إغلاق سفارات غربية في تركيا.. أزمة مصطنعة أم تهديدات أمنية؟
ما بين التهديدات الأمنية واتهامات باصطناع أزمات، شبت أزمة جديدة بين تركيا ودول أوروبية.. فما الذي حدث؟
بداية القصة كانت الأسبوع الماضي، عندما أصدرت فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أخرى تحذيرات لمواطنيها من زيادة خطر الهجمات في تركيا، خاصة ضد البعثات الدبلوماسية ودور العبادة لديانات أخرى غير الإسلام، في أعقاب احتجاجات تضمنت حرق نسخ من المصحف في دول أوروبية.
وتبع ذلك إغلاق دول، من بينها ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا، البعثات الدبلوماسية مؤقتا في تركيا هذا الأسبوع، وبررت قرارها بالأسباب الأمنية.
إلا أن تركيا قالت، اليوم الجمعة، إن دولا غربية منها الولايات المتحدة وألمانيا لم تزودها بأي معلومات لدعم تأكيداتها بأن تهديدات أمنية دفعتها إلى إغلاق بعثاتها في البلاد.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "تلك الدول ربما تحاول تصوير تركيا على أنها بلد مضطرب عندما أغلقت مؤقتا السفارات والقنصليات وأصدرت تحذيرات من السفر في أعقاب وقائع حرق للمصحف في أوروبا".
واعتبر جاويش في تصريحات للصحفيين، اليوم، أن "إغلاق القنصليات دون مشاركة تفاصيل المعلومات مع الجانب التركي أمر متعمد".
وقال "إذا كانوا يريدون إعطاء الانطباع بأن تركيا دولة غير مستقرة وتواجه تهديدا إرهابيا فإن هذا التصرف لا يتماشى مع علاقاتنا الودية والقائمة على التحالف".
وقال جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، "يقولون إن هناك تهديدا إرهابيا.. لكن عندما نسأل عن مصدر المعلومات ومن هم المخططون لمثل هذه الهجمات لا يشاركون أي معلومات مع أجهزة المخابرات والأمن لدينا".
وزير الخارجية التركي أكد أن بلاده عززت بالفعل الإجراءات الأمنية حول السفارات والقنصليات الأجنبية بعد وقائع حرق المصحف، وقال "لكننا نرى أن بعض الدول التي لا علاقة لها بهذه الأحداث أغلقت أيضا قنصلياتها، لدينا معلومات بأن بعض الدول طلبت من دول أخرى إغلاق قنصلياتها".
وحذر من أن تركيا ستتخذ "بعض الخطوات الإضافية" (لم يكشف عنها) في حال أغلقت هذه الدول بعثاتها الدبلوماسية مرة أخرى، دون مشاركة المعلومات مع أنقرة.
واستدعت تركيا، أول أمس الأربعاء، سفراء 9 دول غربية لانتقاد القرار، فيما اعتبر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في تغريدة على تويتر إن تلك السفارات تشن "حربا نفسية جديدة" على بلاده.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الجمعة، إن تركيا استدعت سفيرها في أنقرة لإجراء محادثات بعد قيام برلين إغلاق قنصليتها في إسطنبول بسبب تهديد بشن هجمات إرهابية، موضحة أنه تم استدعاء السفير الألماني مع سفراء عدة دول أخرى.
وخلال الشهر الماضي، أحرق نشطاء من اليمين المتطرف نسخا من المصحف في السويد والدنمارك وهولندا مما دفع تركيا إلى تعليق مفاوضات تهدف لتغيير موقفها المعارض لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg جزيرة ام اند امز