قتيلان أحدهما قيادي بـ«الحشد الشعبي» في قصف أمريكي على بغداد
ضربة أمريكية بطائرة مسيرة على بغداد أثارت غضبا واسعا في العراق، حيث أسفرت عن مقتل عنصرين بينهما قيادي عسكري في عناصر "الحشد الشعبي" الحليفة لإيران.
وأعلنت حركة النجباء، إحدى أبرز فصائل الحشد الشعبي، في بيان، عن مقتل "معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي (أبوتقوى) ومرافقه، بقصف أمريكي على مقر الدعم اللوجستي في بغداد".
وقال مصدر أمني، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، إن "طائرة مسيّرة استهدفت مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين في شرق بغداد"، ما أسفر عن مقتل "عنصرين وإصابة سبعة آخرين بجروح".
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها قناة "صابرين نيوز" المقربة من الحشد الشعبي على تطبيق تليغرام سحب دخان تتصاعد من المبنى الذي تعرّض للقصف.
ويأتي هذا الهجوم في وقتٍ تعرّضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش لأكثر من مئة هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، بعد أيام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وتبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي معظم تلك الهجمات.
وأحصت واشنطن حتى الآن أكثر من 115 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد عشرة أيام على اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة جديدة أفاد بها مسؤول عسكري أمريكي، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته.
وردّت واشنطن أكثر من مرّة على تلك الهجمات بقصف مواقع للفصائل المسلحة في العراق، ومواقع مرتبطة بإيران في سوريا.
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار مكافحة تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ في عام 2014.
اعتداء سافر
وفي أول تعقيب عراقي، قال المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، في بيان، إن القصف الأمريكي، الذي طال أحد مقار الحشد الشعبي ببغداد اليوم الخميس "اعتداء سافر".
وأضاف رسول "في اعتداء سافر وتعدٍّ صارخ على سيادة العراق وأمنه، أقدمت طائرة مسيرة على عمل لا يختلف عن الأعمال الإرهابية، باستهداف أحد المقارّ الأمنية في العاصمة بغداد اليوم مما أدى إلى وقوع ضحايا في هذا الحادث المرفوض جملة وتفصيلاً".
وأوضح أن "القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة، الأمر الذي يقوض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي" .
وتابع: "إننا نعدُّ هذا الاستهداف تصعيداً خطيراً واعتداءً على العراق وبعيداً عن روح ونص التفويض والعمل الذي وجد من أجله التحالف الدولي في العراق".
انتشار أمني واجتماع حكومي
وعقب الواقعة، سارعت العشرات من الآليات العسكرية التابعة للجيش والشرطة والحشد الشعبي إلى إغلاق مكان القصف، وحلقت مروحيات للجيش العراقي في سماء بغداد.
وعقد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني القائد العام للقوات المسلحة اجتماعا لمجلس الأمن الوطني لمناقشة تداعيات القصف الأمريكي.
وتعد هذه رابع ضربة عسكرية أمريكية تستهدف مقار الحشد الشعبي في العراق بعد عمليات مماثلة استهدفت مواقع للحشد الشعبي في أبوغريب وجرف النصر "الصخر سابقا" والحويجة في كركوك ردا على قيام المقاومة الإسلامية في العراق بقصف مقار القوات الأمريكية في قواعد عين الأسد وحرير ومطار أربيل الدولي.
وأوقعت هذه الضربات، بالمجمل، أكثر من 16 قتيلا َومثلهم من المصابين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز