المعارضة التركية: أردوغان حول تركيا لـ"دولة عائلية"
واصلت المعارضة التركية هجومها على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب الأوضاع الاقتصادية، واستغلاله البلاد من أجل مصالح عائلته.
وانتقد زعيم المعارضة، كمال قليتشدار أوغلو، وقف "شباب تركيا" المعروف اختصارًا بـ"توغفا" (TÜGVA) التابع لنجم الدين بلال النجل الأكبر لأردوغان، معتبرًا إياه "دولة موازية داخل الدولة".
جاء ذلك في مقطع فيديو نشره قليتشدار أوغلو، رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتابعته "العين الإخبارية".
وقال زعيم المعارضة إن "الحكومة التركية ستتغير في القريب العاجل، والتحقيقات معهم ستبدأ عندما تتغير".
وفي حديثه إلى البيروقراطيين، قال زعيم المعارضة: "أود أن أخاطب الموظفين، أي البيروقراطيين، الذين يخدمون دولتنا في موضوع مهم، هناك شخص وعائلته حوّلوا الدولة التركية إلى دولة شخصية".
وتابع "هذا الشخص وعائلته لديهم بعض المسؤولين الحكوميين الذين يُجبرون على خدمتهم، ولقد شاهدنا عار شباب تركيا (توغفا)، معًا، عادت رائحة المجاري في كل مكان، فلقد حاول هذا الشخص وعائلته السيطرة على الدولة بهيكل مواز يتظاهرون به كأساس".
وزاد أن "مسامحة الظالمين قسوة على الفقراء، وملخص حديثي؛ هو أن الدولة التركية دخلت طريق عودتها إلى أن تكون دولة الشعب مرة أخرى، وأولئك الذين يحولون المؤسسات إلى إسطبلات لشخص وعائلته، بالطبع سيخضعون للمساءلة".
وشدد على أنه "ستتم إعادة ممتلكات الدولة التي تغطيها مؤسسات مثل (توغفا) إلى الخزانة، لا يزال لديكم فرصة لإخراج أنفسكم من هذه الفوضى، اغتنموا هذه الفرصة، واشهد يا شعبي العزيز".
وثائق مسربة
وخلال الأيام الأخيرة كشفت وثائق سرية مسربة عن قيام الرئيس أردوغان، بتأسيس "دولة موازية" داخل الدولة من خلال وقف لنجله نجم الدين بلال.
الوثائق كشف عنها عدد من الصحفيين، من بينهم متين جهان، وذلك على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس الماضي.
الوثائق أشارت إلى أن "الرئيس أردوغان أسس من خلال وقف نجله، دولة موازية داخل تركيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى رغم أنه من يتهم جميع خصومه بتشكيل كيانات موازية للدولة".
وأظهرت الوثائق التي سربها لوسائل الإعلام مسؤول سابق في الوقف أن "الوقف هو من يقوم بتحديد الأسماء والوظائف العامة التي ستسند إليهم، بدلا من اتباع طرق التوظيف العام المعروفة".
وتضمنت تلك الوثائق مستندات تضم آلاف الأسماء ممن ينتمون إلى الحزب الحاكم والوظائف التي سيتقلدونها في أجهزة الدولة وهيئاتها، في مقدمتها الجيش والأمن والقضاء، دون الخضوع لامتحانات التوظيف العام.
ووفقا للوثائق، فإن "وقف توغفا وظف مئات الأشخاص في الجيش والشرطة والمؤسسات العامة الأخرى دون الخضوع لامتحانات التوظيف، كما أنه احتفظ بسجلات عن هؤلاء الناس".
الوقف زعم في تصريحاته الأولية أن جميع الوثائق المسربة إلى الصحافة مزورة، وتستهدف الإساءة بسمعة وأنشطة الوقف الخيرية، غير أنه اعترف ضمنا بصحة الوثائق عندما قال بوقت لاحق إنه تم تسريبها إلى الإعلام من داخل الوقف بشكل سري.
من جانبه، قال الصحفي التركي المعروف إسماعيل صايماز، في تصريحات تلفزيونية، إن مصادر مطلعة في حزب العدالة والتنمية الحاكم نفسه أكدت له صحة الوثائق.
وأشار صايماز إلى أن هذه الوثائق لم تصل إلى الصحفي متين جيهان فقط، وإنما وصلت إلى صحفيين آخرين أيضا، مؤكدا أن تفاصيل جديدة ستنكشف في الأيام القادمة ستضع الحكومة في موقف حرج للغاية.
أموال أوقاف أنصار أردوغان
في وقت سابق كشف التقرير السنوي لرئاسة الشؤون الاستراتيجية والميزانية برئاسة الجمهورية التركية، عن تحويل مبالغ هائلة من خزانة الدولة إلى أوقاف وجمعيات أهلية يسيطر عليها مقربون من الرئيس أردوغان، وعلى رأسهم نجله.
وذكر التقرير أن تحويل هذه المبالغ الهائلة إلى الجمعيات بهدف مساعدتها، دون أن يذكر أي تفاصيل حول أسماء الأوقاف والجمعيات التي حصلت على مساعدات مادية، من خزانة الدولة أو المجالات التي تعمل بها.
وعند توليه رئاسة بلدية إسطنبول عام 2019، كشف المعارض التركي، أكرم إمام أوغلو، عن أن الإدارة السابقة للبلدية التابعة للنظام الحاكم أنفقت 357 مليون ليرة (61 مليون دولار) على 6 أوقاف تابعة للعدالة والتنمية وهي مؤسسة الأنصار، ووقف "خدمة الشباب والتعليم" التركي (TÜRGEV)، ووقف "عزيز محمود خدائي"، ومؤسسة شباب تركيا (توغفا)، ووقف دار الفنون إلهيات، ووقف هوجا أحمد يسوي.
ووفق قائمة أعلنت عنها إدارة إمام أوغلو، جاءت مؤسسة "TÜRGEV" التي أسسها أردوغان نفسه عام 1996، وتتولى رئاسة المجلس التنفيذي الخاص بها في الوقت الحالي ابنته إسراء، على رأس المؤسسات التي حصلت على تمويل من البلدية بإجمالي 232.3 مليون ليرة.
وبـ 76.5 مليون ليرة جاءت في المرتبة الثانية مؤسسة "توغفا" التي تضم في صفوفها بلال، نجل أردوغان، ويشغل منصبا استشاريا رفيعا في مجلس إدارتها.
وبعد ذلك يأتي وقف أنصار بـ30.5 مليون ليرة، ثم وقف عزيز محمود خدائي بـ11.1 مليون ليرة، ثم وقف هوجا أحمد يسوي بـ4.2 مليون، ومن بعده تأتي مؤسسة دار الفنون إلهيات بـ2.4 مليون ليرة.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg
جزيرة ام اند امز