تركيا تتجه لإقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترا على حدود سوريا
أكدت تركيا، أنها لن تتساهل إزاء رؤية أي عنصر أو نشاط إرهابي على نطاق 30 كيلومترا من حدودها الجنوبية مع سوريا.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشليك، خلال تصريح صحفي، الإثنين، عقب اجتماع المجلس التنفيذي المركزي للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة.
- تركيا تعتزم استكمال "الحزام الأمني" على حدود سوريا
- تركيا تعلن مقتل 15 من "الكردستاني" شمالي سوريا والعراق
ووفق ما ذكره الموقع الإخباري الرسمي أوضح تشليك، أن "توقيت العملية العسكرية (المحتملة في سوريا) يندرج ضمن تخطيط القوات المسلحة التركية"، مضيفا: "يمكن أن نباغتهم في أي لحظة".
وكان الرئيس التركي أردوغان، قد أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الإثنين، أن "إنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية لبلاده بعمق 30 كم بات ضرورة ملحة".
وأوضح أردوغان أنه "لم يتسن إنشاء منطقة مطهرة من الإرهاب بعمق 30 كم على الحدود السورية".
والسبت، كان أردوغان قد أعلن أن بلاده تعتزم استكمال "الحزام الأمني" الذي تعمل على إقامته على طول حدودها مع سوريا في أسرع وقت ممكن.
وقال أردوغان في تصريحاته "بمشيئة الله سنستكمل الحزام الأمني البالغ عمقه 30 كيلومترًا والذي نعمل على إقامته خطوة بخطوة على طول حدودنا مع سوريا، في أسرع وقت ممكن"، لمواجهة عناصر حزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب محليًا.
والخميس، أكد مجلس الأمن القومي التركي، أن العمليات العسكرية الجارية حاليا على الحدود الجنوبية للبلاد والأخرى التي ستُنفذ، ضرورة للأمن القومي، وأنها لا تستهدف سيادة دول الجوار.
وأعلن الرئيس أردوغان عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة الإثنين الماضي: "سنبدأ قريبا باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كيلومترا على طول حدودنا الجنوبي".
العلاقات مع إسرائيل
وحول العلاقات التركية الإسرائيلية، قال متحدث الحزب الحاكم، تشليك، إن "هناك العديد من القضايا التي يجب مناقشتها، والعديد من المجالات للتعاون مع إسرائيل، من التجارة إلى مسالة غاز شرقي المتوسط".
وأضاف موضحًا أن "تركيا تدين بشدة محاولات بعض النواب الإسرائيليين الدخول إلى المسجد الأقصى مع مجموعة من المتعصبين، بالإضافة إلى أن أنقرة أظهرت موقفا واضحا حول مقتل الصحفية شيرين أبو عقيلة".
كما أكد أن "أنقرة ستواصل الحديث عن قضية العنف ضد الفلسطينيين، والاستيطان غير الشرعي، والحفاظ على مكانة المسجد الأقصى، وحل الدولتين".
والأحد الماضي، كان أردوغان قد أعلن عن محادثات مرتقبة بين بلاده وإسرائيل للتعاون في مجال الغاز الطبيعي.
وتطرق أردوغان في تصريحاته إلى الحديث عن فرص نقل الغاز من إسرائيل أو شرقي البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
وكشف أردوغان أن "سفن التنقيب والمسح السيزمي التركية الجديدة حددت بعض الأماكن في البحر الأبيض المتوسط في إطار عمليات البحث عن الطاقة"، لافتًا أن تلك السفن ستجري عمليات في الأماكن المحددة.
وبيّن أن "وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، سيجري محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين المعنيين، حول إمكانية اتخاذ خطوات للتعاون مع إسرائيل في ومجال الغاز الطبيعي"، دون ذكر تفاصيل عن موعد المحادثات.
وأضاف: "إذا نظرنا إلى المعلومات التي نقلها لنا وزير خارجيتنا (مولود جاويش أوغلو) حاليًا بشأن اتخاذ مثل هذه الخطوات، فهم (الإسرائيليون) يقولون إنهم مستعدون وسوف نواصل إجراءاتنا في هذا الإطار".
وذكر أن هذه الإجراءات ستكون بمثابة انتقال للعلاقات التركية-الإسرائيلية إلى مستوى إيجابي، معربًا عن أمله في تسريع استكمال التطورات على هذا النحو.
وفي 25 مايو/ أيار الجاري، أجرى جاويش أوغلو زيارة إلى القدس الغربية، التقى خلالها نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، وقال إن "الأجندة الإيجابية" يمكن أن تساعد البلدين في التعامل مع الخلافات بشكل بنّاء.