كاتبان أمريكيان يحذران من خطة أردوغان لسحق الأكراد وإحياء "العثمانية"
بكلمات نارية، حذر جوناثان واتشتيل وشقيقه ألبرت من مخطط أردوغان لسحق الأكراد في مقال لهما في مجلة "نيوزويك" الأمريكية
"عندما تنهشهم الرغبة في الشعور بالعظمة، يميل الطغاة إلى مشاركة خططهم الوحشية، ثم الشروع في تنفيذها، وهذا ما فعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند الترشح لإعادة انتخابه في سباق حرف لصالحه، حيث قاد حملة شيطنة الأقلية الكردية، لخلق عدو مشترك مثلما يفعل الطغاة".
بهذه الكلمات النارية، حذر جوناثان واتشتيل، مدير الاتصالات والمتحدث السابق باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وشقيقه ألبرت الأكاديمي بكلية "بيتزر"، بجامعة "كليرمونت" من مخطط أردوغان لسحق الأكراد، وحلمه بإحياء الإمبراطورية العثمانية.
- أردوغان والمعارضة بالخارج.. عمليات اختطاف تفوق قانون الغاب
- الحريات وصفقات السلاح.. واشنطن تهدد وأنقرة تتراجع
وقال الكاتبان في مقال رأي نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، "في الأوقات العصيبة، يعبد الناس قادة مفرطي الثقة بأنفسهم، وأردوغان يرى نفسه على أنه السفينة المباركة لإعادة بعث الإمبراطورية العثمانية.. وسمح لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بقتل الأكراد وأطلق جيشه عليها،" وأكدا أنه "بالإمكان وقفه ولا بد من ذلك".
ووفقا للكاتبين، يشكل الأكراد، الذين كانوا يشار إليهم في السابق باسم الأتراك الجبليين، أكثر من 20٪ من مواطني البلاد، والكثير منهم يريد الاستقلال.
وأشار الكاتبان إلى أنه في عام 2013، وعد أردوغان، الذي يعتبر القومية الكردية تهديدا وجوديا، بالاعتراف بالهوية واللغة الكردية، وزيادة الحريات الكردية، وتبعت ذلك هدنة، لكن الأعمال العدائية استؤنفت في عام 2015.
ولفت الكاتبان إلى أنه عندما استذكر الروائي التركي أورهان باموك الحائز على جائزة نوبل مذابح الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية، وأعرب عن أسفه لقتل أردوغان الجماعي للأكراد، حوكم بتهمة إهانة "التركية"، وتبع ذلك حرق كتبه على الملأ، وبعد أن أنقذه الاحتجاج الدولي من السجن، رأى باموك أن بلده المسلم الذي كان فيما مضى ديمقراطيا ومعتدلا يتجه نحو "نظام إرهاب".
ونوه الكاتبان إلى أنه رغم انتهاء المحاولة الانقلابية منذ فترة، وإنهاء حالة الطوارئ التي مضى عليها عامين، أبقى أردوغان على تركيا في قبضته، ويتهم القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي خدم لأكثر من 20 عامًا في قرية صغيرة بإزمير، بمهاجمة الإسلام.
وأوضحا، أنه في إطار سعيه لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سمح أردوغان للمسلحين الأجانب بعبور تركيا، وخلق تنظيم "داعش" الناشئ وإطلاق العنان للإرهاب الهمجي، وأمام تراخي الجيش التركي، دمر "داعش" الأكراد في كوباني السورية.
إلا أنه مع الدعم الجوي للولايات المتحدة، قامت وحدات "حماية الشعب الكردية" (واي بي جي) بتحرير كوباني، وقادت العمليات القتالية التي هزمت "داعش".
واتهم الكاتبان أردوغان بأنه يعمل الآن على تغيير التركيبة السكانية لعفرين عن طريق نقل اللاجئين السوريين المناهضين لبشار الأسد من تركيا، كما هدد بمهاجمة الأكراد السوريين في منبج، متفاخرا بأنه سيواجه القوات الأمريكية هناك.
واعتبر الكاتبان، أنه في ظل وجود أكراد سوريا تحت إمرته العثمانية، يريد أردوغان اتباع نهج إيران الشيعية في قتل القوميين الأكراد الشرقيين في جبال قنديل المتاخمة لإيران وتركيا.
وطالب الكاتبان الأتراك في الخارج بانتقاد نظام أردوغان القمعي، وأن يتحدوا في حملة لقلب الشعب التركي ضده.
واختتما بالإشارة إلى أن مشكلات تركيا الاقتصادية الحالية ستبرهن أنها مفيدة في احتواء أردوغان، وإذا صعد عملية التطهير السياسي والهجمات ضد الأكراد، يجب على الغرب التوقف عن إقراض تركيا وفرض عقوبات اقتصادية على اللاعبين الرئيسيين بمن فيهم هو وأسرته، وأكدا أنه كلما أسرع العالم الحر في مواجهة أردوغان وتغيير تركيا، أصبح العالم أكثر أمانا
.