رجب طيب أردوغان الرئيس التركي أن المقاتلين في سوريا سيتم نقلهم إلى مصر لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء". وفي الوقت نفسه ضبط الجيش الليبي عناصر مسلحة متسللة من العراق وسوريا لداخل الأراضي الليبية.
وأشار المحلل العسكري إلى أن تركيا تسعى لتحويل بعض المناطق في ليبيا وسيناء بمصر إلى ثكنات عسكرية بديلة لمسلحي داعش. منوهاً لحرص أنقرة على حماية ذراعها الإرهابية بالمنطقة لخدمة المصالح السياسية.