وزارة العدل الألمانية ترفض تسليم قيادي بارز بحركة كولن لتركيا
وزارة العدل الاتحادية الألمانية رفضت اعتقال عادل أوكسوز وتسليمه إلى تركيا، فيما اتخذت الشرطة إجراءات إضافية لحمايته.
رفضت وزارة العدل الألمانية اعتقال عادل أكسوز، الذي يشار إليه باعتباره الرجل الثاني في حركة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية فتح الله كولن، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب في 2016.
وأفادت وسائل إعلام ألمانية بأن الشرطة اتخذت إجراءات إضافية لحماية أستاذ علم الأديان الذي تطالب أنقرة السلطات الألمانية بتسليمه، وقد كشفت وسائل إعلام تركية مؤخرا مكان إقامته داخل أحد المنازل بالعاصمة الألمانية برلين.
وقال مصدر بالشرطة لصحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية إنه تم نقل أكسوز إلى مكان آمن بعد أن انكشف مكان تواجده.
أما صحيفة "ديرتاجشبيجل" التي تصدر من برلين، قالت إن قوات الأمن "اتخذت تدابير تتعلق بحمايته".
وأضافت أن وزارة العدل الاتحادية الألمانية رفضت اعتقال عادل أوكسوز وتسليمه إلى تركيا، وأن السلطات الأمنية قامت بتحديد عنوان سكنه فقط.
واعتقلت السلطات التركية بموجب حالة الطوارئ التي أعلنت عقب محاولة الانقلاب، ولا تزال سارية حتى الآن، أكثر من 50 ألفا وفصلت أكثر من 150 ألفا آخرين من وظائفهم في مختلف أجهزة الدولة لاتهامهم بالتورط في المحاولة الانقلابية.
ويعيش في ألمانيا أكثر من 3 ملايين من المهاجرين الأتراك، كما تملك حركة كولن شبكة كبيرة تضم عشرات المدارس الخاصة والشركات والهيئات الإعلامية.
وكان مراسل وكالة الأناضول التركية للأنباء كشف الأسبوع الماضي عن أن "أكسوز"، 51 عاما، أقام لفترة من الوقت في شقة صغيرة بحي نيوكولن في برلين، تحت حماية أعضاء من حركة كولن.
وأثار هذا التصرف من مراسل الوكالة التركية تساؤلات حول مدى التزام الوكالة بإحدى أهم قواعد مهنة الصحافة حول العالم، والمتمثلة في "سلامة الضيف أو المصدر".
ونشرت قناة "الحرة" الأمريكية مقالا على موقعها الإلكتروني بعنوان "الأناضول.. وكالة إخبارية أم استخبارية"، قالت فيه إن "وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية فعلت هذا أكثر من مرة، معرضة حياة عدد من المعارضين الأتراك في المهجر للخطر".
ويواصل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتقال المعارضين والخصوم بحجج مختلفة أغلبها الاتصال بحركة كولن والاشتراك في انقلاب مزعوم.
واعتقلت الشرطة التركية السبت 19 شخصا على خلفية اشتباكات دامية اندلعت خلال زيارة لنائب من حزب أردوغان لبلدة كردية على الحدود مع سوريا في إطار حملة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
وذكرت الوكالة التركية الرسمية للأنباء أن 19 شخصا تم توقيفهم بينهم مرشح من حزب الشعوب الديموقراطي المقرب من الأكراد.
وطالب أردوغان الأسبوع الماضي بالإسراع في محاكمة خصمه الكردي صلاح الدين دميرتاش المسجون بتهمة "الإرهاب"، والمرشح للانتخابات المبكرة المقررة في 24 يونيو/حزيران الجاري.
وفرض أردوغان حالة الطوارئ بعد محاولة انقلاب مزعومة في يوليو/تموز 2016 راح ضحيتها 250 قتيلا، مددها للمرة السابعة، وأعلن أنه على استعداد لتمديدها حتى للمرة العاشرة.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فقد اعتقلت السلطات أكثر من 160 ألفا، وأقالت عددا مماثلا تقريبا من موظفي الحكومة، وقالت منظمات حقوقية إن أردوغان استغل محاولة الانقلاب ذريعة لسحق المعارضة.