أتراك يشكون نقص "الأكفان".. والأمم المتحدة: لقد خذلنا السوريين
أصبحت مشاهد شاحنات جثث ضحايا الزلزال، من الأمور المعتادة في مدن تركيا، فيما شكا بعض السكان من نقص الأكفان اللازمة لدفن ذويهم.
ومع تناقص فرص العثور على المزيد من الناجين، ارتفع إجمالي عدد قتلى الزلزال وتوابعه في سوريا وتركيا إلى أكثر من 33 ألفا، وهي حصيلة مرشحة للزيادة على ما يبدو. وهذا الزلزال هو الأكثر إزهاقا للأرواح في تركيا منذ عام 1939.
وبعد مرور أكثر من ستة أيام على وقوع الزلزال الأول، لا يزال عمال الطوارئ يعثرون على أشخاص يتشبثون بالحياة وسط حطام المنازل التي أصبحت مقابر للآلاف.
وفي مدينة أنطاكية، أنقذ فريق من رجال الإغاثة الصينيين ورجال الإطفاء الأتراك السوري مالك ميلاندي (54 عاما) بعد أن ظل لمدة 156 ساعة تحت الأنقاض. وأصبحت مثل هذه المشاهد نادرة مع ارتفاع عدد القتلى.
وفي جنازة بالقرب من الريحانية، بدأت نساء محجبات في النحيب وهن يشاهدن جثثا يجري إنزالها من شاحنات، وكان بعضها في توابيت خشبية مغلقة وأخرى في توابيت مكشوفة والبعض الآخر ملفوفا في بطانيات.
وقال أحد سكان مدينة كهرمان مرعش إنه لم يدفن أقاربه بعد نظرا لعدم وجود ما يكفي من الأكفان. وظهرت شاحنة كبيرة ممتلئة عن آخرها بتوابيت خشبية على طريق يؤدي إلى البلدة.
وقال سكان نازحون في مدينة كهرمان مرعش التركية، بالقرب من مركز الزلزال، إنهم أقاموا خياما في أقرب مكان ممكن من منازلهم المتضررة أو المنهارة في محاولة لمنع نهبها.
وقالت جيزم، وهي منقذة من شانلي أورفا بجنوب شرق تركيا، إنها رأت من يقومون بعمليات نهب وسلب في مدينة أنطاكية. وتابعت "لا يمكننا التدخل فأغلبهم يحملون سكاكين".
وقال أحد كبار السن من مدينة كهرمان مرعش إن المجوهرات الذهبية في منزله سُرقت، بينما انتشرت الشرطة في مدينة إسكندرون الساحلية عند تقاطعات الشوارع التجارية حيث يوجد العديد من متاجر الهواتف والمجوهرات.
وفي مقابل تلك المشاهد، هناك نقاط أخرى مضيئة، حيث عثر موظف تركي تطوع للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، على حقيبة بها 4 ملايين دولار. المتطوع التركي يدعى محمد أوزبر أوسلو، ويعمل موظف بلدية في مدينة قونيا، وجد الحقيبة خلال مشاركته في عمليات الإنقاذ، وقرر تسليمها للشرطة، وفقا لصحيفة "صباح" التركية.
وانتشرت صورة للمتطوع متوسطا عناصر الشرطة التركية عقب تسليمه الحقيبة.
بدوره تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ببدء العمل على إعادة الإعمار "في غضون أسابيع". وفي أعقاب الزلزال، اشتد التركيز على حالة المباني في تركيا التي تقع على العديد من خطوط الصدع الزلزالي.
وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي الليلة الماضية إن السلطات حددت هوية 131 مشتبها بهم حتى الآن باعتبارهم مسؤولين عن انهيار بعض آلاف المباني التي سويت بالأرض في الأقاليم العشرة المتضررة من الزلزال. وقال أوقطاي للصحفيين بمركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة "صدرت أوامر باعتقال 113 منهم".
وعلى الجانب السوري، كانت منطقة شمال غرب البلاد، الخاضعة لسيطرة المعارضة، الأكثر تضررا من الزلزال الذي ترك الكثيرين دون مأوى للمرة الثانية بعد نزوحهم بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 11 عاما. ولم تتلق المنطقة مساعدات تذكر مقارنة بمناطق متضررة خاضعة لسيطرة الحكومة.
وكتب منسق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن جريفيث على تويتر من الحدود التركية السورية، حيث لا يوجد سوى معبر حدودي واحد مفتوح لنقل مساعدات الأمم المتحدة، "لقد خذلنا السكان في شمال غرب سوريا.. هم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم"، مضيفا أنه يعمل على حل هذه المشكلة بسرعة.
وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إن الأمم المتحدة تأمل أيضا في تكثيف العمليات عبر الحدود من خلال فتح نقطتين حدوديتين إضافيتين بين تركيا والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا لنقل المساعدات.
والزلزال مصنف سادس أكثر كارثة طبيعية تتسبب في قتلى في هذا القرن، وتخطى عدد ضحاياه قتلى الزلزال الذي ضرب إيران المجاورة في 2003، وخلف 31 ألف قتيل.
وحتى الآن، قتل الزلزال 29605 في تركيا وأكثر من 3500 في سوريا التي لم يتم فيها تحديث الحصيلة منذ يوم الجمعة. وقالت تركيا إن نحو 80 ألف شخص يرقدون حاليا في المستشفيات ويوجد أكثر من مليون شخص في ملاجئ مؤقتة.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز