كاتب تركي: أردوغان يتجه لإنشاء قوة عسكرية خاصة به
سبق أن أصدر أردوغان في 28 يوليو/تموز الماضي، قرارًا بإحالة قادة عسكريين في قوات الدرك وخفر السواحل، للتقاعد، وتعيين وترقية آخرين.
كشف الصحفي التركي المعارض، أحمد نسين، عن أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعطى أوامره لقائد الجيش الثاني، الفريق زكائي آق صقاللي، الذي أحيل إلى التقاعد خلال يوليو/تموز الماضي، بتشكيل وحدة عسكرية من القوات الخاصة تحت قيادته مباشرة.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الكاتب نسين في مقالة بعنوان "هل تمت ترقية زكائي آق صقاللي إلى جيش أردوغان؟"، والذي نشره، اليوم الإثنين، الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك".
وقال الكاتب في مقاله: "طُلب من زكائي آق صقاللي أن ينشئ وحدة قوات خاصة تحت قيادة أردوغان، ولا توجد حتى الآن معلومات عن العدد داخل تلك الوحدة".
وتابع قائلا: "حتى تلك اللحظة غير معلوم إن كانت تلك الوحدة تابعة للشركة الحربية (سادات) المملوكة لعدنان طانري فَرْدي أحد المستشارين السابقين لأردوغان، أم أن أردوغان سيؤسس بها قوات مسلحة منفصلة؟".
ولفت نسين إلى أن "خطوة إحالة 600 عقيد تركي إلى التقاعد في نفس الوقت، خطيرة للغاية، ولها علاقة بالقوات التي سينشئها آق صقاللي".
وأوضح أن "إنشاء تلك الوحدة سيتطلب من آق صقاللي ضباطًا وقادة.. فكيف سيوفر ذلك؟ لنتذكر أنه لأول مرة في تاريخ تركيا تتم إحالة 600 عقيد للتقاعد مرة واحدة".
واستطرد متسائلًا "هل يبني أردوغان جيشه الخاص بخلاف الجيش التركي؟ هل ستكون تلك الوحدات الجديدة من المرتزقة التابعين لـ(صادات)، أم أنه سيتم تكوين قوات أردوغان المسلحة التي ستكون منفصلة عن القوات المسلحة التركية؟".
وأردف موضحًا أن "المعلومات التي وصلت لي بخصوص هذا الموضوع، بالتأكيد تنامت إلى وزير الدفاع (التركي) خلوصي آكار، ومن ثم سأنتظر لأرى إن كان سيدلي بتصريح حول هذا الأمر أم لا، لكن يا ترى هل سيدافع عن الأمر أم سينفيه؟".
تصفية قادة الجيش التركي
سبق أن أصدر الرئيس التركي، في 28 يوليو/تموز الماضي، قرارًا بإحالة قادة عسكريين في قوات الدرك وخفر السواحل، للتقاعد، وتعيين وترقية آخرين.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، فقد نشرت الجريدة الرسمية، آنذاك ، قرارات رئاسية تضمنت تعيينات وترقيات وإحالة للتقاعد بقيادة قوات الدرك وقيادة قوات خفر السواحل.
ووفق المصدر تضمنت القرارات إحالة 4 لواءات و24 عقيدا للتقاعد، وتعيين قيادات جديدة لقوات الدرك في 28 مدينة تركية.
كما تم تعيين رئيس الرقابة والتقييم، اللواء خالص ظفر كوتش، نائبا لقائد قوات الدرك وتعيين رئيس الطواقم بقوات خفر السواحل، اللواء جنكيز أونفر نائبا لقائد قوات خفر السواحل.
وتم إجراء تغييرات في المناصب، حيث شغل رئيس أكاديمية خفر السواحل، اللواء حسين كورت أوغلو، قيادة فيلق الأمن العام بمدينة "وان"، ونقل قائد قوات الدرك بمدينة دنيزلي، متين دوز، لقيادة قوات الدرك بمدينة شانلي أورفة برتبة جنرال.
كما تم ترقية 6 لواءات لرتبة عميد، وترقية عميد لرتبة فريق، وإحالة 4 جنرالات و24 لواءً للتقاعد وتعيين 22 جنرالا بمناصب جديدة.
وتضمنت التعيينات التي شهدتها قيادة قوات الدرك في 35 مدينة، تعيين 28 لواء و7 جنرالات.
وجاءت تلك الإقالات والتعيينات بعد أيام من اجتماع ترأسه أردوغان لمجلس الشورى العسكري الأعلى التركي، وتمخض عنه قرارات أطاحت بعدد من قادة الجيش.
وخلال الاجتماع قرر أردوغان الإطاحة بـ30 جنرالا وأميرالا من قيادات الجيش، وترقية أتباعه بدلًا عنهم.
وقرر أردوغان ترقية 17 جنرالا وأميرالا، و51 عقيدًا عامًا للرتبة الأعلى، ليصل عدد الجنرالات والأميرالات إلى 247 قياديًا بدلًا من 226.
وأسفر الاجتماع عن تمديد فترة عمل 35 جنرالًا وأميرالا لمدة عام، ومدّ فترة عمل 294 عقيدًا إلى عامين، وفي ضوء ذلك، بلغ إجمالي تغييرات الحركة العسكرية التركية 447 تغيير.
وفي مقدمة من تمت الإطاحة بهم، الفريق زكائي أكساكالي الذي كان قائدًا للقوات الخاصة أثناء الانقلاب المزعوم في 15 يوليو/ تموز 2016، والجنرال إسماعيل متين تمال، وذلك على الرغم من أن السلطة السياسية قدمتهما ضمن “الأبطال” الذين أحبطوا تلك المسرحية.
وتأتي هذه القرارات خلال شهر يوليو الذي يوافق الذكرى الرابعة للمحاولة الانقلابية المزعومة، التي تقول المعارضة إنها كانت بعلم أردوغان ليستغلها لصالحه من أجل الإطاحة بمعارضيه في الجيش والداخلية وكافة مؤسسات الدولة.
وعقب تلك الموجة، وفي 3 أغسطس/آب الجاري، كشفت صحيفة "سوزجو" عن إطاحة أردوغان بنحو 600 ضابط بالجيش ممن يحملون رتبة عقيد، وقرر إحالتهم على المعاش دون سبب واضح.
وذكرت الصحيفة حينها أن تركيا شهدت في السنوات الأخيرة الماضية انخفاضًا كبير في عدد عقداء الجيش بعد إحالة الكثير منهم إلى التقاعد، حيث جرى تقليص فترة عمل العقداء في الخدمة بالقوات المسلحة من 31 سنة إلى 29 سنة.
وأضافت أنه في حين يستمر عدد من العقداء المقربين من النظام في الخدمة رغم تخطيهم فترة الـ29 عامًا، فإنه على الجانب الآخر يجري إحالة العقداء الآخرين تحت شعار "ليس هناك حاجة إليكم".
وتعليقًا على ما ذكرته الصحيفة حينها، قال آيطون تشيراي، النائب البرلماني عن حزب "الخير" المعارض، رئيس السياسات الأمنية بالحزب إن "قواتنا المسلحة أصبحت منخرطة في صراعات عديدة".
وتابع متسائلًا "ما الصواب في إحالة 600 عقيد من أصحاب التجارب العظيمة في الجيش التركي، في حين أن حركة فتح الله غولن(في إشارة لعناصر الجيش التابعة لها)، لا تشغل مساحة كبيرة من الصورة؟".
وعقب ذلك، وتحديدًا يوم 6 أغسطس الجاري، أصدر أردوغان، قرارات بتعيين 127 جنرالًا وأميرالًا بالقوات المسلحة، من بينهم الرئيس الثاني للقوات البرية التركية، الفريق أول، متين غوراق.
وبناء علي القرارات التي أصدرها الرئيس التركي، فقد تم تعيين 74 جنرالًا في قيادة القوات البرية، و36 أميرالًا في قيادة القوات البحرية، و17 جنرالًا في قيادة القوات الجوية.