شبح "إليسو" التركي يؤرق العراق ويفاقم التوتر بين البلدين
وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد قال إن بلاده طلبت من تركيا إجراء مباحثات لضمان حصة العراق المائية وبحث تشغيل السد
طالب العراق مجددا بإجراء مباحثات مع الجانب التركي خشية تأثير سد إليسو الذي أقامته أنقره على نهر دجلة، على حصته من المياه، ما فاقم التوتر القائم بين البلدين على خلفية اعتداء تركي على شمال البلاد.
وقال وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد إن بلاده طلبت من تركيا إجراء مباحثات لضمان حصة العراق المائية وبحث تشغيل سد "إليسو" التركي.
وأوضح في تصريح لصحيفة "الصباح" الحكومية نشرته اليوم الثلاثاء أن "السد سيكون له تأثير سلبي كبير على نهر دجلة بعد اكتمال عملية الملء خلال المواسم المقبلة، إلا أنه لن يكون له تأثير خلال الوقت الحالي لوجود خزين مائي كبير من المياه".
وأشار الوزير العراقي إلى أن بلاده وضعت أولويات لتنفيذ بعض السدود لزيادة سعة تخزين المياه.
وأدى معدل الانخفاض الحالي في حصة العراق من المياه، إلى مخاوف من نقص كمية مياه نهر دجلة إلى نصف الكمية، بعد أن بدأت تركيا بتشغيل سد إليسو الذي انتهت من بنائه في يناير/كانون الثاني 2018.
وقبل عامين أدى نقص المياه في العراق إلى اتخاذ إجراءات مثل حظر زراعة الأرز، ودفع مزارعين لهجر أراضيهم. وشهدت مدينة البصرة احتجاجات استمرت شهوراً بسبب عدم وجود مياه صالحة للشرب.
و"إلسو" هو سد ميولي يقع على نهر دجلة ويشكل واحدا من 22 سدا تقع على طول الحدود مع العراق في ولايتي شيرناق وماردين التركيتين.
ويثير السد مخاوف الأتراك أنفسهم إذ من المتوقع إعادة توطين أكثر من 15 ألف شخص بسبب غرق قرى في الجنوب الذي تسكنه أغلبية كردية.
وفور استكمال ملء خزان السد الذي تبلغ مساحته 300 كيلومتر مربع، ستغرق بالكامل بلدة حسن كيف الأثرية التي كانت تسمى قديما "حصن كيفا".
وتشن تركيا عملية عسكرية واسعة على شمال العراق بزعم تقويض قدرات حزب العمال الكردستاني لكن مسؤولين عراقيين سابقين حذروا من تطور جيوسياسي خطير.
واستدعى العراق السفير التركي مرتين خلال الشهر الجاري لتسليمه احتجاجا شديد اللهجة على العمليات العسكرية التي سقط خلالها ضحايا مدنيين.