حقوقية تركية: أردوغان يهرب من أزماته الداخلية بالعدوان على سوريا
رئيسة فرع جمعية حقوق الإنسان في إسطنبول تؤكد أن هذا العدوان سيقضي على مستقبل تركيا، وستكون تداعياته سلبية في جميع المجالات.
أعربت رئيسة فرع جمعية حقوق الإنسان في مدينة إسطنبول التركية غُلْسَرَن يولَرِي، عن إدانتها للعدوان التركي على شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان لجأ للحرب من أجل التستر على أزمتين سياسية واقتصادية يواجههما بالداخل.
جاء ذلك على لسان رئيسة فرع الجمعية، في بيان صادر عنها الأحد، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة.
وأوضحت يولري أن "للحروب تداعياتها المدمرة على المجتمعات، فضلا عن انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان"، مضيفة: "وهذا بالطبع سيحدث خلال الحرب التي شنتها تركيا شمال شرقي سوريا".
وتابعت قائلة: "لقد زادت الأزمات السياسية والاقتصادية في عهد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، فضلا عن انتهاكات حقوق الإنسان، والقمع بشكل أدى لانزعاج جميع أطياف المجتمع من هذا المسار".
ولفتت إلى أنه "حينما زادت هذه الأزمات، ولا سيما الاقتصادية منها، حيث ارتفعت معدلات البطالة، وزادت الأسعار، وجدنا العدالة والتنمية بادر مسرعا بإشهار بطاقة الحرب ليسكت الرأي العام الداخلي، ويتستر على تلك الأزمات، كعادته دائما في التهرب من تحمل المسؤوليات".
كما ذكرت أن هذا العدوان "محاولة بائسة من النظام الحاكم لإظهار وجوده بعد أن خفت نجمه على المستويين الداخلي والخارجي، أي أنه لجأ للحرب ليحمي وجوده، وليتجاوز ما يواجهه من أزمات على مختلف الأصعدة".
وبينت أن "نظام أردوغان لا تعنيه هموم البشر، أي أنه لم يدخل هذه الحرب لتألمه حيال أوضاع الناس، وإنما كما قلت هذا التحرك جاء من ذلك النظام ليحمي نفسه فقط لا غير".
يولري شددت كذلك على أن "هذه الحرب ستكون لها تداعياتها السلبية على تركيا في جميع المجالات، الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والزراعية، فهذا العدوان سيقضي على مستقبل تركيا، وليس العكس".
وأفادت بأنه "لا يمكن أن يقال كلام جميل بحق الحروب التي تقتل البشر، وتدمر البيوت، وتقضي على الأخضر واليابس، وليس هناك فائز وخاسر في الحرب، فالكل خاسر بلا استثناء".
وتواصل القوات التركية عدوانها العسكري، الذي بدأته الأربعاء الماضي، على الشمال السوري، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل العدوان التركي الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات بتنديد عربي ودولي واسع، فيما لوحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على نظام رجب طيب أردوغان.
وأعلنت الإدارة الكردية في شمال سوريا، في وقت سابق السبت، نزوح ما يقرب من 200 ألف شخص بسبب الهجوم التركي الذي يستهدف قرى ومدن المنطقة.