تمزيق علم تركيا "الملطخ بالدماء" داخل البرلمان الأوروبي
النائب السابق بحزب "الشفق الذهبي" اليميني اليوناني يقول إن العلم التركي ملطخ بالدم، والشيء الوحيد الذي يجب القيام به طرد الأتراك
شهدت جلسة البرلمان الأوروبي التي انعقدت، الخميس، قيام النائب اليوناني المستقل يوانيس لاغوس، بتمزيق ورقة طبع عليها علم تركيا، بعد توجيه انتقادات لنظام الرئيس أردوغان، بحسب وسائل إعلام.
الأمر الذي رفضته تركيا، واصفة إياه بـ"العنصرية التي تشعل التوتر مع بروكسل".
- محتجون يرفعون علم تركيا فوق قنصلية هولندا بإسطنبول
- تقارير أوروبية: اتفاق اللاجئين مع تركيا على شفا الانهيار
وخلال الجلسة التي ناقشت حالة المهاجرين في الجزر اليونانية، قال النائب لاغوس مخاطبًا البرلمان الأوروبي "لا تحرصون إلا على عدم إزعاج تركيا، التي أغرقتنا بعدد لا حصر له من المهاجرين".
وتابع لاغوس النائب السابق بحزب "الشفق الذهبي" اليميني اليوناني "العلم التركي ملطخ بالدم، الشيء الوحيد الذي يجب القيام به هو أن نقول اخرجوا أيها الأتراك".
وأضاف: "لا نسمع أحد هنا في الجلسة يتحدث عن أوضاع اليونانيين، الجميع لا حديث لهم إلا عن المهاجرين، فأين أنتم من حقوق اليونانيين؟".
وأشار إلى أن "70% من اليونانيين يعانون من الهجرة غير الشرعية، ويتعرضون لهجمات، وتركيا المتسببة الأكبر، وهذا هو علمها الذي لا يستحق سوى التمزيق والإلقاء به على الأرض".
في المقابل عبرت تركيا عن رفضا الشديد، واصفة ما قام به النائب اليوناني بـ"العنصرية التي تشعل التوتر بين أنقرة وبروكسل".
الاستنكار التركي جاء على لسان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، طالب فيها الاتحاد الأوروبي بـ"اتخاذ ما هو مناسب إزاء هذا المهرج".
ورقة المهاجرين
وخلال الأشهر الماضية هدد الرئيس أردوغان أوروبا بفتح حدود بلاده أمام المهاجرين لأوروبا، في حال لم يحصل من الاتحاد على الدعم خصوصا فيما يتعلق بحركاته في شمال سوريا.
ويُعد أردوغان ورقة اللاجئين فرصة مكنته بعض الوقت من الضغط على أوروبا، للحصول على مساعدات مالية، عبر إبرام اتفاق في مارس/آذار 2016، لوقف عبور المهاجرين مقابل مساعدات مالية كبيرة، بلغت 5,6 مليار يورو من أصل 6 مليارات.
ووظف أردوغان ورقة اللاجئين من أجل تقليص الانتقادات الأوروبية لأنقرة، بفعل توجه السلطة نحو تكريس الممارسات السلطوية، والانخراط السلبي في أزمات الإقليم.
ويوم 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حذّر الاتحاد الأوروبي نظام أردوغان من استخدام اللاجئين الموجودين في بلاده كورقة للابتزاز، مشددة على أن هذا السلوك "أمر مرفوض".
جاء التحذير على لسان، دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، ردًا على قيام أردوغان قبلها بيوم بتهديد أوروبا بفتح الأبواب أمام اللاجئين؛ على خلفية رفض دول الاتحاد العدوان التركي على الشمال السوري.
وقال تاسك، في تصريحات أدلى بها على هامش زيارته لجزيرة قبرص، "تحويل مسألة اللاجئين في تركيا إلى أشبه ما يكون بالسلاح لابتزاز أوروبا أمر مرفوض مطلقًا وغير مقبول تمامًا".
والواقع أن أزمة اللاجئين عادت لتثير قلق أوروبا بعد تراجع سيطرة أنقرة على حدودها وتزايد أعداد اللاجئين المتدفقين من تركيا باتجاه الجزر اليونانية بشكل كبير، بينما لا تفي الحكومة التركية بالتزاماتها بموجب اتفاق اللاجئين.
وكشفت تقارير دولية، الجمعة الماضية، عن أن تركيا ترسل قسرا لاجئين سوريين إلى منطقة سورية بالقرب من الحدود، حيث تزعم إقامة "منطقة آمنة" رغم أن الصراع هناك لم ينته بعد.
وقالت منظمة العفو الدولية، في تقرير نُشر الجمعة، إن اللاجئين الذين تحدثت إليهم اشتكوا من تهديدهم أو إجبارهم من قبل الشرطة التركية على التوقيع على وثائق تفيد بأنهم سيعودون بمحض إرادتهم إلى سوريا.
ويوجد في تركيا نحو 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب الأهلية السورية، ولكن مع تنامي الاستياء العام تجاههم تأمل أنقرة في إعادة توطين ما يصل إلى مليوني شخص في المنطقة الآمنة المزمعة إقامتها في شمال شرقي سوريا.