عملاء أردوغان لتسليم غولن.. مؤامرة يعريها القضاء الأمريكي
القضاء الأمريكي يكشف تفاصيل خلية تركية سرية في الولايات المتحدة، هدفها الضغط على واشنطن لتسليم غولن الذي يعتبره أردوغان عدوه اللدود
فضيحة جديدة عرّت الأجندات الخفية للحكومة التركية في الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال زرع المؤامرات لتعبيد الطريق نحو ملاحقة معارضيها، أو الحصول على دعم لتسلّمهم.
القضاء الأمريكي اتّهم شريكين سابقين لـ"مايكل فلين"، المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، بدعم جهود أنقرة للتوصل إلى تسليم تركيا الداعية فتح الله غولن، المقيم بالولايات المتحدة، والذي يعتبره الرئيس رجب طيب أردوغان عدوه اللدود.
واتهمت وزارة العدل كلا من بيجان رافيكيان، المعروف باسم بيجان كيان (66 عاما) ويقيم في ولاية كاليفورنيا، وكميل ايكيم البتيكين (41 عاما) التركي الهولندي المقيم في اسطنبول، بالعمل لحساب الحكومة التركية.
كما اتهمتهما أيضا بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بشأن هذه الخطة التي تعود إلى 2016.
ويفيد محضر الاتهام الذي تناولته تقارير إعلامية، الإثنين، أن الرجلين عملا لتتسلم مجموعة "فلين انتل غروب"، وهي مجموعة الترويج التي أسسها فلين ورافيكيان، بطريقة غير مباشرة، مبلغ 600 ألف دولار من الحكومة التركية، للتأثير سلبا على الجمهور وعلى مسؤولين سياسيين أمريكيين بشأن غولن.
ووفق المصادر نفسها، فإنه يبدو أنهما استخدما ذلك عبر شركة هولندية يقودها البتيكين.
وأُعدت هذه الخطة خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية المقامة في 2016، عندما كان مايكل فلين مستشارا للمرشح ترامب حول قضايا السياسة الخارجية والأمن.
ووفق وزارة العدل، فإن الهدف كان التوصل إلى إبعاد فتح الله غولن إلى تركيا، حيث يتهمه أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/ تموز 2016، فيما ينفي الداعية هذا الاتهام بشكل قاطع.
وتفيد محاضر الاتهام أن الاتفاق وافقت عليه أعلى المستويات في الحكومة التركية، موضحة أن البتيكين كان يطلع وزراء نافذين باستمرار على التطورات.
وجاء الاتهام عشية صدور الحكم بحق مايكل فلين الذي أجرى إيقافه العام الماضي، على خلفية صلته بمسؤولين روس وتركيا.
وفي 2017، اعترف فلين بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالي خصوصا بشأن حواراته مع السفير الروسي في الولايات المتحدة.
ونظرا لتعاونه مع القضاء، طلب المدعي الخاص المكلف بالتحقيق في تدخل روسيا في حملة 2016، روبرت مولر، إصدار حكم لا يتضمن السجن بحق فلين.
فلين وأنقرة.. علاقات قديمة
وكانت الصحف الأمريكية كتبت من قبل عن العلاقات بين مايكل فلين وتركيا.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جرنال" أن روبرت مولر مهتم باجتماع عقد في سبتمبر/ أيلول 2016 في نيويورك، بين فلين والبتيكين ورافيكيان، وكذلك مسؤولين كبار في الحكومة التركية بينهم وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
ويبدو أنهم ناقشوا إمكانية تنظيم مغادرة غولن الولايات المتحدة بموجب مذكرة تسليم رسمية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد، الشهر الماضي، أن تسليم غولن غير مطروح.
لكن وزير الخارجية التركي، صرح الأحد أن ترامب قال لأردوغان، خلال لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينوس آيرس، مطلع الشهر الجاري، أن البيت الأبيض يعمل بشأن تسليم فتح الله غولن.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز