صراع ضد الوقت.. ما خيارات بايدن لأوكرانيا قبل الرحيل؟
شهران فقط هما كل ما تبقى لجو بايدن في البيت الأبيض، ما يعني أن الوقت ينفد أمامه لتسريع تسليم الأموال والأسلحة اللازمة لأوكرانيا.
ويقوم البيت الأبيض بنقل الأسلحة وما يصل إلى 6 مليارات دولار من المساعدات المتبقية في أسرع وقت ممكن إلى أوكرانيا، بينما يدعو المدافعون عن كييف البيت الأبيض إلى إلغاء القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى وإيجاد مصادر أخرى لتمويل الحرب قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقبل كل انتقال رئاسي يكرر مسؤولو الإدارة شعار أنهم يخدمون "رئيسا واحدا في كل مرة"، لذلك يظل بايدن مسيطرا بشكل كامل على السياسة الخارجية الأمريكية حتى تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
لكن احتمال حدوث تغيير جذري في سياسة أوكرانيا في عهد ترامب يجعل من غير المرجح أن تظل أي تغييرات جادة يجريها بايدن سارية لاحقا.
ومن المتوقع أن يلتقي الرجلان في البيت الأبيض خلال أيام، حيث من المتوقع أن يحث بايدن ترامب على الاستمرار في تقديم التمويل لأوكرانيا، إضافة إلى مناقشة عدد من ملفات السياسة الخارجية التي نادراً ما تشهد اتفاقا بين الطرفين.
وفي مقابلة تليفزيونية قبل أيام، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن بايدن سيستخدم آخر 70 يوما له للتأكيد على ترامب والكونغرس، الذي قد يسيطر عليه الجمهوريون في كلا المجلسين، على أن "الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تبتعد عن أوكرانيا لأن ذلك سيعني المزيد من عدم الاستقرار في أوروبا".
لكن سوليفان رفض الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان بايدن سيقترح مشروع قانون تمويل إضافيا لأوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، أثار السيناتور بيل هاجرتي الذي يعد أحد المرشحين الأوفر حظا لمنصب وزير الخارجية في الإدارة الجديدة، شكوكا حول استمرار تمويل أوكرانيا في عهد ترامب.
وقال هاجرتي "يريد الشعب الأمريكي حماية السيادة هنا في أمريكا قبل أن ننفق أموالنا ومواردنا على حماية سيادة دولة أخرى".
ومن غير المرجح أن تتمكن إدارة بايدن من دفع مساعدات تكميلية أخرى لأوكرانيا، لكن لا يزال هناك 6 مليارات دولار من المساعدات المعلقة التي يمكن توزيعها قبل مغادرة الرئيس الحالي لمنصبه.
نحو أوروبا
وفي وقت سابق، اعترف المسؤولون الأمريكيون بأن أوكرانيا ستضطر بشكل أساسي في المرحلة المقبلة إلى التركيز على أوروبا للحصول على المساعدات.
ومؤخرا، سمحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لعدد صغير من المقاولين الدفاعيين الأمريكيين بالعمل داخل أوكرانيا لصيانة وإصلاح طائرات إف-16 وأنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت".
وذكر تقرير جديد لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن البنتاغون يسرع من عملية تسليم أكثر من 500 صاروخ اعتراضي إلى أوكرانيا قبل نهاية ولاية بايدن، وسط مخاوف من أن روسيا تستعد لقصف هائل ضد المدن الأوكرانية خلال الشتاء.
وفي محاولة لحماية دعم أوكرانيا بذل كبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين جهودهم لنقل سلطة تسليم الأسلحة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قبل رئاسة ترامب المحتملة.
وقال ريتشارد فونتين، الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث الأمن الأمريكي "إذا قطع ترامب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا فإن المساعدات الحالية لن تستمر إلا حتى نهاية 2024، وبعدها لن يتمكن الأوكرانيون من القتال بشكل كافٍ في غياب الدعم العسكري الأمريكي".
وأضاف "لقد رأينا هذا في بداية هذا العام، لا يستطيع الأوروبيون ولا الأوكرانيون سد الفجوات"، مشيرا إلى أنه إذا قطع ترامب المساعدات فإن هذا "يغير الديناميكية على الأرض تماما، ما قد تكون عليه نتيجة الحرب".
وفيما يتعلق بتقديم مساعدات إضافية فإن إدارة بايدن لا تستطيع فعل الكثير من الأمور، إذ قال إيفو دالدر، الممثل الدائم السابق للولايات المتحدة في مجلس حلف الناتو "أيًا كان ما تفعله من حيث الأوامر التنفيذية يمكن تغييره في اليوم التالي".
وفي إشارة إلى الخيارات المحدودة لإدارة بايدن خلال الفترة الانتقالية أضاف دالدر "أنا حقا لا أرى ما هو الإجراء الأخير الدائم الذي يمكنهم اتخاذه والذي لا يستطيع ترامب عكسه".
خيارات صعبة
وقبل الانتخابات أعرب بعض الدبلوماسيين الأجانب في واشنطن عن شعورهم بالإحباط من تردد إدارة بايدن بشأن أوكرانيا وبطء صرفها للدعم وعدم رغبتها في المخاطرة.
ويبدو أن ترامب يستعد لخفض أو الحد بشدة من المساعدات المقدمة لأوكرانيا، فقد أعلن أن إدارته لن تضم السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وهما من المدافعين الأقوياء عن كييف.
ومع ضيق الوقت والخيارات دعا البعض إدارة بايدن إلى اتخاذ خطوات أكثر طموحا، مثل رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى.
وقالت ميليندا هارينج، المستشارة البارزة في رازوم، منظمة غير ربحية تقدم المساعدات إلى أوكرانيا، "أعتقد أن هناك إجماعا قويا على أن بايدن يمكنه تجاهل مخاوفه من التصعيد، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يبدأ حربا نووية مع تغير الإدارات.. لذا فإن الفرصة الآن للقيام بذلك".
وأضافت "الفرصة الكبيرة الأخرى لإدارة بايدن هي الاستيلاء على 5 مليارات دولار من احتياطيات البنك المركزي الروسي"، وتسليمها لكييف.
وفيما يتعلق بالتسوية السياسية، قال المحللون والمسؤولون إن أي مفاوضات جادة ستتم في عهد الرئيس المنتخب، مع احتمال أن تكون أوكرانيا في موقف تفاوضي أضعف بكثير.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز