لوفيجارو: خسارة أردوغان حتمية ما لم يتلاعب في الانتخابات
الصحيفة تتقصى سيناريوهات أردوغان في حال خسارته الأغلبية البرلمانية ودخوله جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية مع منافس معارض قوي؟
قبل نحو أسبوعين من الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة في تركيا، لا تزال أزمة السياسية في أنقرة تشغل حيزاً من الصحف الفرنسية، وأعدت صحيفة" لوفيجارو" الفرنسية ملفاً حول تلك الانتخابات، واستطلعت آراء أتراك ومحللين حول مستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وخلصت الصحيفة الفرنسية المرموقة إلى أن خسارة أردوغان حتمية بعد أن حاصرته أخطائه ونقاط ضعفه، معتبرة أن فوزه بالرئاسة ليس مضموناً، وبل ذهبت إلى حد اعتبار خسارة حزبه في الانتخابات التشريعية حتمية إلا إذا تلاعب في الانتخابات.
وتحت عنوان "هل يعقل أن يخسر أردوغان السلطة"، أشارت الصحيفة إلى أن "الرئيس التركي يبدو غير واثق من نتيجة هذه الانتخابات التي قد تشكل خطرا على مستقبله السياسي".
واعتبرت الصحيفة أن الانتخابات التشريعية تمثل أيضا خطرا على أردوغان، إذ لم يعد يستطيع الاعتماد عليها في الحصول على تأييد مطلق، كما كان يفعل خلال الـ16 عاماً الماضية، من خلال تقسيم المعارضة.
وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات تأتي هذه المرة بعد أن صاغت المعارضة تكتلا ضد الرئيس التركي، بعد رفع الحظر المفروض على تشكيل التكتلات الانتخابية.
وأوضحت الصحيفة أن "أردوغان يعاني من التوتر، منذ دعوته لانتخابات مبكرة"، مضيفة أنه خلال أسبوعين في 24 يونيو/حزيران المقبل، سيتحدد مصيره، بانتخاب الأتراك أعضاء البرلمان ثم الرئيس، إلا أن أردوغان لا يخفي مخاوفه.
وأشارت لوفيجارو إلى أن "خسارة أردوغان حتمية إذ رجحت فشله في تأمين الأغلبية البرلمانية، كما اعتبرت أن فوزه في الانتخابات الرئاسية ليس مضمونا"، مشيرة إلى أنه قد لا يفوز من الدورة الأولى، وسيواجه صعوبات في الحصول على أصوات في الجولة الثانية"، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة لصحيفة "جمهورييت" التركية.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي التركي أحمد اينسل، قوله إن "أردوغان يكرر أمام الحشود نفس خطاباته التهديدية التي اعتادت عليها الناس، وعلى الرغم من صراخه إلا أن كلماته أصبحت تفتقر إلى الحماس، في حين أن تهديداته لخصومه أصبحت أكثر ضراوة".
وأضاف اينسل أن خطاباته لم تعد تجذب أحداً حتى من أعضاء حزبه "العدالة والتنمية"، موضحًا أن أردوغان من أجل استرضاء حلفائه القوميين المتطرفين، فتح "صندوق بنادورا"، بحسب وصفه.
ولفت إلى أن سبب مخاوف أردوغان يفاقهما قرار السماح بتشكيل تكتل لأحزاب المعارضة في جبهة موحدة، كما عزاه أيضا لاستياء جزء من قاعدته الانتخابية من سياسته في القضية الكردية، وهو ما لم يكن يتوقعه.
من جانبه، قال مدير مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في جامعة "بهتشه تشهير" صفي الدين جيرزيل، إنه "كلما تتزايد مخاوف أردوغان كلما تزايدت أطماعه في فرض سيطرته، إذ دعا مواليه خلال مؤتمر انتخابي، قائلاً "نحن بحاجة إلى 300 نائب ما يمثل الاغلبية المطلقة في البرلمان، فيما أعلن في وقت لاحق "نحتاج إلى ثلاثة أرباع مقاعد الجمعية الوطنية التركية".
وتابع أن أردوغان "لديه مخاوف: بعدم إعادة انتخابه في الجولة الأولى 24 يونيو/حزيران حيث (ستكون الجولة الثانية في 8 يوليو/تموز)، والأمر الثاني، أن يفقد الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية التي ستقام في جولة واحدة.
وتساءلت الصحيفة ماذا سيفعل أردوغان في حال وقوع السيناريو "الكارثي" بخسارته في 24 يونيو/حزيران، وفقدانه الأغلبية المطلقة في البرلمان، ودخوله جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية مع منافس معارض قوي؟"، موضحة أن أمامه سيناريوهين متناقضين، أن يخشى الأتراك المؤيدين له خسارة رئيسهم والاحتشاد للفوز في الجولة الثانية، إما أن فقدانهم الأمل والتصويت لصالح منافسه"، أو أن يتلاعب بالنتيجة النهائية.
فيما نقلت الصحيفة عن أتراك في إسطنبول قولهم إذا أعيد انتخاب أردوغان فستكون نهاية البلاد.