وثائق تكشف علاقة الاستخبارات التركية بالإرهابي "أبو بنات"
الاستخبارات التركية تعاونت لفترة طويلة مع عنصر إرهابي مسؤول عن قتل راهبين وذبح العديد من الأبرياء في سوريا
كشف موقع "نورديك مونيتور – Nordic Monitor" السويدي أن الاستخبارات التركية "إم آي تي" تعاونت لفترة طويلة مع عنصر إرهابي مسؤول عن قتل راهبين وذبح العديد من الأبرياء في سوريا، الأمر الذي ساعده في الحصول على عقوبة مخففة عقب اعتقاله من قبل الشرطة التركية بعد هروبه من سوريا.
وقال الموقع إن محمد محمد زاكيروفيتش عبد الرحمانوف، المعروف باسم "أبو بنات" هو مواطن روسي سافر إلى سوريا عبر تركيا في عام 2012 للانضمام إلى الإرهابيين، وشكّل جماعة "أبو بنات" الإرهابية هناك، والتي أصبحت جزءاً من تنظيم داعش في وقت لاحق، وخلال شهادته أمام المحكمة، تحدث "أبو بنات" عن تعاونه مع المخابرات التركية في سوريا، وتلقيه الأموال، والأسلحة، والسيارات منها.
ويُعتقد أن "أبو بنات" قتل اثنين من رجال الدين المسيحي في سوريا في أبريل/نيسان 2013، حسبما ذكر "نورديك مونيتور".
وأدرجت الولايات المتحدة الإرهابي الروسي على قائمة "الإرهابيين العالميين المحددين بشكل خاص" في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2015، كما أدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وعلى الرغم من الأدلة الموثوقة التي أظهرت تورطه في جرائم قتل مُروعة، لم يحاكم "أبو بنات" بتهم القتل، وبدلاً من ذلك، حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية فقط، وأمضى ستة أشهر في السجن قيد الاستئناف.
وأوضح الموقع السويدي أن "أبو بنات" ألقي القبض عليه في 20 يونيو/حزيران 2013، في بلدة تابعة لمدينة قونية التركية خلال عملية تفتيش روتينية على سيارة تحمل لوحة ترخيص "06 BF 9649"، وكان معه أربعة أشخاص داخل السيارة؛ بينهم تركيان، وروسي يدعى أحمد رمضانوف، وسوري.
وأحالت الشرطة المواطنين الأجانب إلى دائرة الأجانب في إدارة الشرطة المحلية في قونية، وأطلقت سراح التركيين بعد الاستجواب.
وعل الرغم من إدارج اسميهما على قائمة الممنوعين من دخول البلاد، قدم "أبو بنات" ورمضانوف طلب لجوء بموجب الحماية الدولية للاجئين، قبل أن يُطلق سراح الاثنين ويتوجها إلى إسطنبول.
ولفت الموقع إلى أن الشرطة التركية لم تعرف في هذا الوقت أن "أبو بنات" متورط في قتل المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، اللذين اختطفا في سوريا في 22 أبريل/نيسان 2013، وعندما بثت قناة الجزيرة القطرية فيديو مروعا في 28 يونيو/حزيران 2013 يظهر عملية ذبح المطرانين، أدركت الشرطة التركية أن الرجل الذي ظهر في الفيديو يشبه "أبو بنات"، ليتم اعتقاله مرة أخرى في إسطنبول في 4 يوليو/تموز 2014.
وخلال استجوابه، اعترف "أبو بنات" بأنه الرجل الذي ظهر في فيديو الذبح، وأنه كان يحصل على وحدات الاتصال اللاسلكية من رجل يعمل في المخابرات التركية يدعى أبوجعفر.
وفي 6 أغسطس/آب 2013، قالت الخارجية التركية إن جريمة قتل المطرانين تعد شأناً داخلياً لسوريا، وهو ما يتناقض مع موقف وزير الخارجية آنذاك، أحمد داوود أوغلو، عندما زار مطران سرياني في إسطنبول يدعى يوسف تشيتن في 19 يوليو/تموز 2013، وقال له إن هذه الأنواع من الأفعال بحق رجال الدين تعد جرائم ضد الإنسانية..
ولكن بعد أسبوعين من هذه الزيارة، رفضت الخارجية التركية التحقيق في اتهام "أبو بنات" بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقال داوود أوغلو إن "أبو بنات" لا علاقة له بقتل المطرانين. وفي 26 أغسطس/آب 2013، قال وزير العدل إن تركيا لم تتكبد أي أضرار من قتل المطرانين في سوريا، ورفضت طلب المدعي العام بتوجيه تهم إضافية.
وقال "نورديك مونيتور" الدافع وراء هذا الرفض هو خوف تركيا من كشف معلومات سرية حول أردوغان وجهاز استخباراته الذي تعاون مع "أشخاص بغيضة مثله لسنوات".
وأضاف أن "أبو بنات" استخدم أوراقه جيداً خلال محاكمته، وأن الحكومة التركية أدركت الرسالة وهرعت إلى عقد صفقة معه، ليتراجع "أبو بنات" عن تصريحاته السابقة وينفي ظهوره في فيديو الذبح، وقال إنه كان يقاتل ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، وأن الاستخبارات التركية لم تكن ستساعده في حالة قتل المطرانين.
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA==
جزيرة ام اند امز