تركيا وصفقة "F-16".. هل بات انضمام السويد وفنلندا لـ"الناتو" بمهب الريح؟
منحدر جديد تسير فيه قصة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعد تعرض صفقة مقاتلات "إف 16" بين أنقرة وواشنطن لأزمة.
وكانت صفقة مقاتلات "إف 16" ضمن صفقة عقدتها واشنطن مع تركيا لانتزاع موافقتها على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، في قمة مدريد نهاية يونيو/حزيران الماضي.
وأمام اعتراضات من نواب بارزين بالكونغرس الأمريكي على صفقة المقاتلات، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "تركيا لن تشتري طائرات حربية من طراز F-16 من الولايات المتحدة إذا تم فرض قيود على استخدامها".
وكان مجلس النواب الأمريكي اقترح في يوليو/تموز، السماح للرئيس جو بايدن ببيع المقاتلات لتركيا، بشرط ألا تستخدمها أنقرة في عمليات التحليق غير المصرح بها في الأجواء اليونانية.
وزير الخارجية التركي قال في مقابلة تلفزيونية، إن "المحادثات الفنية حول الصفقة تجري بشكل جيد للغاية، لكننا لن نوافق على شراء منتج بطريقة قد تقيد أيدينا".
وتساءل: "لماذا يجب علينا شراء منتج لا يمكننا استخدامه؟،مضيفا" نتوقع أن تواصل الإدارة الأمريكية العمل لإقناع الكونجرس بالبيع".
ومؤخرا، حولت تركيا تركيزها إلى شراء مقاتلات "F-16" لتحديث أسطولها القديم من الطائرات الحربية الأمريكية بعد أن تم إخراجها من البرنامج الخاص بالمساعدة في تصنيع وشراء الجيل التالي من مقاتلات "F-35"، ردا على شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي "S-400".
وفى مايو/أيار الماضي، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بالضغط على الكونغرس الأمريكي، لمنع بيع مقاتلات إف -16 لأنقرة.
صفقة سياسية؟
لكن صفقة مقاتلات "إف 16" محور لقاءات عدة بين مسؤولين أتراك وأمريكيين على مدار الأشهر الماضية، في محاولة لدفعها للأمام.
وقبل أسابيع قليلة، زار وفد تركي واشنطن، لعقد مباحثات تتابع تعهُّد الرئيس جو بايدن بتسليم هذه الطائرات المقاتلة لأنقرة.
وبعد انتخاب بايدن، شهدت العلاقات بين واشنطن وأنقرة فتورا استمر مدة عام؛ لكن إدارة بايدن أبدت دعماً أكبر لتركيا منذ العملية الروسية بأوكرانيا في فبراير/ شباط.
وسبق للرئيس الأمريكي أن صرح برغبته في موافقة الكونغرس على بيع مقاتلات "إف ١٦"، إلى أنقرة بعد لقائه نظيره التركي على هامش قمة "الناتو" في يونيو/ حزيران بمدريد.
تلك التصريحات دفعت مراقبين للقول إن إدارة بايدن وافقت على إتمام صفقة "إف ١٦" لتركيا مقابل موافقة الأخيرة على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكان الرئيس التركي أعلن خلال قمة "الناتو" بمدريد أنه لا يمانع انضمام ستوكهولم وهليسينكي إلى الحلف، قائلا: "حصلنا على ما نريد".
ورأى المراقبون أن أردوغان تمكن عبر ورقة رفض بلاده انضمام البلدين إلى "الناتو"، من تليين موقف الولايات المتحدة من صفقة المقاتلات بعد أن علقت واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، برنامج الشراكة مع أنقرة لصناعة المقاتلة من الجيل الخامس "35-F" ردا على صفقات التسليح الاستراتيجية التي وقعتها أنقرة وموسكو.
"صفقة الناتو"
لكن عددا من كبار النواب في الكونغرس يعبرون منذ قمة مدريد، عن رفض صفقة "إف 16"، ويربطون موافقتهم بإنهاء تركيا نزاعها الإقليمي مع جارتها اليونان حول جزيرة قبرص وجزر بحر إيجه وعبور المهاجرين وأنشطة تركيا في التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.
هذا الموقف يمكن أن يعرقل جهود تمرير الصفقة في الكونجرس، وهو بدوره ما يمكن أن يحرم تركيا من أحد المكاسب التي دفعتها للسماح بانضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو".
ويرى مراقبون أن تعطل صفقة المقاتلات في الكونغرس يمكن أن يحمل تداعيات سلبية على مسار انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو"، خاصة في ظل بعض العقبات في المسار الآخر، وهو تعاون الدولتين مع أنقرة في ملاحقة المتهمين بالإرهاب في تركيا.
وكشفت تقارير فنلندية وسويدية، عن لقاء يجمع ممثلي تركيا وفنلندا والسويد في فنلندا، يوم الجمعة المقبل، لمناقشة طلبات الانضمام إلى الناتو التي قدمتها الدولتين الواقعتين في شمال أوروبا.
ولم تكشف التقارير عن المكان المحدد للاجتماع أو جدول أعماله. لكن الغرض من الاجتماع هو بحث المضي قدما في تنفيذ الاتفاقية الثلاثية التي وقعتها فنلندا والسويد وتركيا في مدريد في يونيو/حزيران الماضي.
وأكدت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، في مقابلة مع محطة البث العامة السويدية "SVT"، اليوم الأربعاء، أن الاجتماع سيعقد يوم الجمعة.
وتابعت :"يتعلق الأمر بكيفية متابعة الاتفاق الذي وقعته تركيا والسويد وفنلندا في مدريد خلال قمة الناتو، وهو شرط أساسي لتركيا للموافقة على الطلبات المقدمة من السويد وفنلندا".
ويهدف الاجتماع لمناقشة تنفيذ شرط تركيا تعاون البلدين في تسليم المطلوبين أمنيا لتركيا والتوقف عن توفير دعم لمنظمات تصنفها تركيا "إرهابية"، وهو المسار الذي يشهد بعض العقبات، وفق تقارير صحفية.
والإثنين الماضي، قال أردوغان إن تركيا لن تدعم عضوية فنلندا والسويد في الناتو حتى يفي كلا البلدين بالتزاماتهما لمحاربة المنظمات الإرهابية.
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز