التزمتا الصمت.. تركيا وإيران "قلقتان" إزاء احتجاجات بيروت
إيران تدعم حزب الله وأي احتجاجات في لبنان تشكل تهديدا للقبضة الخانقة للجماعة الإرهابية على البلاد وبالنسبة لتركيا اللعبة أكثر تعقيدا
تسعى تركيا وإيران للتأثير على لبنان في أعقاب الانفجار الذي دمر ميناء بيروت، وأودى بحياة العشرات وجرح الآلاف؛ لكنهما تشعران بالقلق إزاء الاحتجاجات التي ربما تقوض خططهما.
وقالت صحيفة "جيروزالم بوست"، إن وسائل الإعلام في إيران وتركيا التزمت الصمت بشكل ملحوظ إزاء الاحتجاجات الحاشدة في بيروت باستثناء تقارير قليلة، إن وجدت صباح الأحد، في وسائل إعلام موالية للحكومتين.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام المرتبطة بدول الخليج، مثل السعودية والإمارات، تغطي الاحتجاجات على الأرض، وفي حين احتضنها البعض بحماس، كانت هاتان الدولتان الكبيرتان أكثر تحفظًا وتشككًا.
وأضافت أنه في حالة إيران الجواب واضح، لأن الأخيرة تدعم تنظيم "حزب الله"، وأي احتجاجات في لبنان من المؤكد أنها ستشكل تحديا لقبضة الجماعة الإرهابية على البلاد.
ولكن بالنسبة لتركيا، فإن خطة اللعبة أكثر تعقيدًا، حيث زار نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، بيروت السبت، وسط حاشية ضخمة من الحراس الشخصيين على ما يبدو، والتقوا اللبنانيين الذكور فقط، ثم تعهدوا بالمساعدة في إعادة بناء الميناء الذي دمر.
وفي مبادرة غريبة، قالت تركيا أيضًا إنها ستمنح الجنسية لذوي الأصل التركي في لبنان، وهي مسرحية للعرقية الطائفية، بدت خارجة عن المألوف وسط الدعم غير الطائفي الذي تقدمه دول أخرى.
ولم يتضح من هذه التصريحات ما إذا كان الهدف الرئيسي لتركيا في لبنان هو خلق موطئ قدم كما فعلت في العراق وسوريا وقطر والصومال وليبيا في السنوات الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة في أنقرة تتجاهل الاحتجاجات أو تشدد مدى "عنفها"، لافتة إلى أن أنقرة قلقة من أن الاحتجاجات في لبنان ستذكّر الشعب التركي الذي يواجه بشكل متزايد حظرًا من المعارضة في الداخل، بالأيام التي كان بوسعهم الاحتجاج فيها.
ونوهت أنه على سبيل المثال، حُكم على سياسيين أتراك في الأشهر الأخيرة بالسجن لمدد طويلة لمجرد انتقاد الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتجاهلت وسائل الإعلام الإيرانية المحتجين أو روجت لنظريات المؤامرة، وزعمت وكالات رسمية أن "عناصر مشبوهة" تسللت إلى الاحتجاجات وهاجمت الوزارات الحكومية في لبنان.
واختتمت بالقول، إنه من الواضح أن حكومتي تركيا وإيران ودولا أخرى تنسج بهدوء روايات تتناسب مع أهدافها على المدى الطويل، لكنها تسير بحذر لأن الكثير من الأمور في حالة تغير مستمر في بيروت.
وشهد لبنان الثلاثاء الماضي انفجارا هائلا نجم عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت.
وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 157 شخصا وإصابة 5 آلاف آخرين على الأقل، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة بيروت وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
انفجار "الثلاثاء الأسود" أطلق عليه "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية.
ودفع الحادث دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.
ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة.
وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ عام 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز