«إرث» بايدن يثقل كاهل ترامب.. «ورطة أمريكا» في الحرب المقبلة
من أوكرانيا إلى إسرائيل، أرسلت الولايات المتحدة ذخيرة بقيمة مليارات الدولارات إلى شركائها ما تسبب في نقص مخزوناتها.
وبحسب موقع بيزنس إنسايدر فإن هاتين الحربين، ومهمة البحرية الأمريكية لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر، تقدم للجيش الأمريكي لمحة عما قد يكون مطلوبًا في معركة واسعة النطاق: الكثير من القوة النارية.
ونقل قائد الحرب السطحية المتقاعد في البحرية الأمريكية برادلي مارتن قوله: "حجم الأسلحة وعدد الصواريخ والأنظمة الأخرى التي ستكون مطلوبة للتعامل مع صراع واسع النطاق يعد أكثر بكثير مما خططنا له، ونحن نفتقر أيضًا إلى القاعدة الصناعية للتوسع السريع، لذا ينبغي أن نبدأ في معالجة هذه القضايا بسرعة قبل فوات الأوان".
ذخيرة بمليارات للخارج
زودت إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن أوكرانيا بأكثر من 60 مليار دولار من المساعدات الأمنية منذ أن شنت روسيا عمليتها العسكرية في فبراير/شباط 2022.
وفقًا للمعلومات المتاحة للجمهور التي قدمها البنتاغون، فإن هذه المساعدات القاتلة في أوكرانيا واسرائيل تشمل عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، ومئات الآلاف من قذائف الهاون، وملايين قذائف المدفعية والرصاص، فيما كانت قذائف عيار 155 ملم مطلوبة بشكل خاص، والمخزونات تعاني من النقص.
إلى جانت الذخيرة، أرسلت الولايات المتحدة أيضًا إلى أوكرانيا كمية كبيرة من المركبات المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار والأسلحة المضادة للدبابات والأسلحة الصغيرة والمزيد.
وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن كانت أقل شفافية بشأن المساعدات الأمنية التي أرسلتها إلى إسرائيل، لكن مشروع تكاليف الحرب، وهي مبادرة بحثية في جامعة براون، وجدت الشهر الماضي أن الولايات المتحدة وافقت على ما لا يقل عن 18 مليار دولار كمساعدات أمنية لإسرائيل منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، كانت عمليات تسليم الأسلحة تتألف من كميات هائلة من الذخيرة، بما في ذلك آلاف الصواريخ المضادة للدبابات، وعشرات الآلاف من قذائف المدفعية وذخيرة المدافع، فضلاً عن عشرات الآلاف من القنابل التي تم إسقاطها جواً.
في الوقت نفسه، أمضى الجيش الأمريكي العام الماضي في خوض عمليات قتالية ضد الحوثيين، المدعومين من إيران في اليمن الذين يستخدمون الصواريخ والطائرات دون طيار لمهاجمة ممرات الشحن التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأطلقت السفن الحربية والطائرات الأمريكية مئات الذخائر لإسقاط تهديدات الحوثيين وضرب المتمردين في اليمن، بما في ذلك مجموعة واسعة من الصواريخ الهجومية البرية، والصواريخ أرض-جو، والصواريخ جو-جو، والأسلحة جو-أرض.
كما أطلقت البحرية صواريخ اعتراضية للدفاع عن إسرائيل من الهجمات الإيرانية في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول. وقد شهدت هاتان الحالتان، إلى جانب العمليات المضادة للحوثيين، إنفاق الولايات المتحدة ما يقرب من 2 مليار دولار من الذخائر.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة ساهمت بنحو 80 مليار دولار في الأسلحة ــ بما في ذلك نقل أو إنفاق كمية كبيرة من الذخائر ــ لدعم الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، والتي لا تظهر أي علامة على التراجع.
هل تمتلك واشنطن من يكفي من الذخائر؟
ونوه التقرير إلى أنه في حال خوض الولايات المتحدة حربا ضد قوة كبرى (كالصين على سبيل المثال) فإن السفن البحرية ستكون بحاجة إلى تزويدها بصواريخ اعتراضية لإسقاط هذه التهديدات والدفاع عن الأصول الأمريكية في المحيط الهادئ.
وقد أعرب المسؤولون والمحللون عن قلقهم إزاء مخزونات هذه الصواريخ الاعتراضية، نظراً لاستخدامها خلال العمليات في الشرق الأوسط. ويؤكدون أن الولايات المتحدة بحاجة إلى المزيد من الصواريخ الاعتراضية للصراعات المستقبلية. لكن هذه الذخائر تأتي بسعر باهظ، ناهيك عن انخفاض الإنتاج.
كما أثبتت الدفاعات الجوية البرية قيمتها في الصراعات الكبرى في السنوات القليلة الماضية. فقد نقلت الولايات المتحدة بطاريات باتريوت والصواريخ الاعتراضية المرتبطة بها إلى أوكرانيا، حيث حصلت على تدريب ضد الصواريخ الروسية.
كما تم استخدام هذا النظام المتقدم للدفاع عن إسرائيل من الصواريخ الإيرانية في أبريل/نيسان.
وتعمل شركة لوكهيد مارتن على تعزيز إنتاج صواريخ PAC-3 الاعتراضية، ولكن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك ما يكفي منها للدفاع عن أراضيها.