كتاب وأدباء أتراك ينتقدون سياسات أردوغان القمعية: عهد نازي
الكتاب والروائيون يواجهون تهما بـ"الدعاية الإرهابية" في ظل حكم رجب طيب أردوغان وينتقدونه في الصحف الغربية، مشبهين حكمه بـ"النازية".
ما بين تهم "الدعاية الإرهابية" والسجن والاعتقال بتهم معارضة الحكم في تركيا، يعيش المثقفون والأدباء الأتراك أياما عصيبة، شببها البعض بالعهد النازي في ألمانيا.
فقد اعتبرت الكاتبة التركية أسلي أردوغان، التي تعيش في ألمانيا منذ إطلاق سراحها من السجون التركية في ديسمبر 2016، أن الوضع في بلادها يشابه الحالة التي سادت في ألمانيا قبل وصول النازيين للسلطة.
وأبدت أسلي أردوغان ( 51 عاما) قلقها على مستقبل بلادها في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، واصفة الوضع بأنه يماثل ألمانيا قبل أن يستأثر النازيون بالحكم في أربعينيات القرن الماضي.
وأكدت أسلي أن "غياب النظام القضائي يشكل عاملا حاسما" في تردي تركيا، وأن سجون بلادها مكتظة بالأدباء وأصحاب الأقلام، خاصة بعد الانقلاب الفاشل في يوليو من 2016.
وتعيش أسلي حاليا في فرانكفورت مستفيدة من برنامج يدعم الكتاب الفارين من الملاحقات، بعد أن أطلق سراحها من السجون التركية في ديسمبر 2016، وفي سبتمبر من العام التالي استعادت جواز السفر وانتقلت على الفور إلى الخارج، على غرار عدد كبير من المثقفين والفنانين.
لا تزال أسلي أردوغان عاجزة حتى اليوم عن الكتابة، وتعيش تحت الصدمة والإحباط وقلة النوم والانعكاسات الصحية، إلا أنها تشارك كثيرا في الندوات الثقافية والمؤتمرات. وتسعى للدفاع عن المسجونين في تركيا لأسباب سياسية، وتقول "لقد دُفعت إلى دور سياسي، على أن أؤديه بشكل جيد".
وكانت الكاتبة التركية قد واجهت حكما بالسجن مدى الحياة، وهي العقوبة التي حكم بها على عدد كبير من المعتقلين من الكتاب والصحفيين من بينهم أيضا الكاتب البارز راغب زاراكولو.
ويعتبر عدد كبير من المثقفين والأدباء أنه منذ عهد كمال أتاتورك، مؤسس جمهورية تركيا الحديثة، لم يفعل أحد بتركيا ما فعله أردوغان. ولا تزال هناك أقلام في تركيا تنتقد أردوغان من آن لآخر عبر الصحف الأجنبية من بينها الروائي الكبير أورهان باموك الحائز على جائزة نوبل 2006 الذي يعد من أشد المعارضين لأردوغان والذي صرح في الكثير من الصحف الأجنبية بأن فترة حكم أردوغان هي الأسوأ في تاريخ تركيا "أنا خائف على تركيا لأني أعرف أن أردوغان يريد أن يحكم وحيداً مهما كلف الأمر، ولا يريد أن يشاركه أحد السلطة".
بينما أكدت الروائية إيليف شافاق أن "أردوغان الذي جاء إلى السلطة عن طريق الانتخابات دمر الديمقراطية بإضعاف حكم القانون وإنهاء الفصل بين السلطات والقضاء على حرية الإعلام".
وأضافت: "أردوغان صاحب سياسة عدوانية، وليس محايداً، ويستخدم لغة استقطابية، ومفجر وتيرة العنف في البلاد ومستغلها.. لقد فقد معظم كتاب وصحفيي المعارضة وظائفهم، بل تمت محاكمتهم على آرائهم السياسية، حتى أن بلادنا باتت تحاكم كل من يرسم كاريكاتير أو ينشر تغريدة معارضة".
كما انتقد الكاتب التركي إرغون باباهان، الذي يعيش حاليا في كندا، في مقال له بموقع (أحوال تركيا)، سياسات أردوغان الداخلية والخارجية وقال: "إن لم تلجأ تركيا إلى خيار إعادة المعتقلين الأمريكان وعلى رأسهم القس الأمريكي أندرو برانسون إلى بلادهم، في إطار جدول زمني محدد، فإن الوضع سيكون سيئا وخطيرًا للغاية".