كاتب ألماني: أخطاء المخابرات الروسية بسبب محاولة إرضاء بوتين
الوعي المتزايد لدى الغرب بالأنشطة السرية لجهاز الاستخبارات العسكري الروسي جاء نتيجة المنافسة بين وكالات الاستخبارات داخل روسيا.
قال الكاتب الألماني، ليونيد بيرشيدسكي، إن الأخطاء التي يرتكبها جهاز الاستخبارات العسكري الروسي "جي آر يو" بشكل علني هي بسبب محاولة إرضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي "يفضل التنوع في صندوق معداته".
وأشار الكتاب إلى أن التقاير عن جهاز الاستخبارات العسكري الروسي "جي آر يو" تصدرت عناوين الأخبار مؤخرًا؛ لافتًا إلى أن الوعي المتزايد لدى الغرب بالأنشطة السرية للجهاز ربما يكون نتيجة المنافسة بين وكالات الاستخبارات الموجودة داخل روسيا.
وأشار بيرشيدسكي، خلال مقال له عبر وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إلى ربط اسم الاستخبارات العسكرية الخارجية فى روسيا "جي آر يو" بحادث إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية "إم إتش -17"، التي دمرها صاروخ روسي أطلق فوق شرق أوكرانيا منذ 4 أعوام، لافتًا إلى أنه في مايو/آيار، قادت مدونة "بيلينجكات" تحقيقًا كشفت من خلاله أحد منظمي العملية الروسية وهو الضابط بالجهاز أوليج إيفانيكوف.
- ترامب- بوتين.. قمة في مرمى الإعلام البريطاني والأمريكي
- بالصور.."دبلوماسية الكرة" في قمة هلسنكي بين بوتين وترامب
وساعدت مجلة "ذا إنسايدر" الروسية المتخصصة في التحقيقات مدونة "بيلينجكات" في قضية إيفانيكوف، حيث ربطت عملاء "جي آر يو" أيضًا بمحاولة الانقلاب الفاشل في الجبل الأسود عام 2014.
واستشهد الكاتب الألماني خلال مقاله بما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مؤخرًا، بشأن أن "جي آر يو" أصبح محور تركيز التحقيقات البريطانية حول حوادث تسمم الغاز التي وقعت داخل بريطانيا، حيث استهدف الحادث الأول الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته، ثم الزوجين البريطانيين الذين لامسوا المادة السامة التي خلفها حادث سكريبال، فضلًا عما كشفه المحقق الخاص الأمريكي روبرت مولر بشأن تورط 12 ضابطًا من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية في اختراق الحزب الديمقراطي الأمريكي.
وقال الكاتب الألماني، إنه ليس مستغربًا أن من بين أجهزة الاستخبارات الروسية الثلاثة المشتركة في العمليات الخارجية "جي آر يو" وجهاز الأمن الفيدرالي "إف إس بي" ومصلحة المخابرات الأجنبية "إس في آر" تصدر جهاز المخابرات الخارجي "جي آر يو" هذه المغامرات الخطيرة.
وخلال تصريحات عبر البريد الإلكتروني، قال الأكاديمي البريطاني بمعهد العلاقات الدولية في براغ، مارك جاليوتي، للكاتب الألماني بيرشيدسكي، إنه عندما يتعلق الأمر بالعمليات الخارجية فإن "جي آر يو" أكبر من "إف إس بي" و"إس في آر"، وإن "الحرب الخفية" في أعلى درجاتها.
وأشار الكاتب الألماني إلى أن لكل وكالة من الوكالات الثلاث ثقافة ونمطا في عملياتها، لكن الهدف النهائي هو إرضاء بوتين، الذي يفضل التنوع في صندوق معداته، موضحًا أن تلك البيئة التنافسية يمكن أن تكون السبب في ظهور أخطاء "جي آر يو" علنًا.
وقال ليونيد بيرشيدسكي، إن بوتين ربما يستمتع بالعمل مع الثلاث ثقافات للمخابرات، لكنه أكد أن الانقسامات بينهم على الأرجح ستجعلهم عرضة للخصومة.