الإمارات تغيث متضرري زلزال تركيا وسوريا.. جسور إنسانية تتوج دبلوماسية العطاء
جهود إماراتية إنسانية رائدة، لمد يد العون والمساعدة لتركيا وسوريا للتخفيف من آثار الزلزال الأخير ودعم جهودهما الإغاثية.
بدأت الجهود باتصالات تعازي ومواساة ودعم على مستوى القيادة، ثم مساعدات عاجلة لإغاثة المحتاجين والمتضررين من تلك الكارثة، قبل أن تتبلور إلى عملية إغاثية شاملة متكاملة تحت اسم "الفارس الشهم 2"، تم خلالها إطلاق جسر جوي إنساني، وصلت منه 3 طائرات خلال أقل من 24 ساعة من وقوع الزلزال، وما زال العمل متواصلا.
تحركات فورية على أكثر من صعيد وضمن أكثر من مسار قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، جعلت مساعدات الإمارات ورجالها حاضرين خلال ساعات من وقوع الزالزال إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا لتقديم المساعدة وإزالة آثار الزلزال وتضميد أوجاع وآلام المصابين والمنكوبين.
تأتي تلك الجهود الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
كما تأتي تلك الجهود سيرا على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصا على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها.
وسيرا على درب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير التي بدأها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفاء لسيرته واستلهاما لحكمته، لتحتل دولة الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
وهز زلزال، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين فأسقط آلاف المباني بما في ذلك العديد من المجمعات السكنية ودمر مستشفيات وجعل الآلاف بين مشرد ومصاب.
ووصل إجمالي عدد قتلى الزلزال في تركيا نحو 3419، فيما تجاوز عدد القتلى في سوريا التي تعاني ويلات الحرب منذ أكثر من 11 عاما، 1500 قتيل.
رسائل إنسانية
انطلقت الجهود الإماراتية الإنسانية فور وقوع الزلزال، حيث بادرت القيادة الإماراتية بالتحرك على أكثر من مسار.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اتصالين هاتفيين، مع كل من الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر فيهما عن خالص التعازي والمواساة للرئيسين السوري والتركي وشعبيهما وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر الذي شهده البلدان، سائلاً الله تعالى الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تضامن دولة الإمارات الكامل مع سوريا وتركيا، ووقوفها إلى جانب البلدين في هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، واستعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال.
في المقابل، عبر الرئيسان السوري والتركي عن خالص الشكر والتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمشاعره الطيبة داعين الله أن يحفظ دولة الإمارات وشعبها من كل شر.
وبعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برقيتي تعزية إلى الرئيسين التركي والسوري عبر فيهما عن خالص التعازي والمواساة للرئيسين السوري والتركي وشعبيهما وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر الذي شهده البلدان.
كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي برقيتي تعزية مماثلتين إلى الرئيسين السوري والتركي.
رسائل إنسانية هامة تجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث، وتؤكد من خلالها الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام بمقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لكافة شعوب العالم.
مساعدات عاجلة
وحرصا على تقديم مساعدات فورية للتخفيف من آثار الزلزال، ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا وسوريا، لتستفيد منها الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.
تأتي هذه الإمدادات في إطار العلاقات التي تجمع الإمارات العربية المتحدة بكل من الجمهورية التركية والجمهورية العربية السورية، وضمن الدور الإنساني الذي تقوم به الدولة في إغاثة المحتاجين والمتضررين من الكوارث المختلفة.
وتجسد هذه المبادرة الجهود الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية، ونهجها في مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.
الفارس الشهم 2
وحرصا على استدامة تلك العملية الإغاثية وشموليتها وتكاملها، لتحقيق أهداف سريعة وواسعة تخفف من آثار الدمار الكبير الذي خلفه الزلزال، تم إطلاق عملية "الفارس الشهم 2" تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتضم العملية تحالفا واسعا من المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإنسانية والخيرية لتنسيق جهود الإغاثية بشكل فعال.
وأعلنت "قيادة العمليات المشتركة" في وزارة الدفاع الإماراتية، الإثنين، بدء عملية "الفارس الشهم 2" لدعم الأشقاء والأصدقاء في الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" والهلال الأحمر الإماراتي.
وتأتي هذه المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار الاستجابة العاجلة للتخفيف من آثار الزلزال الذي تعرضت له سوريا وتركيا.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع، الثلاثاء، وصول 3 طائرات إلى تركيا ضمن الجسر الجوي الهادف لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي تعرضت له في إطار عملية "الفارس الشهم 2".
وكانت أول طائرة مساعدات ضمن الجسر الجوي قد أقلعت من العاصمة أبوظبي إلى مطار أضنة جنوب تركيا مساء الإثنين، تقل فرق البحث والإنقاذ والطواقم والمعدات الطبية.
ومن المقرر تسيير المزيد من طائرات الجسر الإغاثي إلى كل من تركيا وسوريا خلال الساعات والأيام القادمة.
50 مليون درهم.. مساعدات لسوريا
وجنبا إلى جنب مع عملية "الفارس الشهم 2" ، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري الشقيق بقيمة 50 مليون درهم.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة حاضرة لإغاثة الشقيق والصديق، وجاهزة لدعم الأخوة السوريين في مواجهة المصاب الجلل الذي أصابهم، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستقف إلى جانب الشعب السوري، وستواصل مد يد العون للإخوة والأشقاء حتى يتخطوا هذه المحنة الطارئة، تعبيراً عن قيمها الإنسانية النبيلة.
سيستفيد من الدعم الذي سيُقدم على شكل طرود تموينية من خلال "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، الفئات الأكثر تضرراً في سوريا .
عاصمة الإنسانية
مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 51 عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات، نجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج دولة الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس دولة الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي نحو 13 مليار درهم.
وضمت قائمة الدول التي شملتها المساعدات عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.
ويكتسب العمل الإنساني في دولة الإمارات تميزه وريادته من عدة سمات، أبرزها أنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به العديد من الجهات الرسمية والأهلية والتي فاق عددها الـ43 مؤسسة وهيئة.
وقد سجلت هذه المؤسسات حضورا لافتا على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية ومن أبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تغطي عملياتها الإنسانية العالمية أكثر من 100 دولة سنويا، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تنضوي تحت رايتها 30 مؤسسة ومبادرة.
وتوجد أيضا، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، التي أرسى معالمها ووضع نظامها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل 30 عاما، ورصد لها وقفا اعتبر في ذلك التاريخ من أكبر الأوقاف في المنطقة، حيث بلغ مليار دولار أمريكي.
ويعود ريعه للعمل الخيري والإنساني في مجالات التعليم والصحة والإغاثة والعمل والخيري المتنوع داخل الدولة وخارجها، علاوة على تشجيع البحوث والدراسات العلمية بالجوائز لدعم مسيرة التطور العلمي والحضاري.
وقدمت المؤسسة منذ تأسيسها مساعدات وبرامج ومشاريع إنسانية، في أكثر من 188 دولة حول العالم دون تمييز عرقي أو ديني أو مناطقي.
أيضا تضم دولة الإمارات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، التي تعد أكبر مركز للخدمات اللوجستية الإنسانية في العالم، تعمل من خلاله 54 منظمة إنسانية وتسع وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وتلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي والتي تعد أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم دورا أساسيا في تسهيل الاستجابات الأولية الفعالة لمعاناة اللاجئين حول العالم.
aXA6IDEzLjU5LjIuMjQyIA==
جزيرة ام اند امز