عماد الركايبي شهيد الشرطة الذي افتدى الكنيسة المرقسية
الرائد عماد الركايبي، شهيد الشرطة المصرية الذي افتدى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.. هذا ما حدث له مع الإرهابي
حين خرج متوجها إلى عمله في صباح الأحد، كان يتوقع يوما تسوده البهجة من فرط ابتسامات وسعادة المئات الذين سيتوافدون إلى مقر عمله للاحتفال بعيد "أحد الشعانين".
إنه الرائد عماد الركايبي، ضابط مصري كان مسؤولا عن أمن الكنيسة المرقسية في منطقة محطة الرمل بمحافظة الإسكندرية، شمال مصر.
سارع عماد إلى تقبيل ابنه الصغير، ثم توجه إلى الكنيسة التي تقع بوسط مدينة الإسكندرية، ليحرسها ويحرس زائريها الذين توافدوا فرادى وجماعات للاحتفال بأحد الشعانين، الذي يدشن أسبوع الآلام.
تبادل الابتسامات مع الداخلين إلى الكنيسة، لا سيما الأطفال الذين ارتدوا أجمل ثيابهم لمرافقة أهاليهم إيذانا ببدء الاحتفال الذي سيتبع أداء الصلوات، التي كان يترأسها البابا تاوضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
سارت الأمور على ما يرام لساعتين تقريبا، ثم بدأت الأجواء تتوتر بمجرد تناقل أنباء عن وقوع انفجار إرهابي في كنيسة بمدينة طنطا، التابعة لمحافظة الغربية في دلتا مصر.
بدأ القلق يسود الجميع، رواد الكنيسة وفرقة الحراسات التي تتولى تأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وكان عماد الركايبي يجول بناظريه في أرجاء المكان، والمنطقة المحيطة، وكأنه كان يشم رائحة غدر الإرهاب تقترب من المكان.
عندها لمح أحد الأشخاص تبدو عليه مظاهر الارتباك، يهمّ بالدخول مسرعا إلى الكنيسة، فاستوقفه عماد ورفاقه عند بوابة الكنيسة، طالبين تفتيشه، لكنه حاول الدخول عنوة. وعندما تصدّوا له وحاصروه سارع هذا الشخص، الذي باع دينه ووطنه بأبخس أثمان الجهل والخيانة، وضغط على زر التفجير في حزام ناسف كان يرتديه تحت ملابسه.
ودوى صوت الانفجار عاليا، وارتسمت على وجه عماد الركايبي ابتسامة يعرفها كل من شاهد صور الشهداء، كأنه أراد التعبير عن رضاه للتضحية بحياته من اجل حماية مئات المصريين، وعلى رأسهم البابا تاوضروس الثاني، في يوم عيدهم.
إنه الشهيد عماد الركايبي من قوة الأمن المركزي، الذي تخرج عام 2001 من كلية الشرطة، والذي استشهد مع اثنين من زملائه بالشرطة، وعدد من المواطنين الأبرياء الذين تصادف وجودهم في الشارع أمام الكنيسة.