القس الأمريكي برانسون.. ضحية انتهازية أردوغان
محكمة تركية أمرت بوضع القس الأمريكي برانسون، الذي يُحاكم بتهمتي "الإرهاب" و"التجسس"، تحت الإقامة الجبرية.. فما قصته؟
في وقت كانت تنتظر فيه الولايات المتحدة بادرة طيبة من تركيا بإطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون، وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2017، ليعلن أن مصير رجل الدين المسيحي مرتبط بمصير خصمه فتح الله كولن.
انتهازية كشفت عن وجه أردوغان القبيح بعد دعوات متتالية من واشنطن، هدفها إطلاق سراح برانسون، ليشير الرئيس التركي العام الماضي إلى أن مصيره يمكن أن يرتبط بمصير رجل الدين التركي المسلم المقيم في الولايات المتحدة كولن، الذي سعت أنقرة مرارا إلى تسلمه من الولايات المتحدة، ليواجه اتهامات تتعلق بتدبير الانقلاب الذي استخدم كذريعة لسحق المعارضة التركية.
- وضع قس أمريكي يحاكم بتركيا قيد الإقامة الجبرية
- ترامب: سنفرض عقوبات كبيرة على تركيا لاعتقالها قسّا أمريكيا
وبعد أيام من اتجاه أردوغان إلى "حكم الفرد" بصلاحيات ديكتاتورية، أمرت محكمة تركية، الأربعاء الماضي، بوضع القس الأمريكي برانسون الذي يُحاكم بتهمتي "الإرهاب" و"التجسس"، تحت الإقامة الجبرية.
ليفتح قرار المحكمة باب الغضب لدى ترامب، بسبب سياسات أردوغان الخاطئة، متوعدا بفرض العقوبات على تركيا إذا لم يتم إطلاق سراح برانسون فورا.
مَن هو أندرو برانسون؟
قس من نورث كارولاينا يعيش في تركيا منذ أكثر من 20 عاما، متهم بمساعدة جماعة كولن، التي تحمّلها أنقرة المسؤولية عن محاولة الانقلاب على أردوغان عام 2016، وكذلك دعم مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور.
برانسون نفى الاتهامات المزعومة من قِبل النظام التركي بحقه، ووصفها بأنها "مخزية ومقززة"، وذلك خلال عرضه أمام المحكمة.
"أساعد اللاجئين السوريين فيقولون إنني أساعد حزب العمال الكردستاني. وأنشئ كنيسة فيقولون إنني تلقيت مساعدة من شبكة كولن".. كلمات نطقها أمام المحكمة، دفاعا عن نفسه، ليشير إلى أنشطته البعيدة عن ألاعيب أردوغان الذي يريد استغلال قضية القس الأمريكي في القضاء على خصمه كولن، ليكون ورقة ضغط يجاري بها الولايات المتحدة، التي رفضت مطلبه.
وأمام المحكمة، قال برانسون، الذي كان يرعى كنيسة إنجيلية صغيرة في تركيا يبلغ عدد أتباعها 25 شخصا فقط، إنه ليست له أي صلة بشبكة يقودها الداعية المقيم في الولايات المتحدة كولن، الذي يتهمه النظام التركي بتدبير محاولة انقلاب عام 2016، أو بحزب العمال الكردستاني المحظور.
واعتبر أن الخدمة التي أفنى حياته في تقديمها انقلبت الآن رأساً على عقب، موضحا أن "هذه المزاعم مخزية ومقززة"، في إشارة إلى ادعاءات النظام التركي تحت إمرة أردوغان.
ومنذ وصوله إلى سدة الحكم، عبّر ترامب عن دعمه للقس الأمريكي الذي تحاكمه أنقرة في قضية زادت من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، قائلا: "آمل أن يسمح له بالعودة إلى أسرته الجميلة التي ينتمي إليها".
برانسون الذي كان قسا في كنيسة أزمير ثالث أكبر المدن التركية، قال ترامب عنه أيضا إنه "رجل رائع ومهذب وزعيم مسيحي في الولايات المتحدة، يحاكم ويتعرض للاضطهاد في تركيا دون سبب".
وستزيد قضية برانسون من تعقيد الأمور بين واشنطن وأنقرة، إذ تشهد العلاقات بينهما حالة من التوتر، نتيجة عدد من الملفات، من ضمنها قضية شراء أنظمة الصواريخ الروسية "إس-400".
فقد قرر الكونجرس الأمريكي تجميد صفقة توريد المقاتلات "F-35" إلى تركيا، ردا على نيات أنقرة شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية، وفق صحيفة "واشنطن تايمز".
كما شدد ترامب، في أكثر من مناسبة، على أن بلاده لن تفرط بسياستها واستراتيجياتها ومصالحها الإقليمية والدولية، حتى ولو كان المقابل الابتعاد عن أنقرة.