داود أوغلو وأردوغان.. من سياسة "صفر مشكلات" لـ"أزمة بكل مكان"
ركيا أردوغان أظهرت طموحات توسعية ودعمت جماعة الإخوان الإرهابية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.
منذ انقلاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رفيقه أحمد داود أوغلو مهندس سياسة "صفر مشكلات" فقدت تركيا مكاسبها في الشرق الأوسط وباتت معزولة، بحسب تقرير لصحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية.
وقاد داود أوغلو الخارجية التركية بين عامي 2009 و2014 وفق سياسة خفض المشكلات لـ"صفر"، الأمر الذي أتاح لأنقرة علاقات قوية مع محيطها العربي.
وقالت الصحيفة اليونانية إنه بعد سنوات من التقارب مع الدول المجاورة في الشرق الأوسط، يبدو أن تركيا تفقد سمعتها التي كانت قد اكتسبتها سابقًا بسبب اتباعها السياسة الجديدة "مشاكل بكل مكان".
واستقال داود أغلو من حزب العدالة والتنمية احتجاجا على سياسات أردوغان وأسس حزبا معارضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا انتهجت "سياسة صفر مشاكل" من أجل التركيز على المصالح المشتركة بدلا من الخلافات، لكن لم يكن مثل هذا النهج سهل التطبيق بالنظر إلى العقبات التاريخية والذكريات الدموية، لكن كما دفع داوود أوغلو، لم يكن أمام تركيا خيارًا للمضي قدمًا حتى تغير النظرة القديمة التي تفيد بأنها محاطة بالأعداء.
ونجحت تركيا بالفعل في الفترة التي سبقت ثورات عام 2011 في تغيير صورتها بالعالم العربي، وتحسن الاقتصاد ووصل مستويات غير مسبوقة مع انفتاح الأسواق أمام الشركات والأعمال التجارية.
لكن مجددًا، منذ ثورات عام 2011، بدأت الأمور في التغيير مع إثارة التساؤلات حول جدوى العلاقات القوية مع تركيا، بالنظر إلى أنها أظهرت طموحاتها التوسعية؛ فقد دعمت جماعة الإخوان الإرهابية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.
كما دعمت تركيا أيضًا تطلعات إيران النووية، فضلًا عن التدخل العسكري التركي الخارج عن القانون في سوريا والعراق وليبيا، الذي يشكل مؤشرًا سافرًا على عدم احترامها لسيادة الدول، ودليلًا على رغبة أنقرة في استغلال موارد الدول المجاورة.
وقالت "جريك سيتي تايمز" إنه لكل هذه الأسباب، أصبح كثير من العرب متشككين في نوايا تركيا بالمنطقة، ولم تعد العوامل التي جذبت اهتمام العرب ذات مرة موجودة، حتى أن تركيا تفقد تصنيفها كدولة ديمقراطية وتتجه نحو الاستبداد.
ولا يمكن لأنقرة أن تتوقع من العرب واليونانيين غض الطرف عن تواصل أنشطة الخبيثة بالمنطقة، وفكرة أن تصبح تركيا هي من يقود العالم الإسلامي هي وهم آخر عفا عليه الزمن.