أردوغان والمعارضة بالخارج.. عمليات اختطاف تفوق قانون الغاب
أزمة اختطاف فيصل أكجاي من منغوليا، استمرت داخل المطار لأكثر من 8 ساعات بين الخاطفين والسلطات المنغولية التي منعت إقلاع الطائرة.
قبضة أمنية لتصفية المعارضين وتعديلات دستورية للسيطرة على مفاصل الدولة، هي انتهاكات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي لم تنتهِ عند حدود دولته بل تمددت إلى خارج الحدود لتصل إلى حد اختطاف معارضين أتراك في دول أجنبية.
وسلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على عملية المخابرات التركية الفاشلة لاختطاف مدير مدرسة تركية في منغوليا يُدعى فيصل أكجاي.
- أردوغان و"فزاعة" كولن.. تركيا تتحول إلى "باستيل" كبير
- بعد تسليمه مفاتيح خزائن تركيا.. أردوغان يمنح صهره صكا عسكريا
وتحت عنوان “الإفراج عن مدير المدرسة التركية المختطف في منغوليا”، كشفت الصحيفة كواليس محاولات الاختطاف الفاشلة التي وقعت الجمعة الماضي.
عملية الاختطاف الفاشلة
التجاوزات التركية التي يتبعها أردوغان أدت إلى إنهيار السياسات الخارجية لأنقرة، بخلاف مزيد من التوتر بأغلب دول العالم.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن أردوغان الذي يتهم الداعية فتح الله كولن بتدبير المحاولة الانقلابية قام بتصفية عشرات الآلاف من أعضاء حركة الخدمة واختطف العشرات منهم بالخارج.
وحطت طائرة لسلاح الجو التركي تحمل رحلتها الرقم "تي تي 4010"، قرابة الساعة الواحدة بعد الظهر في مطار جنكيز خان الدولي، وملثمون ولوحة سيارة مزيفة، مع تحركات غير طبيعية كشفت النوايا الإجرامية لخطف فيصل أكجاي.
ففي صباح الجمعة الماضي أمسك 5 رجال بفيصل أكجاي (50 عاما) يعمل مديرا لمدرسة في منغوليا، من أمام منزله في أولان باتور ووضعوه في حافلة صغيرة، بحسب ما روى أصدقاؤه وشهود عيان.
وعندما لم يحضر أكجاي إلى عمله، قامت عائلته وأصدقاؤه بإبلاغ الشرطة، في هذه الأثناء أحضر الخاطفون أكجاي إلى المطار.
على الفور منعت سلطات منغوليا الطائرة من الإقلاع، بعد أن قال شهود إن على متنها تركيّاً مخطوفاً، تشتبه أنقرة في ارتباطه بجماعة فتح الله كولن.
ردود أفعال غاضبة
الأزمة استمرت داخل المطار لأكثر من 8 ساعات بين الخاطفين والسلطات المنغولية التي رفضت إعطاء الطائرة الإذن بالإقلاع.
كما استدعت السلطات مسؤولي السفارة التركية في منغوليا، وتجمع نواب ومتظاهرون في المطار رافعين لافتات تطالب بالإفراج عن أكجاي.
وبعد أن طال أمد الأزمة، حذر نائب وزير الخارجية المنغولي باتستسيج باتمونخ مسؤولي السفارة التركية من أن أي محاولة خطف على أراض منغولية تشكل "انتهاكا خطيرا لاستقلال منغوليا وسيادتها".
وأعلن مسؤول في وزارة النقل المنغولية على تويتر أن الطائرة أقلعت عند الساعة 3:25 مساء، وأن أكجاي ليس على متنها.
في السياق نفسه أكد محمد حامد، الخبير في الشؤون التركية، خلال تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أن هناك أكثر من عملية اختطاف يقوم بها الجهاز الأمني التركي لأنصار "حركة الخدمة " التابعة للداعية عبد الله كولن خارج البلاد.
وقال حامد إن كل هذه العمليات تتم خارج نطاق القانون الدولي والأعراف الدولية، وتعتبر اختراقا لسيادة الدول، مضيفاً أن الرئيس التركي يعتمد في تلك العمليات المشبوهة على رئيس المخابرات الذي أصبح الذراع الأيمن لأردوغان لتصفية خصومة خارج الحدود التركية.
عمليات سابقة
وذكرت الصحيفة الأمريكية أيضا أن نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ اعترف خلال مقابلة تلفزيونية في شهر أبريل/نيسان الماضي بتنفيذ المخابرات التركية أكثر من 80 عملية في 18 دولة، من بينها ماليزيا وكوسوفو وإعادتها العشرات من أنصار حركة الخدمة بالخارج.
وشددت على تعرض الحكومات الأجنبية لضغوط من إدارة أردوغان لإغلاق مؤسسات الخدمة التعليمية على أراضيها مدللة على هذا بمحاولات السفير التركي لإغلاق مدارس الخدمة في كمبوديا عام 2016.
وأشارت الصحيفة إلى إقالة كوسوفو وزير داخليتها ورئيس المخابرات عقب واقعة ترحيل 6 أشخاص من محبي حركة كولن، دون علم رئيس الوزراء راموش هاراديناي في مارس/آذار الماضي.
ومنذ عام 2016 اعتقل النظام التركي 50 ألف شخص، بخلاف 100 ألف قيد المحاكمة، كما أغلق 1300 جمعية غير حكومية، و180 جريدة، وحاكم 256 أكاديميا، وعزل حوالي 180 ألف موظف حكومي من وظيفتهم.