المعارضة التركية عن قناة إسطنبول المائية: "مشروع كارثي"
مشروع قناة إسطنبول يمثل كارثة كبيرة بالنسبة لتركيا، فهو لعبة خططت لها أمريكا ضد اتفاقية مونترو الخاصة بالمضايق في البحر الأسود
جدد حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، معارضته الشديدة لمشروع "قناة إسطنبول" المائية الذي يسعى نظام الرئيس رجب طيب أردوغان لتنفيذه، رغم الرفض الشديد لجميع أطياف المجتمع، ورغم مخاطره البيئة الكبيرة على إسطنبول.
وعقد سيد طورون، نائب رئيس الشعب الجمهوري، الأربعاء، مؤتمرا صحفيا بمقر حزبه في أنقرة، سلط خلاله الضوء على المشروع الذي وصفه بـ"الكارثي"، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة.
وقال طورون، في تصريحاته، "مشروع قناة إسطنبول يمثل كارثة كبيرة بالنسبة لتركيا، فهو لعبة خططت لها أمريكا ضد اتفاقية مونترو الخاصة بالمضايق في البحر الأسود. فهل تشق قناة إسطنبول من أجل فتح الطريق أمام السفن العسكرية والقوات المسلحة الأمريكية؟".
وشدد المعارض التركي على وجود مخاطر بيئية "جسيمة" للمشروع، معربا عن استنكاره تصريحات أدلى دولت باهجه لي، زعيم حزب الحركة القومية المتحالف مع العدالة والتنمية الحاكم، التي اعتبر فيها كل من يعارض مشروع القناة "غير وطني".
وتابع طورون قائلا: "هناك مقاطع فيديو منتشرة لباهجة لي وهو يتحدث من قبل بشأن المشروع ويقول إنه مشروع ريعي، بل انتقد نظام أردوغان لتفكيره في هذا المشروع وعدم التفاته إلى هموم المواطنين".
وأضاف قائلا: "يبدو من ذلك أن الرجل تغير فكره فجأة بعد التحالف مع العدالة والتنمية"، متابعا: "تركيا ليست بحاجة إلى استثمار من هذا النوع، لأنه لن يجدي بأي شيء، بل مخاطره البيئة كبيرة وكارثية على إسطنبول".
وأكد أن النظام الحاكم يخطط وينفذ المشاريع دون الرجوع إلى أهل الاختصاص، مضيفا: "وفي هذا المشروع كان من الأولى استشارة البيئيين والمتخصصين الذين يحذرون جميعا من الإقدام على شق القناة".
وفي السياق ذاته شدد على أن رفضهم مشروع القناة لا يعني رفضهم الاستثمار، متابعا: "هذا ليس مشروعا استثماريا كما قلت، بل كارثة بكل المقاييس من الناحية البيئية".
وتتواصل في تركيا ردود الأفعال الرافضة لإنشاء قناة إسطنبول المائية خلال الفترة الماضية، في ظل إصرار من أردوغان على تنفيذ المشروع.
وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترا، بموازاة مضيق البوسفور. وكان قد أعلن عنه أردوغان عام 2011 حينما كان رئيسا للوزراء.
وأبرز منتقدي المشروع اتحاد الغرف التركية للمهندسين، الذي شكك في الحاجة لحفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول يعود تاريخه إلى 8500 عام وسيتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق.
كما ينتقد حماة البيئة الأتراك كذلك المشروع، ويرون أنه سيؤثر بشكل كبير على التركيبة المعقدة للنظم المائية التركية.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز