تغريدات "الإخوان" حول تفجيري مصر.. انحراف فكري ودعم للإرهاب
في وسط حالة الحداد الرسمي وغير الرسمي التي تسود مصر منذ الأمس، ظهرت ردود فعل جبانة من قبل أنصار جماعة الإخوان الإرهابية.
حداد رسمي أعلنت عنه الدولة المصرية لمدة 3 أيام، حداداً على ضحايا تفجيرين إرهابين استهدفا كنيستين مصريتين بمحافظتي الإسكندرية والغربية شمال مصر، يوم الأحد 9 إبريل/ نيسان الجاري، وحالة من الحزن الشديد سيطرت على أغلب صفحات المصريين بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، و"تويتر" تعاطفاً مع أسر الضحايا والجرحى.
وفي وسط حالة الحداد الرسمي والشعبي التي تسود مصر منذ الأمس، ظهرت ردود فعل جبانة من قبل أنصار جماعة الإخوان الإرهابية وبعض الشخصيات العامة الداعمة لهؤلاء الجماعات الإرهابية عبر صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، تشير إلى حقيقة الأفكار الإرهابية المتطرفة التي تدعمها هذه الجماعة، ومواقفهم الواضحة المستهدفة أمن واستقرار ووحدة الشعب المصري.
تغريدات إرهابية.. سلوك منحرف
" لم تعرف مصر طوال تاريخها تفجيرات تستهدف جزءاً من المواطنين، إلا في عهود الاستبداد، التي لا توفر الأمن ولا الحرية ولا الحياة الكريمة".. كانت هذه العبارة هي نص التغريدة التي كتبها يوسف القرضاوي، عبر صفحته الرسمية بموقع " تويتر"، تعليقاً على التفجرين اللذين أوقعا 47 شهيداً وأكثر من 100 جريح بمحافظتي الغربية والإسكندرية.
وبعد أن غرد القرضاوي بهذه العبارة، قرر أن يحذفها بعد هجوم عشرات المصريين والعرب عليه، لموقفه غير الإنساني نحو ضحايا التفجيرين، وفي الوقت نفسه خرج بعض أنصار جماعة الإخوان الإرهابي عبر صفحاتهم الشخصية، معلنين رفضهم لتقديم التعازي والمواساة لأهالي أسر الضحايا والمصابين.
وحول دلالة هذه المواقف من قبل يوسف القرضاوي وأنصار الإخوان بشأن التفجيرات التي تستهدف المصريين، انتقد الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، موقف القرضاوي من ضحايا وجرحى التفجيرين، واصفاً موقفه والتغريدة بالانحراف الفكري من قبل جماعة الإخوان وكل الداعمين لهذه الجماعة المتطرفة فكرياً.
وقال الزعفراني في تصريحات خاصة لـ بوابة " العين" الإخبارية، إن ما كتبه القرضاوي، هو تصرف خاطئ بعيد كل البعد عن الإنسانية التي قام على أساسها الدين الإسلامي، خاصة أن الإسلام نهى القتال حتى في الحروب بالقرب من دار العبادة، واستهداف ضحايا مدنيين ومصليين أبرياء، مستشهداً بمواقف كثيرة تاريخية تدل على فكر الإسلام الواضح السمح من ترويع المدنيين واستهداف الأديان ودور العبادة أثناء فترات الحروب.
وفي الوقت نفسه، اعتبر الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن استهداف كنائس وقت الصلاة والاحتفال بأحد الزعف، وإن كان يستهدف زعزعة أمن الدولة المصرية والإدارة السياسية الحالية، فإن الضحايا هم من المواطنين المسيحيين ورجال الشرطة المصرية، أشخاص أبرياء ليس لهم علاقة بالاختلافات السياسية، مستنكراً حديث القرضاوي عن السياسة في هذه المواقف.
ويرى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن ما صدر عن القرضاوي هو تصرف متوقع، نظراً لموقف الواضح من مسيحي مصر بعد أحداث ثورة 30 يونيو/حزيران، وانتقاده الدائم لموقفهم الوطني الذي دعم رجال القوات المسلحة والدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب وجماعة الإخوان الإرهابية وقتها.
انتشار الإرهاب.. بدايته من عهد الإخوان
وأعلن أنصار جماعة الإخوان في تعليقاتهم وتغريداتهم رفضهم التام لتقديم التعازي والمواساة لأهالي الضحايا والجرحى، قائلين: "ما حدث في مصر بالأمس هو أمر متوقع ولم يكن يجرؤ أحد ينفذه في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي"، مشيرين إلى أن الخطأ يتحمله النظام المصري الحالي، ورافضين التعاطف مع ضحايا التفجيرات الإرهابية.
"هذه التعبيرات لا تصدر إلا من الإرهابين وداعمي الفكر المتطرف" هكذا وصف اللاوندي في تصريحات مع بوابة "العين" ردود فعل جماعة الإخوان حول التفجيرين، معلقاً "اعتاد الإخوان إفساد فرحة المصريين في جميع الأعياد الدينية والوطنية، فهذه الأفعال والتعليقات هي رد فعل طبيعي منهم لدعمهم للإرهاب والتطرف".
وفي الوقت نفسه، استنكر الزعفراني ردود فعلهم عبر مواقع التواصل، مؤكداً أنه دليل على التطرف الفكري لرفضهم التعاطف مع حادثة قتل أشخاص أبرياء بسطاء، وأن سلوكاً منحرفاً بعيداً عن تعليمات الدين الإسلامي.
وحول تكرار الإخوان في تغريداتهم أن ما حدث في ظل الإدارة السياسية الحالية كان من الصعب حدوثه في ظل حكم الإخوان في 2012، اعتبر الزعفراني أن ما يقال هو تزييف للحقائق، خاصة أن الجماعات الإرهابية وجدت كل الحرية لدعوتهم المتطرفة في ظل حكم الإخوان لمصر، حتى إن بعض رموز ودعاة التفكير المتطرف تم دعوتهم وجاءوا لمحافظة شمال سيناء، وسمح لهم بالتحرك بحرية هناك في ظل حكم مرسي، مستشهداً بالمؤتمر الأخير الذي عقده مرسي في استاد القاهرة بشأن القضية السورية عام 2013، ودعوته لكل قادة الجماعات الإرهابية وقتها بالمؤتمر.
واستكمل قوله "الإخوان هم من قدموا الدعم لكل الجماعات التكفيرية سياسياً وفكرياً، خاصة مع استمرار توجيه اتهامات لطوائف المجتمع المصري بالتكفير، كغطاء لمحاولاتهم البائسة المستهدفة استقرار وتماسك المجتمع المصري".
وأضاف خبير العلاقات الدولية، "هذه التعليقات هي شكل من أشكال الخيانة تجاه المصريين، والشماتة المتوقعة من قبل أفراد الجماعة الإرهابية وانصارهم، الذي يوصي سلوكهم وفكرهم دائماً استهداف المسيحيين لمجرد وجود اختلاف ديني وقتل الآخر لمجرد اختلافه الفكري معهم فكري معهم".
وشهدت مصر، أمس الأحد، وقوع تفجيرين إرهابيين، وقع الأول بكنيسة مارجرجس بطنطا، والثاني بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، ليقع 47 شهيداً وأكثر من 100 جريح إجمالي لضحايا التفجيرين.