انهيار الليرة يضغط على أسواق تركيا.. التجار يخرجون عن صمتهم
دفع التراجع المتواصل لقيمة الليرة التركية، الإثنين، التجار لمطالبة الرئيس رجب طيب أردوغان بإعادة النظر في سياسته النقدية.
وهوت الليرة في وقت سابق اليوم أكثر من 11 بالمئة إلى مستوى قياسي بلغ 18.4 ليرة مقابل الدولار، قبل أن ترتفع بقوة عقب تصريحات أردوغان ليجري تداولها عند 13.75 مقابل العملة الأمريكية.
ويتوخى التجار عادة الحذر في الانتقاد علانية حول سياسات الحكومة التركية الاقتصادية.
وإزاء تصميم أردوغان على مواصلة الدعوة إلى خفض أسعار الفائدة، دعته جمعية رجال الأعمال الأتراك التي تمثل حوالي 85%، من شركات التصدير إلى تصحيح السياسة النقدية التي تدفع الاقتصاد والبلد نحو الهاوية.
وتراجعت الليرة التركية مجدداً الإثنين، إذ فقدت أكثر من 8.5% من قيمتها مقابل الدولار، مما دفع السلطات إلى تعليق التداول في البورصة عصرا بشكل مؤقت، وذلك للمرة الثانية منذ الجمعة الماضية، حسب وكالة فرانس برس.
وتواصل الليرة التركية تراجعها إلى مستويات قياسية، وبلغ سعر الصرف 18 ليرة للدولار، لتخسر أكثر من 45% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني.
ويأتي التراجع الجديد للعملة المحلية غداة تصريحات للرئيس التركي مساء الأحد، أكد فيها أنه لن يرفع أسعار الفائدة من أجل تثبيت سعر الصرف.
وعزا أردوغان قراره إلى تعاليم الإسلام الذي يحرم الربا، وقال "كمسلم.. سأفعل ما يأمرني به ديننا"، و"إن شاء الله سينخفض التضخم في أسرع وقت ممكن".
وبذلك يكون أردوغان قد ردّ على جمعية رجال الأعمال الأتراك التي ناشدته في نهاية الأسبوع الماضي التحرك لمواجهة الأزمة.
وكتبت جمعية المصدرين الأتراك، في بيان نُشر على الإنترنت: "أن الخيارات السياسية التي تم تنفيذها لم تخلق صعوبات جديدة لعالم الأعمال فحسب، بل لمواطنينا كذلك".
وأشارت مجدداً إلى "تحذيراتها من مخاطر حدوث انخفاض كبير في قيمة الليرة، والتضخم المتسارع، والضغط على الاستثمارات، والنمو، والتوظيف، وإفقار بلادنا".
وأضافت "وبالنظر إلى ذلك، لا بد من تقييم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد، والعودة إلى المبادئ الاقتصادية التي تم وضعها في إطار اقتصاد السوق".
ورداً على هذه الدعوة، قام أردوغان بتسجيل الفيديو الذي تم بثه مساء الأحد، وقال فيه "إنهم يشتكون من خفض سعر الفائدة.. لكن لا تنتظروا مني شيئًا آخر".
وفيما يضغط الرئيس التركي، على البنك المركزي الذي أقال 3 من حكامه منذ 2019 لخفض معدل فائدته، البالغ حالياً 14%، وصل معدل التضخم السنوي إلى 21%، وقد يبلغ 30% في الأشهر المقبلة، وفقا لخبراء الاقتصاد.
لكن المعارضة تتهم مكتب الإحصاء الوطني بتعمد التقليل إلى حد كبير من زيادة الأسعار، حيث شهدت أسعار السلع الأساسية مثل زيت عباد الشمس ارتفاعاً بنسبة 50% خلال عام.
ويسعى الأتراك إلى استبدال عملتهم المحلية بالدولار والذهب، حفاظا على قدرتهم الشرائية.
وأشارت منظمة رجال الأعمال إلى ذلك مستنكرة "فقدان الثقة والبيئة غير المستقرة"، مؤكدة أن "الطلب الهائل على العملات الأجنبية يعرقل سائر التوازنات الاقتصادية".
وتم تداول صور على نطاق واسع، والتعليق عليها مؤخراً في تركيا، تظهر طوابير طويلة أمام مستودعات الخبز المدعومة من قبل بلديات المعارضة، في أنقرة وإسطنبول بشكل خاص، حيث يباع الخبز بنصف سعر السوق.
في هذا السياق، رفع الرئيس الخميس الماضي الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، إلى 4250 ليرة (240 يورو) اعتبارا من العام المقبل.
واتخذ الرئيس التركي اليوم الإثنين سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى منع المزيد من الدولرة والتي تشجع على الادخار بالليرة، كما كرر دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة رغم انخفاض الليرة إلى مستويات قياسية.
وقال أردوغان بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن الإجراءات ستضمن ألا يضطر المواطنون لتحويل ما لديهم بالليرة إلى عملة أجنبية، بينما سيتم تطبيق إجراءات أخرى لمساعدة المصدرين ومن يحصلون على معاشات التقاعد.
وخسرت الليرة التركية أكثر من 57% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية يناير/كانون الثاني الماضي، وقد أدى هذا الانهيار إلى ارتفاع غير محتمل في الأسعار، في ظل اعتماد تركيا بشكل كبير على الواردات، خصوصا بالنسبة للمواد الأولية والطاقة.
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg جزيرة ام اند امز