اللاعبات التركيات.. نصر في طوكيو و"تنمر" بأنقرة
عادة ما يقابل أي نصر رياضي بالفرحة والتشجيع في بلاد المنتصر، لكن الأمر يختلف حين يتعلق الأمر بفريق نسائي بتركيا مع نظام رجب طيب أردوغان.
فلم تكد لاعبات فريق الكرة الطائرة التركي يحتفلن بنصرهنّ على نظيراتهنّ الصينيات في أول مباراة لهن بمنافسات الألعاب الأولمبية بطوكيو، حتى جاء التنغيص من أنقرة.
فقد هيأت الأجواء التي أشاعها حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ وصوله إلى السلطة، الأرضية لاضطهاد المرأة التركية، حسب الخبراء في الشأن الداخلي لهذا البلد.
الهجوم المضاد على اللاعبات التركيات تزعمه عالم دين معروف؛ فما إن نالت سيدات فريق الكرة الطائرة التركي عبارات إعجاب وامتنان البعض عندما تغلبن على الصين الأحد الماضي، حتى غرد الرجل عكس التيار.
وتبع رجل الدين التركي إحسان سنوجاك، عدد من القيادات، في توجهه؛ وانتقدوا اللاعبات التركيات، ووصفوهن بأنهن "مثال سيئ" للفتيات المسلمات.
وإمعانا في تقزيم هذا النصر استخدمت صحيفة "ميلي جيزيت" في تغطيتها للحدث الرياضي، صورة تظهر أصابع لاعبات الكرة الطائرة فقط بدلا من أجسادهن بالكامل.
وجاءت تغريدة سنوجاك مؤسس جمعية مركز البحوث العلمية والفكرية: "يا ابنة الإسلام! أنت سلطانة الدين والعفة والأخلاق والحياء واللياقة، لا الملعب.. أنت أملنا ودعواتنا! أنت ابنة أمهات يخجلن من إظهار أنوفهن".
وأطلقت التغريدة المثيرة للجدل العنان لموجة من الغضب في دوائر مناهضة لأفكار حزب العدالة والتنمية ومناصريه؛ انعكست في ردود لا حصر لها على "تويتر" ترفض بشكل قاطع رؤية التزمت ضد المرأة.
وجاءت تعليقات على التغريدة مثل: "إنهن لسن بنات الإسلام، إنهن فتيات ناجحات وحرائر في الجمهورية" و"إنها كرة طائرة، رياضة، الناس يبتعدون عن الإسلام بهذه التصريحات".
ومنذ أن تولى حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان السلطة في عام 2002، ازداد الاستقطاب في المجتمع التركي.
وبحسب تقرير لوكالة "إي في" الإسبانية، فإن الغضب ورفض الانتقادات تجاه لاعبات الكرة الطائرة من قبل البعض، ينظر إليه على أنه يعكس تطورا واعدا للعديد من النساء في تركيا.
ونقلت الوكالة نفسها قول الخبير السياسي دنيز بارلاك، للصحافة التركية إن موجة "الأسلمة" التي روج لها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان لم تحقق القبول الاجتماعي العام الذي أرادته الحكومة.
وتتفق يلدز أجاويد، عالمة الاجتماع ورئيسة الجمعية التركية لدراسات النوع والمرأة، مع هذا الرأي، وفق ما نقلت الوكالة الإسبانية.
وتقول أجاويد "إنه على الرغم من كل الجهود في السنوات الأخيرة، فإن الإسلاميين الراديكاليين ما زالوا أقلية هامشية، لم تتمكن من اكتساب أرضية اجتماعية أكبر".
وهزم منتخب تركيا للسيدات نظيره الصيني حامل اللقب في النسخة الماضية، بنتيجة 3-0 في المباراة الأولى من المجموعة الثانية لدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، لكنه تعرض لهزيمة على يد فريق الإيطاليات أمس الثلاثاء، وينتظر مباراته الثالثة غدا أمام الولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز